الإمارات تفتح بوابة الأمل.. صفقة تبادل أسرى كبرى بين روسيا وأوكرانيا بوساطة إنسانية فاعلة

الإمارات تفتح بوابة الأمل.. صفقة تبادل أسرى كبرى بين روسيا وأوكرانيا بوساطة إنسانية فاعلة

الإمارات تفتح بوابة الأمل.. صفقة تبادل أسرى كبرى بين روسيا وأوكرانيا بوساطة إنسانية فاعلة
الحرب الروسية الأوكرانية

شهدت الأزمة الروسية الأوكرانية تطورًا جديدًا يعكس بوضوح الدور البارز لدولة الإمارات العربية المتحدة كوسيط إنساني وسياسي موثوق، وذلك عقب نجاحها في رعاية صفقة تبادل أسرى جديدة بين موسكو وكييف. 

وبحسب وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية، فإن العملية شملت الإفراج عن 146 أسيرًا من الجانب الأوكراني مقابل 146 عسكريًا روسيًا، بما يجسد استمرار الجهود الإنسانية التي تبذلها الإمارات لإيجاد قنوات اتصال عملية وفاعلة بين الطرفين.

دور إماراتي حاسم


وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت قبل ساعات من إعلان كييف تفاصيل الصفقة، مؤكدة أن 146 عسكريًا روسيًا عادوا إلى بلادهم بعد الإفراج عنهم من قبل القوات الأوكرانية.
 
كما أوضحت أن جميع المفرج عنهم نُقلوا إلى الأراضي البيلاروسية حيث يتلقون الدعم الطبي والنفسي اللازم.
 
وشدد البيان الروسي على أن الوساطة الإماراتية لعبت الدور الحاسم في إتمام عملية إعادة الجنود من الأسر، وهو ما يعكس ثقة موسكو بالدور الإماراتي كقناة إنسانية محايدة.

رسالة أوكرانية للإمارات


الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن عند الساعة 17:41 بتوقيت الإمارات عن نجاح عملية التبادل، مؤكدًا أن عشرات المقاتلين من القوات المسلحة والحرس الوطني وحرس الحدود إضافة إلى عدد من المدنيين عادوا إلى أوكرانيا.

 وأوضح، أن معظم هؤلاء ظلوا في الأسر منذ عام 2022، أي منذ الأشهر الأولى لاندلاع الحرب.

وخص زيلينسكي دولة الإمارات بالذكر في إعلانه، معربًا عن تقديره البالغ للدور الذي قامت به في إتمام الصفقة، ومؤكدًا أن هذا الدعم كان أساسيًا في ضمان عودة الأسرى إلى بلادهم. 

وتُعدً هذه الإشارة العلنية إلى الإمارات من جانب القيادة الأوكرانية تعكس اعترافًا رسميًا وموثقًا بفاعلية الوساطة الإماراتية.

بُعد إنساني بارز بعودة الصحفي دميترو خيليوك


وأفادت الوكالة الدولية، بأنه من بين أبرز الأسماء التي شملتها عملية التبادل الصحفي الأوكراني دميترو خيليوك، الذي اختُطف في منطقة كييف في مارس 2022، أي بعد شهر واحد من بداية اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي هذا الصدد، أكد زيلينسكي أن خيليوك عاد أخيرًا إلى وطنه بعد معاناة طويلة في الأسر، هذا البعد الإنساني والإعلامي للعملية يضفي زخمًا إضافيًا على الوساطة الإماراتية، ويمنحها حضورًا أكبر على المستوى الدولي باعتبارها لا تقتصر على الملفات العسكرية فحسب، بل تمتد إلى الجانب الإنساني وحرية الصحافة.

وشدد زيلينسكي كذلك على أن تبادل الأسرى مستمر بفضل مقاتلي الجيش الأوكراني الذين يرفدون ما وصفه بصندوق التبادل عبر أسر جنود روس خلال المعارك، إضافة إلى الجهود اليومية التي يبذلها فريق التفاوض الأوكراني، والدعم المستمر من الشركاء الدوليين. 

وهذه الإشارة المباشرة للدور الإماراتي في سياق حديثه عن الشركاء تعكس مكانة أبوظبي كطرف رئيسي في دعم المسار الإنساني للأزمة.

إشادة مزدوجة تعزز مكانة الإمارات


وما يميز هذه الصفقة تحديدًا هو تزامن الإشادة الروسية والأوكرانية بالدور الإماراتي في يوم واحد، وهو ما يعزز موقع الإمارات كوسيط يحظى بالثقة من طرفين متحاربين نادرًا ما يتفقان على نقطة مشتركة. 

هذا التلاقي النادر في المواقف يمنح الوساطة الإماراتية زخمًا إضافيًا، ويفتح الباب أمام تكريس دورها كقناة أساسية ليس فقط في ملف تبادل الأسرى، بل أيضًا في ملفات أوسع تتعلق بمستقبل التسوية السياسية للنزاع.

الإمارات كجسر إنساني وسياسي


من خلال هذا الإنجاز الجديد، تؤكد الإمارات مجددًا قدرتها على لعب أدوار محورية في ملفات إنسانية وسياسية معقدة على الساحة الدولية. 

ويعكس نجاح الإمارات نجاحها في الجمع بين موسكو وكييف حول طاولة إنسانية، وإشرافها على إعادة مئات الأسرى من الجانبين، ثقة المجتمع الدولي في قدرتها على أن تكون جسرًا موثوقًا للتواصل والحوار، وواجهة فاعلة في الجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي.