تصاعد صراع الإخوان في إسطنبول ولندن.. ماذا يحدث في أزمة الإرهابية؟

يتصاعد صراع الإخوان في إسطنبول ولندن

تصاعد صراع الإخوان في إسطنبول ولندن.. ماذا يحدث في أزمة الإرهابية؟
صورة أرشيفية

لا تزال جماعة الإخوان الإرهابية تشهد ضربات قوية أدت إلى انقسامها إلى جبهتي صراع واحدة في إسطنبول بتركيا بقيادة محمود حسين واختيار مصطفى طلبة مرشدًا، والأخرى في لندن عاصمة بريطانيا يقودها إبراهيم منير، صدى هذا الانقسام انعكس بشكل كبير على كل مفاصل عمل الجماعة وساهم في ضعفها وتناحر أقطابها بشكل متزايد خاصةً في الأيام الأخيرة.

وكشف تقرير لمؤسسة رؤية أن المستوى الإعلامي الخاص بالجماعة الإرهابية، جرى تدشين تنظيمين داخل الجماعة، ومتحدثين رسميين (في لندن وإسطنبول)، ومنصات إعلامية خاصة لكل جبهة، وبات السؤال: ماذا ينتظر الإعلام الإخواني في 2022؟.

صراع إعلامي

ولفت التقرير أنه وفي ظل المحاولات التركية لإعادة العلاقات لمسارها الإيجابي مع القاهرة، قررت “أنقرة” وقف كافة البرامج التحريضية ضد مصر والتي تبث من أراضيها من خلال برامج فضائيات الشرق ومكملين وغيرها، ومع مغادرة إعلاميي الإخوان الأراضي التركية صوب عواصم أوروبية أبرزها (لندن) بناءً على تعليمات وتوجيهات عليا، سعى تنظيم الإخوان مؤخرًا، إلى إعادة عناصره مجددًا للظهور الإعلامي عبر قناة فضائية تبث من بريطانيا، وبتمويل ضخم من تنظيم “حزب الله”، من خلال ظهور جديد للإعلامي الإخواني معتز مطر عبر قناة جديدة يؤسسها المصري، أيمن نور ويجري التنسيق لإطلاق منصات جديدة.

وتابع التقرير: إنه ولا يخفى على أحد إلى من سيكون الولاء (فيما يخص الصراع الداخلي الإخواني بين جبهتي محمود حسين وإبراهيم منير) في القنوات الجديدة التي ستبث من أراضي بريطانيا، وباتت وسائل الإعلام الإخوانية في الوقت الحالي، سببًا في الكشف عن الصراعات المشتعلة التي تعيشها الجماعة، وعن حالة الضعف التي وصلت إليها، ومسرحًا أيضًا لتبادل الاتهامات بين قياداتها.

فشل الإخوان 

وكشفت دراسة لمركز الإنذار المبكر للدراسات الإستراتيجية، أن نتيجة فشل القنوات الإخوانية في إحداث تأثير إستراتيجي، اضطرت القيادة العليا للحركة بالاتفاق مع ممولي القنوات، لإعادة هيكلة قنواتها ومنابرها، حيث تمثل وسائل الإعلام أحد الركائز الأساسية لمشروع الانتشار والسيطرة الذي تتبناه جماعة الإخوان، ولهذا السبب تولي الحركة اهتمامًا كبيرًا لهذا الملف، خاصةً خلال السنوات الماضية.

ولفتت الدراسة أن سلسلة قنوات فضائية، ومواقع إلكترونية، وصحف ورقية، إضافةً لشركات إنتاج إعلامي تعمل جميعها بشكل منسق في دول أوروبية بهدف الترويج لأفكار جماعة الإخوان الإرهابية وإثارة الفتن والتطرف في دول المنطقة. وأوضحت الدراسة، أن الفترة الماضية ظهر عدد من وقائع الفساد المالي والإداري داخل القنوات والمواقع الإخوانية، وهو ما تسبب في حالة من عدم الثقة لدى الممولين لهذه القنوات، ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تغيرًا كبيرًا في المواقع القيادية في هذه القنوات، وهو ما بات منتظرًا في العام المقبل وفي ظل صراع سياسي إخواني داخلي كبير.

تخبط وانقسام

الدكتور إبراهيم ربيع القيادي الإخواني المنشق والخبير في شؤون الجماعات الإرهابية كشف أن جماعة الإخوان تعيش في حالة من الارتباك الشديد، إضافة إلى ذلك فإن إعلام الإخوان أيضا يعيش في فترة ارتباك وأصبح يعاني من أزمات داخلية كبرى.

ولفت الإخواني المنشق في تصريح لـ"العرب مباشر" أن حالة التخبط بالإخوان هي انعكاس لحالة الانقسام داخل التنظيم الذي  لم يعد تنظيمًا مركزيًا له قيادة واحدة ومنصات إعلامية واحدة، بل أصبح أكثر من تنظيم يملك كل واحد منهم منصاته الإعلامية، وعمد تنظيم الإخوان على توظيف الماكينة الإعلامية لتعزيز نفوذه الأيديولوجي والسياسي، عبر القنوات والمواقع الإلكترونية المملوكة لها وقنوات يوتيوب العديدة ووسائل التواصل الاجتماعي الرقمية الأخرى، وهو ما يسعى إليه في الفترة المقبلة حاليا.

وأوضح أنه يستخدم كل فريق أدواته ويطرح فكرة المؤسسية الجديدة لكي يكتسب شرعية وجوده، في الوقت الذي تجري فيه الجماعة تجديد علاقتها الخارجية مع الولايات المتحدة وبريطانيا لتفادي الحظر في المرحلة القادمة، لافتا أن الجماعة يديرها الآن أكثر من قسم وأكثر من مكتب والكل يبحث عن شرعية لقراراته وأرضية ليتعايش مها وسط تهديد حقيقي لهم ولوجودهم.