خبير في الشئون الإيرانية: إسرائيل تنفذ استراتيجية قطع الرأس.. والنظام يعيش حالة ارتباك حاد
خبير في الشئون الإيرانية: إسرائيل تنفذ استراتيجية قطع الرأس.. والنظام يعيش حالة ارتباك حاد

تواصل إسرائيل تصعيدها العسكري غير المسبوق داخل الأراضي الإيرانية، من خلال عمليات نوعية تستهدف القيادات العليا في الحرس الثوري الإيراني، في ظل توتر إقليمي متصاعد بعد أسابيع من الهجمات المتبادلة بين الجانبين.
ففي أحدث حلقات التصعيد، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل الجنرال علي شادماني، قائد الأركان الإيرانية، في غارة دقيقة استهدفت مقرًا عسكريًا في قلب العاصمة الإيرانية طهران، ويأتي ذلك بعد أيام فقط من اغتيال سلفه الجنرال غلام علي رشيد، ما يعكس اتجاهًا إسرائيليًا واضحًا نحو تفكيك البنية القيادية العليا للجيش الإيراني.
وبحسب تقارير استخباراتية، فإن العمليات الإسرائيلية التي نُفذت باستخدام طائرات مسيرة دقيقة، تركزت على منشآت عسكرية ومخازن أسلحة ومقار قيادة في العاصمة ومدن إيرانية أخرى، وأسفرت عن مقتل عدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين الإيرانيين، أبرزهم قائد وحدة الاستخبارات العسكرية محمد حسن مهاقق.
وتزامنت العمليات الإسرائيلية مع تحذيرات أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لمح إلى إمكانية توسيع نطاق الضربات، مهددًا بـ"استهداف قيادات عليا في النظام الإيراني إذا استمرت التهديدات ضد إسرائيل".
من جانبه، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تصريحات مثيرة، إيران إلى "الاستسلام غير المشروط"، مؤكدًا أن واشنطن تسيطر فعليًا على أجواء إيران وأن تل أبيب لديها "تفويض دولي لإسكات التهديد الإيراني".
في المقابل، صعّدت إيران ردّها بإطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه أهداف إسرائيلية؛ ما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين وتضرر منشآت في النقب وتل أبيب.
ويرى مراقبون، أن استمرار عمليات الاغتيال داخل إيران ينذر بمزيد من التصعيد في المنطقة، خاصة في ظل غياب بوادر تهدئة، وتزايد الحديث عن "ضربات استباقية" قد تطال حتى رأس النظام الإيراني.
أكد الدكتور مازن كاظمي، المحلل المتخصص في الشئون الإيرانية، أن التصعيد الإسرائيلي الأخير داخل الأراضي الإيرانية يمثّل تحولًا نوعيًا في قواعد الاشتباك، مشيرًا أن إسرائيل باتت تعتمد استراتيجية "قطع الرأس" من خلال استهداف القيادات العليا في الحرس الثوري والمؤسسات العسكرية الحساسة.
وقال كاظمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-: إن "إسرائيل تسعى من خلال هذه العمليات إلى إرباك بنية القيادة في طهران، وإرسال رسالة واضحة بأنها قادرة على الوصول إلى أي شخصية أو موقع داخل العمق الإيراني، سواء عبر عمليات استخباراتية أو باستخدام طائرات مسيّرة دقيقة".
وأوضح، أن استهداف قائد مقر "خاتم الأنبياء" الجنرال علي شادماني، بعد أيام فقط من مقتل سلفه غلام علي رشيد، يدل على وجود معلومات استخباراتية دقيقة، ودعم عملياتي خارجي، مشيرًا أن هناك شكوكًا متزايدة داخل النظام حول وجود اختراقات أمنية كبيرة.
وتابع كاظمي: "النظام الإيراني يعيش حالة ارتباك داخلي، وقد بدأ في نقل عدد من قادة الحرس الثوري إلى مواقع سرّية وتغيير أنماط التنقل والاجتماعات، مما يؤكد حجم الضغط والخوف من استمرار الضربات".
كما لفت أن الرد الإيراني، وإن جاء عبر الصواريخ والمسيّرات، ما زال محسوبًا، لأن طهران تدرك أن الدخول في حرب مفتوحة قد يكلّفها الكثير، خاصة في ظل التدهور الاقتصادي والغضب الشعبي الداخلي.
وختم كاظمي تصريحاته بالقول: "ما يجرى حاليًا ليس مجرد تصعيد عسكري، بل هو جزء من معركة إرادات، وإسرائيل تسعى لفرض معادلة جديدة تضعف نفوذ طهران الإقليمي وتكبح طموحاتها النووية والعسكرية".