في جولة حسم الانتخابات الفرنسية.. ماكرون يتفوق على لوبان في الاستطلاعات

تفوق ماكرون على لوبان في الاستطلاعات بجولة حسم الانتخابات الفرنسية

في جولة حسم الانتخابات الفرنسية.. ماكرون يتفوق على لوبان في الاستطلاعات
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

توجه خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد الناخبون في فرنسا للإدلاء بأصواتهم في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية للاختيار بين الرئيس الوسطي الحالي إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.

وأكد محللون أنه لا يجب على ماكرون ضمان فوزه اليوم، فعلى الرغم من تقدمه في كافة استطلاعات الرأي بفارق لا يقل عن 6 نقاط مئوية إلا أن الغضب الشعبي من ارتفاع تكلفة المعيشة قد يطيح بماكرون.

وكشف آخر استطلاعات للرأي عن أن 57.5% يقولون إنهم يعتزمون التصويت لماكرون مقابل 42.5% للوبان. 

حظوظ ماكرون 

وبحسب صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية، فإن ماكرون لديه حظوظ أقوى للفوز في الجولة الحاسمة والعودة لقصر الإليزيه.
وأكدت الصحيفة، أن الرئيس الوسطي رغم شعبيته، إلا أن الكثيرين يتهمونه بالغطرسة ودعم الأثرياء، وتجاهل الفئات الأكثر ضعفا وفقرا.

وتابعت: إنه على الجانب الآخر، يرى المهاجرون والمسلمون أن ماكرون ليس الأفضل، ولكنه المنقذ الوحيد من عنصرية لوبان.


وأضافت: أن ماكرون بعد المناظرة الأخيرة، كان الأفضل نسبيا، وارتفعت أسهمه.

وأشارت إلى أن عامل الحسم يكمن في الأصوات الباطلة، فالملايين من الناخبين قد يمتنعون عن التصويت أو ترك ورقة الاقتراع فارغة.

وأوضحت أن ما يميز ماكرون أيضا هو انتماؤه للاتحاد الأوروبي، حيث يخشى الكثير من الفرنسيين من مواجهة نفس مصير المملكة المتحدة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو مشروع تسعى له لوبان بكافة الطرق. 

حظوظ لوبان 

لا تتمتع مارين لوبان مرشحة اليمين المتطرف بدعم شعبي كبير، بسبب علاقاتها القوية مع روسيا، بالإضافة إلى آرائها العنصرية واضطهادها للمهاجرين والمسلمين.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن أزمة تكلفة المعيشة فقط هي التي زادت من أسهمها خلال الاستطلاعات الأخيرة.

وتابعت: إن لوبان ليس لديها فرص كبيرة للفوز في الانتخابات خلال الجولة الثالثة التي تخوضها، فما زالت مرشحة اليمين المتطرف بعيدة عن قصر الإليزيه.

وأكدت الوكالة، أن عنصرية لوبان أفقدتها الكثير؛ فهي لا تتمتع بأي مهارات للتحدث مع الجمهور، كما أن اضطهادها للمسلمين والمهاجرين أثار الغضب ضدها.

وتابعت: إن لوبان نجحت في استثمار نقاط ضعف ماكرون المتمثلة في أزمات تكلفة المعيشة وسن التقاعد الذي أشعل به ماكرون الغضب الشعبي. 

ملفات ساخنة 

وقبل الإعلان عن نتائج الانتخابات المقرر لها مساء اليوم الأحد، لن يستطيع ساكن قصر الإليزيه القادم سواء كان ماكرون أو لوبان الاستمتاع بالانتصار، فهناك الكثير من القضايا الساخنة التي لا يمكن أن يتعامل معها الثنائي بنفس الطريقة.

ولعل أبرز هذه الملفات هي الحرب الأوكرانية والاتحاد الأوروبي، حيث أصبح ماكرون أكثر قادة دول العالم تفاوضا مع روسيا لحل الأزمة، وبعد شن الحرب، بدأت حكومة ماكرون في توجيه دعم كبير للشعب الأوكراني، ولكن على الجانب الآخر تدعم لوبان روسيا بشكل كبير وترفض العقوبات الغربية على الكرملين. 

تكلفة المعيشة: ماكرون اقتصادي ومصرفي، وحقق نجاحات اقتصادية متعددة خلال فترة ولايته، حيث بلغت معدلات البطالة أدنى مستوياتها، ولكن على الجانب الآخر يطلق عليه البعض لقب "رئيس الأغنياء"، بعد قرار إلغاء ضريبة الثروة وبعض تصريحاته عن الفقراء.

واستغلت لوبان أزمة تكلفة المعيشة وحالة الإحباط بين ناخبي الطبقة العاملة بسبب التضخم وارتفاع الأسعار، ووعدت بخفض الضرائب على الطاقة والسلع الأساسية إنها تريد الحفاظ على الحد الأدنى لسن التقاعد عند 62 عاما. 

المهاجرين: كان هذا الملف بمثابة القشة التي قضمت ظهر البعير، فبعد انتشار تصريحات لوبان العنصرية، انهارت أسهمها بصورة كبيرة بين صفوف الشعب.

وشملت مخططات لوبان إنهاء سياسات لم شمل الأسرة، وقصر المزايا الاجتماعية على الفرنسيين فقط، وترحيل الأجانب العاطلين عن العمل لأكثر من عام وغيرهم من المهاجرين الذين دخلوا بشكل غير قانوني، بالإضافة إلى حظر ارتداء الحجاب الإسلامي في الأماكن العامة.

أما ماكرون، فانتهج سياسة مختلفة، حيث اقتصر برنامجه على غلق الحدود الخارجية للمنطقة الخالية من جوازات السفر الأوروبية وإنشاء قوة جديدة للتحكم بشكل أفضل في الحدود الوطنية.