ماذا عن تداعيات الهجمة الإسرائيلية على أصفهان.. هل سترد إيران مجددًا؟
تداعيات الهجمة الإسرائيلية على أصفهان
أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الجمعة، بأن البلاد تعرّضت لهجوم بمسيّرات صغيرة دفع السلطات لإغلاق المجال الجوي وتعليق الرحلات الجوية، فيما قال مسؤولون إسرائيليون لهيئة البث الإسرائيلي وصحيفة جيروزاليم بوست إن تل أبيب هاجمت مَن هاجمها.
الرد الإسرائيلي كان متوقعًا من جانب إيران بل ومن جانب الجميع، إذ إن جميع التصريحات الإسرائيلية والأمريكية أكدت أن الرد قادم لا محالة، ويعد نتنياهو أكثر الأطراف التي تجني ثمار هذا التوتر حيث بدأ يستعيد وضعيته الداخلية نسبيًا، كما أن التوتر مع إيران يمنحه الفرصة من أجل الإعداد لعملية رفح التي هي أيضًا مسألة وقت بالنسبة له.
ومن المرجح أن يحرص المرشد العام في إيران اليوم الجمعة على استمرار تعبئة الشارع الإيراني، والتأكيد على أن إيران لن تقف موقف المتفرج وسوف تقوم بالرد في الوقت الذي تراه مناسبًا وسوف تستمر المنطقة تمر بهذه المرحلة من التوتر لفترة مقبلة قد تستمر عدة أشهر بكل تداعياتها، حسبما كشف تقرير لشبكة رؤية الإخبارية.
تقليل الخسائر
قال محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات: إن إسرائيل تعمَّدت تقليل الخسائر في الضربة الإيرانية لمنع الانزلاق نحو حرب شاملة، لافتًا إلى أن الإشكال الأكبر في الموقف الأمريكي حتى الآن هو أن الولايات المتحدة حتى اللحظة لم تتبن سياسات واضحة لوقف الحرب في قطاع غزة، خاصة أن حالة التصعيد التي تشهدها المنطقة مرتبطة إلى حدٍ كبير بالحرب الإسرائيلية على غزة.
وأضاف أن العديد من التقارير تتحدث حول إعطاء الولايات المتحدة ضوءًا أخضر بخصوص عملية رفح العسكرية، منوهًا بأن الموقف الأمريكي يسعى لتجزئة ملفات الشرق الأوسط وعزل التعامل مع هذه الملفات عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
الحفاظ على قواعد الاشتباك
وأشار الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات، إلى أن ما كان يحدث في السنوات الماضية هو حرب استخباراتية لا تعلن فيها إسرائيل مسؤوليتها عن استهداف بعض المنشآت والمواقع النووية الإيرانية المهمة، وهذا الاستهداف هو استهداف إسرائيلي مباشر ومعلن.
وأوضح أن نتائج هذا الاستهداف، وفق المعطيات المتاحة، تبدو محدودة بعض الشيء، وهذا يرتبط بالسعي للحفاظ على قواعد الاشتباك الحالية، فضلًا عن الحفاظ على الضمانات التي تم تقديمها للولايات المتحدة بأن يكون هذا الرد محدودًا.
تأزم الوضع الاقتصادي
قالت الدكتورة وفاء علي، أستاذ الاقتصاد وخبيرة أسواق الطاقة، إنه لا شك أن ما يحدث في العالم يجب أن نضع له عنوانًا كبيرًا وهو "دقت ساعة الحقيقة"، بمعنى أن العالم سيدفع فاتورة باهظة للتوترات الجيوسياسية.
وأضافت أنه على صنَّاع القرار أن يدركوا أن اقتصاد العالم كله أصبح على حافة الهاوية، لافتة إلى أن أسعار الطاقة والنفط ارتفعت بشكل كبير، وأن الطاقة بأنواعها تشكل عصب الاقتصاد العالمي، وأي ارتفاع أو انخفاض يطرأ على أسعارها له تبعات اقتصادية وسياسية.
وأوضحت خبيرة أسواق الطاقة، أن ارتفاع أسعار النفط والغاز يؤدي لحدوث ما يسمى بالمستويات التضخمية التي تكون أكثر شراسة في المرحلة القادمة، منوهة بأن تعكير صفو البحر الأحمر وباب المندب ومضيق هرمز ودخول المسيرات المجال في حروب الطاقة جعل المنطقة في تنافس دولي بحكم أهميتها عالميًا وتأثيرها على أجزاء كبيرة من العالم.