من المُنظِّمين للّاعبين.. "كورونا" يخترق بطولة الأندية الآسيوية بقطر

من المُنظِّمين للّاعبين..
صورة أرشيفية

أزمات ضخمة تفتك بقطر، خاصة مع تفشي جائحة كورونا المستجد "كوفيد 19"، الذي سيطر على العمال الأجانب وانتقل إلى المواطنين، ليسجل حاليًا إصابات مروّعة بين لاعبي الأندية الآسيوية.

أزمة بطولة الأندية الآسيوية


أبلغت لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي، الاتحادات المحلية لكرة القدم أن كأس العالم للأندية الذي كان سيقام في قطر تم إلغاؤه بسبب فيروس "كورونا" المستجد.


وأرسلت اللجنة خطابات للاتحادات لتأكيد إلغاء كأس العالم للأندية وتدرس حاليًا إلغاء كأس العالم للأندية لعام 2021 بالصين بسبب أوليمبياد طوكيو وكوبا أميركا. 


وقرر الاتحاد الآسيوي إلغاء العديد من البطولات الأخرى مثل كأس التضامن الآسيوي وبطولة الأندية الآسيوية لكرة الصالات في الإمارات على أن تقام البطولة في الإمارات في العام المقبل بسبب فيروس "كورونا".


وقبل أسبوعين، كانت كل الأندية المشاركة في دور المجموعات لمنطقة غرب آسيا في دوري أبطال آسيا 2020، وصلت إلى العاصمة القطرية لتنضم إلى ممثلي قطر السدّ والدحيل في دور المجموعات.


وزعمت حينها الدوحة، تنفيذ كل البروتوكولات الطبية في البطولة بإخضاع كل شخص مشارك بإجراء فحص فيروس "كورونا" المستجد قبل مغادرة بلاده، ثم إجراء فحص آخر بمجرد وصوله إلى قطر، على أن يتم إجراء فحوصات دورية كل ثلاثة إلى ستة أيام، وأن تكون تحركات اللاعبين والحكام والمسؤولين محدودة بين الفنادق والملاعب والمواقع التدريبية، وذلك ضِمن فقاعة طبية مُحكَمة لضمان سلامة جميع المشاركين.


وعقب ذلك ثبت إصابة الأشخاص بهذا الفيروس، والذي يؤدي إلى وفاة بعضهم بشكل سريع، وآخِرهم "تشافي هيرنانديز"، مدرب السد القطري.


كما ثبت إصابة 11 لاعبًا في نادي الهلال بفيروس كورونا، بالإضافة للمدير الإداري سعود كريري، بكورونا المستجد "كوفيد 19"، وذلك خلال مشاركة الفريق في بطولة دوري أبطال آسيا.


وسيضطر الهلال لمغادرة البطولة، في حال زيادة عدد الإصابات، وعدم تمكنه من تجهيز 13 لاعبًا، بينهم حارس مرمى، لخوض أي مباراة، وفقًا للائحة الاتحاد الآسيوي.

 "كورونا" في قلب اللجنة المنظمة


وكانت بدأت تلك الإصابات من اللجنة المنظمة للبطولة في قطر، وسط تكتُّم شديد، قبل استئناف مباريات البطولة حينها، بداية من الجولة الثالثة لدوري المجموعات.


ولم يُصدِر الاتحاد الآسيوي أي بيانات تتعلق بوجود إصابات داخل صفوف المسؤولين عن تنظيم دوري أبطال آسيا "منطقة الغرب" في قطر. 

تفشّي المرض بين العمال


يُعتبر ذلك الأمر مثيرًا للجدل، حيث يفرض العديد من علامات الاستفهام بشأن قدرة قطر على تنظيم بطولة العالم، حيث لم تنتهِ من تنفيذ جميع الملاعب المتفق عليها حتى الآن، فضلاً عن الأزمات العديدة التي تواجه العمال فيه، وسط مطالبات  لمنظمات حقوق الإنسان بالتدقيق على الاستنزاف البشري للعمال في قطر.


وهو ما يقع تحت بند الانتهاكات الحقوقية للعمال في قطر المعروفة بأنها من أبرز القضايا التي اعترض عليها العالم، لذلك أبرزها  التقرير الأممي الخاص بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز من قِبل المدعوة Ms. E Tendayi Achium  الذي نشر مؤخراً من قِبل منظمة "هيومن رايتس ووتش".


وتستغل الدوحة بشكل منهجي مليونَيْ عامل أجنبي يعملون في البلاد وتمارس كافة الانتهاكات وأساليب القمع ضدهم، بانتهاكات سافرة يعاقب عليها القانون، رغم استغاثات العمال الأجانب في قطر، وعلى رأسهم الآسيويون.


ومن بين الأزمات التي تلاحق العمال تأخير تسليم رواتب العمالة لعدة شهور بسبب سوء الوضع الاقتصادي القطري، وعدم وجود ضمانات صحية للعمالة وزيادة نسبة وباء كورونا بين العمالة الآسيوية في المدن العمالية.


كما تعاني العمالة الآسيوية المكلفة ببناء ملاعب كأس العالم من حرمان السفر إلى الخارج لكثرة المشاكل وعدم عودة الغالبية ممن خرجوا سابقًا بسبب الظلم وعدم وجود ضمانات لحقوقهم مما أثر سلبًا على نقص عدد العمالة، بالإضافة لعدم توافر شروط الصحة والسلامة المهنية بالإضافة للعمل على ما يزيد عن 12 ساعة يوميًا دون صرف بدلات للساعات الإضافية.


وتأتي في مقدمة الأزمات التي يواجهها العمال الأجانب في قطر، الحالة الصحية المتدهورة، والجوع والاهتمام الطبي، وهو ما فضحه تفشي "كورونا" في مخيمات العمال، التي تعاني من سوء الخدمات وتردي الأوضاع الإنسانية، لذلك انتشر الفيروس.


المخيمات المخصصة للعمال على أطراف العاصمة القطرية، التي كانت محض انتقادات دائمة من قِبل جماعات حقوق الإنسان بسبب التكدس الكبير وظروف المعيشة السيئة، والتي في ظلها أكد البنك الدولي أن قطر أصبحت أرضًا خصبة لانتقال "كورونا".


 ووفقًا لإحصائية سابقة نشرها مركز الأمراض الانتقالية التابع لمؤسسة "حمد الطبية" بقطر، فإن نسب الإصابة بفيروس "كورونا" في الدوحة، وفقًا للجنسية، كالتالي: "الهند: 32%، نيبال: %20، بنجلاديش: 18%، باكستان: 6%، الفلبين: 4%"، وهو ما يظهر أن العمال الأجانب من آسيا، هم الضحايا الأكبر للفيروس، حيث قدمهم تنظيم الحمدين كقرابين لكورونا، بعدما فشلت وسائلهم في منع تفشيه.


 ولعدم قدرة الدولة على السيطرة، عزلت العمال المصابين في المنطقة الصناعية بالدوحة دون أي مراعاة للإجراءات الاحترازية والتعليمات الطبية لمنع انتشار المرض بينهم، رغم تدهور المعيشة في تلك المناطق، وبعد أن أغلقت عليهم معسكرات للموت وغياب الرعاية الصحية الكاملة عنهم، باتت السلطات القطرية تحرق جثث ضحايا العمال الأجانب في الخفاء بعيدًا عن الأنظار العالمية، وهو ما اكتشفه القطريون بأنفسهم، الذين يشتكون من رائحة الحرائق المتكررة بشكل مثير للجدل.