حلم العودة.. هل يعود اللاجئون السوريون لبلادهم؟
بعد سنوات طويلة من الحرب والنزوح.. يحلم الشعب السوري الذي اضطر للهروب من ويلات الحروب إلى ذل اللجوء والعيش في المخيمات إلى العودة إلى وطنه من جديد، ومع انطلاق المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين يرتفع سقف أحلام السوريين بسرعة العودة إلى بلادهم في ظل وعود باحتضان الجميع في سوريا ورغم العقبات التي تضعها دول وكيانات تسعى لاستمرار أزمة اللاجئين لتحقيق أكبر استفادة ممكنة منها.
بحضور الإمارات وعمان ولبنان.. انطلاق المؤتمر الدولي عودة اللاجئين السوريين
انطلقت في العاصمة السورية دمشق فعاليات المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين، وقال رئيس اللجنة التنظيمية، معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، في كلمة افتتاحية أمام المؤتمر، المنعقد بقصر الأمويين للمؤتمرات في دمشق "مؤتمرنا اليوم يهدف إلى استكشاف السبل التي ستوفر الظروف المناسبة لعودة اللاجئين إلى سوريا".
وأضاف سوسان: "نوجه رسالة لكل السوريين في خارج حدود الوطن: سيجدون القلوب، قبل الأبواب، مشرعة لاستقبالهم، موضحًا أن الإمارات والصين وروسيا وإيران ولبنان وباكستان وعمان، سيكونون من بين الدول المشاركة بمؤتمر اللاجئين.
وشهد افتتاح المؤتمر قصر المؤتمرات بدمشق، جلسة افتتاحية ومجموعة من الكلمات للدول المشاركة وفي مقدمتها كلمة الرئيس الأسد، انتقل بعدها المؤتمرون إلى جلسات العمل التي ستبحث ظاهر اللجوء والأسباب والتداعيات والحلول.
أما اليوم الثاني من المؤتمر فسيكون ميدانيًا مخصصًا لجولات للوفود المشاركة على بعض مراكز الإيواء في أرياف دمشق وبعض المراكز الطبية وبشكل خاص مراكز الأطراف الصناعية، كما سيحتضن المؤتمر على هامشه لقاءات عديدة روسية سورية، ومن المقرر أن تعقد الجلسة الختامية يوم الخميس الساعة السادسة مساءً حيث سيُتلى بيان مشترك عن نتائج المؤتمر.
عدم دعوة تركيا.. رسائل واضحة من الحكومة السورية والروسية لـ«أردوغان»
واعتبر مراقبون أن عدم توجيه الحكومة السورية والروسية دعوة إلى النظام التركي للمشاركة في مؤتمر عودة اللاجئين السوريين المقام في العاصمة دمشق، يحمل رسائل هامة إلى تركيا.
ويرى خبراء أن سوريا قد استثنت تركيا لسببين، الأول هو أن سوريا لا يمكن لها دعوة الحكومة التركية للمشاركة في وضع حلول لأزمات السوريين لأن تركيا هي المسؤول المباشر عن خلق تلك الأزمات بدعم المنظمات الإرهابية في كل الأراضي السورية، أما السبب الثاني فهو تواجد قواتها – غير الشرعي- على الأراضي السورية وإصرار نظامها بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على انتهاك السيادة السورية.
وأضافوا، إن عدم دعوة تركيا هو أيضًا رسالة روسية سابقة من أوروبا أنها لا توافق على سياسة تركيا بعلاقتها مع اللاجئين لأنه مشروع ابتزاز واستغلال واستثمار لاحق ضد أوروبا وضد سوريا عند بدء الحوار في الحل السياسي.
سوريا تفتح أحضانها لأبنائها بمساعدة الدول الشقيقة والصديقة
من جانبه، يقول المحلل السياسي السوري، يعرب خيربك، المؤتمر يكشف بوضوح جدية الحكومة السورية في العمل الجاد لإعادة اللاجئين السوريين، وبحثها الدءوب عن حلول جذرية لتلك الأزمة، موضحًا أن بعض الدول تسعى إلى تسييس المؤتمر بعدم حضورها، للضغط على الدولة السورية.
وتابع خيربك، التسهيلات التي تقدمها الدولة السورية لتثب إصرارها على عودة اللاجئين أمر واضح للجميع، فصدر مرسوم حكومي بدفع البدل النقدي للمتخلفين عن الخدمة العسكرية من جهة، بجانب مساعدات عديدة عرضتها الدول الشقيقة والصديقة مثل الإمارات وروسيا وباكستان، فسوريا تفتح أحضانها لاستقبال أبنائها من اللاجئين دون وضع قيود، فحتى من له إشكالية مع الدولة أو حمل السلاح سيطبق عليه مرسوم العفو وستحذف كل التهم من سجله، ولن يوجه له أحد أي سؤال حول نشاطه الماضي عند عودته ويحصل أيضًا على وثيقة تؤكد خلو سجله من أي جرائم.
واستنكر خيربك، العقبات التي تضعها الدول الساعية لتسييس المؤتمر، حيث امتنعت عن الحضور ولم تشارك في تفكيك المخيمات أو عودة اللاجئين، أو المشاركة في حوارات مع الحكومة السورية، وكذلك رفضت إعادة الأعمار، بل استخدمت ورقة العقوبات ضد سوريا.
وأشار خيربك إلى أن ما سبق يؤكد وجود بعض الدول التي لا تريد عودة اللاجئين السوريين لتستمر في استخدامها كورقة ضغط على الحكومة وتحقيق استفادة منها، إلا أن الحكومة السورية أحرجت تلك الدول بإصرارها على البحث عن حلول جذرية لإعادة المواطنين السوريين.