بعد غرق زورق قبالة سواحل طرابلس.. ما أسباب الهجرة غير الشرعية من لبنان؟
غرق زورق قبالة سواحل طرابلس يحمل مهاجرين غير شرعيين من لبنان
في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في لبنان، يعاني الملايين من الشعب اللبناني من الفقر والجوع والبطالة، ما يعني أن حياة اللاجئين السوريين في لبنان وخصوصا المدن الفقيرة أشبه بالجحيم.
وأكد محللون أن هرب اللاجئين السوريين من لبنان تزايد بشدة خلال الأشهر الأخيرة بعد تفاقم الأزمات الاقتصادية وعدم قدرة الكثير منهم على إيجاد الطعام لأسرهم؛ ما دفعهم للبحث عن وجهة أخرى هربا من حروب بلادهم والفقر في لبنان. .
معركة اقتصادية
على ساحل البحر الأبيض المتوسط وتحديدا مدينة طرابلس التي تعد من أفقر المدن اللبنانية، وقعت الكارثة، كان هناك قارب صغير يحمل العشرات من اللاجئين السوريين بينهم أطفال ونساء لا يحلمون سوى بحياة هادئة بعيدا عن الحروب والأوضاع الاقتصادية المتردية.
وبعد غرق القارب ووفاة أكثر من 8 أشخاص منهم طفلة، اشتعل الغضب في طرابلس أفقر المدن اللبنانية، رغم أنها أكبر مدينة اقتصادية في لبنان.
وقال ميشيل خوري موظف: "نعاني هنا كما لا يعاني أحد، فطرابلس بها أفقر فئات الشعب وأغنى أغنياء العالم الذين جنوا ثروات ضخمة من موارد الدولة".
وتابع: "كثير منا لا يجد قوت يومه، وفي الوقت نفسه نقرأ في الإعلام الغربي أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وشقيقه طه على قائمة أغنياء العالم".
بينما قالت جومانا الباسل لاجئة سورية: "نواجه أوضاعا سيئة للغاية، فالأزمات الاقتصادية لا ترحم أحدا هنا".
وتابعت: "نعاني أكثر من اللبنانيين، فنحن غرباء، لا نحصل على أي مزايا حكومية، أطفالنا يموتون جوعا".
وأضافت: "الجميع يحلم بالمغادرة، فبلادنا دمرتها الحرب، وفي لبنان المجاورة الأزمات الاقتصادية تدمر كل شيء".
بينما قال مراد الفادي لاجئ سوري: "غرق القارب لن يجعلنا نتراجع عن الهجرة".
وتابع: "الموت يطاردنا في كل مكان، إما من الحرب في بلادنا أو الجوع هنا في لبنان أو الغرق في البحر، كل الطرق تؤدي لنتيجة واحدة".
وأضاف "الأمر يستحق المغامرة، فما نواجهه هنا ليس بالأمر الهين، فالأوضاع الاقتصادية صعبة للغاية، هذا يجعلنا غير مرغوب فينا هنا".
واستطرد قائلا: "لا مفر من الهجرة بأي وسيلة، الأمر يستحق المجازفة، إذا نجونا نعيش حياة آدمية، وإذا لم ننجُ نكون تخلصنا من جحيم الحياة".
جحيم لبنان
وفي ظلام الليل انتظر العشرات جثامين ذويهم، بينما تعلقت آمال آخرين في نجاة الباقين.
وقال عجوز لبناني: "السياسيون هم من دفعوا الشعب اللبناني واللاجئين السوريين لهذا المصير".
وتابع: "لا أتوقع أن تكون هذه الرحلة الأخيرة، غدا سينطلق قارب آخر بحثا عن النجاة وحياة جديدة بعيدا عن فساد النخبة السياسية".
وقال مصدر مسؤول: إنه في العادة يكون اللاجئون السوريون هم من يحاولون الهرب، ولكن مع تفاقم الأزمة الاقتصادية بدأت أعداد اللبنانيين المهاجرين تتزايد".
وتابع: "الوضع الاقتصادي على شفا الانهيار، فمعظم الشعب اللبناني يعيش تحت خط الفقر، والأغلبية العظمى غير قادرة على توفير احتياجاتها اليومية".
وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية أن لبنان يشهد أزمة اقتصادية غير مسبوقة تعد هي الأعنف والأكبر في تاريخه، حيث قال البنك الدولي: إنها تشهد أزمات اقتصادية متفاقمة، تشهدها عادة الدول التي تعاني من الحروب، بعد أن فقدت الليرة أكثر من 90 في المئة من قيمتها الشرائية؛ ما جعل غالبية السكان يعيشون تحت خط الفقر.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد قدرت أن ما لا يقل عن 1570 شخصا، من بينهم 186 لبنانيا، غادروا لبنان أو حاولوا المغادرة بشكل غير قانوني عن طريق البحر بين شهري يناير ونوفمبر من عام 2021.