حماة على حافة الانهيار.. تصعيد يشرد الآلاف ويترك المدينة في فوضى
حماة على حافة الانهيار.. تصعيد يشرد الآلاف ويترك المدينة في فوضى
تعيش مدينة حماة السورية أوضاعًا مأساوية بسبب المعارك العنيفة التي دارت مؤخرًا بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، بعد أن تمكنت الفصائل من تطويق المدينة من ثلاث جهات، أعلنت هيئة "تحرير الشام" السيطرة على حماة؛ مما دفع الجيش السوري إلى الانسحاب باتجاه حمص لإعادة تموضع قواته.
وأسفرت الاشتباكات العنيفة عن سقوط مئات القتلى من المدنيين والعسكريين، ونزوح عشرات الآلاف من السكان. في الوقت نفسه، شهدت المدينة معارك ضارية في محيط السجون والأحياء السكنية؛ مما خلف دمارًا هائلًا وأزمة إنسانية غير مسبوقة في المنطقة.
محاور عنيفة في جميع المحاور
شهدت مدينة حماة السورية، رابع أكبر مدينة في البلاد، معارك عنيفة في الأيام الأخيرة بعد تمكن الفصائل المسلحة من تطويق المدينة من ثلاث جهات.
وفي تطور كبير، أعلنت هيئة "تحرير الشام" السيطرة على المدينة؛مما أدى إلى انسحاب الجيش السوري بشكل مفاجئ، حيث أكد الجيش -في بيان رسمي- أن قواته انسحبت باتجاه حمص لإعادة تموضعها.
وفقًا للمصادر، فقد شهدت المدينة اشتباكات شرسة داخل الأحياء، خاصة في محيط السجن المركزي الذي دخلته الفصائل المسلحة وأطلقت سراح السجناء.
كما تم السيطرة على عدة مناطق محيطة بالمدينة، مثل حيي الصواعق والمزارب، مما يعزز تقدم الفصائل في الريف الشمالي لحماة، السيطرة على المدينة تمثل انتصارًا استراتيجيًا للفصائل المسلحة، خاصة في ظل تحولات ميدانية سريعة، بعد سقوط مدينة حلب بالكامل في يد هذه الفصائل في وقت سابق.
تعتبر مدينة حماة ذات أهمية كبيرة بالنسبة للجيش السوري، حيث كانت تعتبر خط دفاع أساسي لحماية العاصمة دمشق الواقعة إلى الجنوب منها.
من جهتها، أعلنت "تحرير الشام"، أن المعارك في المدينة مستمرة بشكل متقطع، مع دعوات للجنود السوريين في حماة للانشقاق وتسليم أسلحتهم تحت تهديد استمرارية القتال.
هذا التصعيد أدى إلى نزوح جماعي لسكان المدينة والمناطق المجاورة، حيث يقدر عدد النازحين بأكثر من 150 ألف شخص.
وفيما يتعلق بتطورات المعارك، أفادت وسائل الإعلام السورية، بأن الطيران الروسي والسوري استهدف تجمعات للمسلحين في ريف حماة، بينما أطلقت البحرية الروسية صواريخ من طرطوس على مناطق المواجهات.
المعارك الدائرة حاليًا تُعد من أعنف المعارك في سوريا منذ عام 2020؛ مما يفاقم الوضع الإنساني في المنطقة.
الأحداث المأساوية في حماة تمثل مرحلة جديدة في الصراع السوري
أكد أستاذ العلوم السياسية الدولية طارق فهمي، أن الأحداث المأساوية في حماة تمثل مرحلة جديدة في الصراع السوري، حيث باتت المدينة مرآة لصراع أوسع يشمل قوى محلية وإقليمية.
وأشار أن تقدم الفصائل المسلحة في المدينة وتطويقها من ثلاث جهات يعكس ضعف تأثير الجيش السوري في المنطقة، خاصة بعد انسحابه إلى حمص.
وأضاف: أن المعارك العنيفة التي تجري داخل المدينة أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، ما يعمق الأزمة الإنسانية.
وأوضح فهمي، أن تزايد سيطرة الفصائل على مدن استراتيجية مثل حماة يهدد استقرار المناطق الخاضعة للسلطة السورية ويزيد من تعقيد الحلول السياسية في المستقبل.