تفاقم عزلتها الدولية.. إسرائيل تواجه ورطة جديدة بسبب استمرار حرب غزة

إسرائيل تواجه ورطة جديدة بسبب استمرار حرب غزة

تفاقم عزلتها الدولية.. إسرائيل تواجه ورطة جديدة بسبب استمرار حرب غزة
صورة أرشيفية

يسلط القرار الذي اتخذته تركيا بتعليق التجارة مع إسرائيل الضوء على الضغوط العالمية المتزايدة لإنهاء الحرب في غزة، حتى مع إصرار قادة إسرائيل على إنهم لن ينهوا هذه الحرب الوحشية قبل القضاء على حكم حماس في القطاع، وفقًا اما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

عزلة دولية إسرائيلية

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فقد تصاعدت العزلة الدولية التي تعيشها إسرائيل مع استمرار هجومها العسكري المدمر على غزة، دون أن تلوح له نهاية تذكر في الأفق، وخفضت بعض الدول علاقاتها مع إسرائيل أو قطعتها، أما الشركاء المقربون، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، فبينما ظلوا داعمين بقوة لإسرائيل، أصبحوا أكثر انتقادًا علنًا لسلوكها والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية لغزة.

وتابعت، أن كولومبيا أصبحت هذا الأسبوع ثاني دولة في أمريكا الجنوبية تقطع علاقاتها مع إسرائيل، بعد بوليفيا، وفي اليوم الذي أصدرت فيه بوليفيا إعلانها، قالت كل من كولومبيا وتشيلي إنهما ستستدعيان سفيريهما لدى إسرائيل، وحذت هندوراس حذوها في غضون أيام، كما قطعت بليز علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في ذلك الشهر، كما استدعت دول عربية مثل الأردن والبحرين، التي تتعاون معها إسرائيل بشكل وثيق في المجال الأمني، سفراءها وسط احتجاج شعبي على ارتفاع عدد القتلى في غزة.
 
كما أعاق الهجوم الإسرائيلي الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، والذي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يأمل أن يكون جزءًا رئيسيًا من إرثه.
خسائر كبرى

وتابعت الصحيفة الأمريكية، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الحليف الأكثر أهمية لإسرائيل، أي علامة على سحب الدعم العسكري، حتى عندما حذرت من الغزو الإسرائيلي لرفح، في جنوب غزة، حيث يحتمي أكثر من مليون شخص، وحصلت إسرائيل على مهلة هذا الأسبوع عندما رفضت محكمة تابعة للأمم المتحدة أن تأمر ألمانيا، ثاني أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل، بعد الولايات المتحدة، بتعليق مبيعات الأسلحة تلك، ومع ذلك، فإن التحركات التي اتخذتها تركيا وغيرها تسلط الضوء على كيف أن الحرب في غزة، التي مضى عليها الآن ما يقرب من سبعة أشهر، تلحق خسائر متزايدة بمكانة إسرائيل العالمية.


وشهدت إسرائيل وتركيا تقاربًا في السنوات الأخيرة، وفي عام 2022، أعلن البلدان أنهما سيستعيدان العلاقات الدبلوماسية الكاملة. لقد كانوا بالفعل شركاء تجاريين وثيقين، حيث أرسلت تركيا ما يقرب من 4.6 مليار دولار من الصادرات إلى إسرائيل في عام 2023، وفقًا لإحصاءات الحكومة الإسرائيلية.

وأضافت، أنه يبدو الآن أن الآمال في تحسين العلاقات قد تبددت، وبعد الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل، سارع أردوغان إلى اتخاذ موقف خطابي قوي لصالح الجماعة الفلسطينية المسلحة، التي أطلق عليها "منظمة التحرير"؛ والتقى بقادة حماس في أواخر أبريل، ما أثار المزيد من الغضب الإسرائيلي.


وقال أردوغان - يوم الجمعة-: إن قرار تعليق التجارة كان محاولة للضغط على إسرائيل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس، وما تزال إسرائيل ووسطاء مثل قطر ومصر والولايات المتحدة ينتظرون رد حماس على اقتراح الهدنة الذي تم تقديمه هذا الأسبوع.

وقالت جاليا ليندنشتراوس، خبيرة السياسة الخارجية التركية في معهد مركز أبحاث الدراسات الأمنية في تل أبيب: إن قرار إغلاق الواردات والصادرات مع إسرائيل أمر غير معتاد إلى حد كبير بالنسبة لأردوغان، الذي سمح عمومًا بازدهار العلاقات الاقتصادية الوثيقة في ظل التوتر السياسي الشديد. 

وتابعت ليندنشتراوس، إنه من المرجح أن أردوغان كان يأمل في الاستفادة من هذه القضية لدرء الإحباط الداخلي المتزايد بسبب حكمه الذي دام عقدين من الزمن، حيث فاز زعماء المعارضة بسلسلة من البلديات خلال الانتخابات المحلية في وقت سابق من هذا العام. 

وأضافت، أن هناك أيضًا محاولة "لاستغلال ضعف إسرائيل، وتحديدًا ضعف نتنياهو، لمواصلة إضعاف إسرائيل واكتساب نفوذ إقليمي".

الاعتراف بالدولة الفلسطينية

وأفادت الصحيفة الأمريكية، بأن الحرب أدت أيضًا إلى تجديد الدعوات من قبل بعض الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهي خطوة رمزية إلى حد كبير ولكن يعارضها السيد نتنياهو بشدة، وقالت إسبانيا وإيرلندا، من بين دول أوروبية أخرى، إنهما تعملان على الاعتراف بدولة فلسطين.

ولطالما قالت واشنطن إنها تدعم إنشاء دولة فلسطينية في نهاية المطاف، لكن أي اعتراف بها يجب أن يأتي بعد مفاوضات بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين.