كيف استطاعت "الإمارات" تغيير إستراتيجية المنطقة باتفاقية السلام؟
شهد العالم توقيع اتفاقية السلام التاريخية بين كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، والتي تم توقيعها بالحديقة الجنوبية للبيت الأبيض بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي من شأنها تعزيز سبل السلام بالمنطقة العربية، ووضع أسس لحل القضية الفلسطينية، ومن المرجح أن تنضم مجموعة من الدول العربية لاتفاقية السلام وعلى رأسها دولة البحرين، وحضر هذا الحدث التاريخي نحو 700 ضيف من مختلف دول العالم.
أبرز بنود اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل
ومن أبرز بنود المعاهدة، "تحقيق رؤية تجعل الشرق الأوسط ينعم بالاستقرار والسلام والازدهار"، بحيث يتمتع بها "كل دول وشعوب المنطقة"، إلى جانب إقامة علاقات دبلوماسية وودية بين طرفَي المعاهدة، والسير في طريق جديد يفتح باب الطاقات الكبرى الكامنة في المنطقة.
كما أقر الطرفان بـ"أهمية استتباب الأمن وتكريس السلام في المنطقة والعالم، اعتمادًا على التفاهم المتبادل والتعايش، إلى جانب تعزيز مساعي الحوار بين الأديان والثقافات، بقصد ترسيخ ثقافة السلام بين الديانات الثلاث والبشرية جمعاء، إلى جانب اجتثاث الفكر المتطرف وإنهاء النزاعات، من أجل منح كل الأطفال مستقبلاً أفضل".
وزير الخارجية الإماراتي: اتفاقية السلام تجلب الأمان للمنطقة العربية
قال وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد، في كلمته عقب توقيع اتفاق السلام: إن الاتفاقية ستمكننا من مساعدة الفلسطينيين أكثر، وإننا نريد جلب المزيد من الأمل إلى منطقتنا، والإمارات اليوم تمدّ يد السلام وتستقبل السلام، كما أن اتفاق السلام مع الإمارات والبحرين قد يُنهي الصراع العربي الإسرائيلي، مؤكدًا: "إننا نشهد اليوم فكرًا جديدًا سيخلق مسارًا أفضل وسيغير وجه الشرق الأوسط"، وذكر أن هذه المعاهدة "إنجاز تاريخي لكل من أميركا وإسرائيل والإمارات".
وتابع "لم تكن هذه المبادرة ممكنة لولا جهود الرئيس ترامب، والفريق الذي سعى بجهد وإخلاص لنصل إلى هنا".
إسرائيل توقف ضم الأراضي الفلسطينية
كما توجه الوزير الإماراتي بالشكر لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو "على اختياره السلام ووقف ضم الأراضي الفلسطينية مما يعزز إرادتنا المجتمعة لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة"، وأوضح أن "ثمار هذه المعاهدة ستنعكس على المنطقة بأسرها.. وكل خيار غير السلام سيعني دمارًا وفقرًا ومعاناة إنسانية".
وتابع قائلاً "هذه الرؤية الجديدة التي بدأت تتشكل باجتماعنا اليوم ليست شعارًا نرفعه من أجل مكاسب سياسية، فالجميع يتطلع لخلق مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا".
مُختتِمًا كلمته بأن "السلام يحتاج للشجاعة وصناعة المستقبل تحتاج للمعرفة، والنهوض بالأمم يحتاج لإخلاص ومثابرة.. السلام مبدؤنا ومَن كانت بداياته صحيحة ستكون إنجازاته مشرقة".
دعم الخارجية الإسرائيلية لاتفاقية السلام
ومن ناحيته قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جابي أشكنازي، في تصريحات صحفية سابقة، إن معاهدة السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل "تاريخية وستؤدي إلى تغيير كبير للشرق الأوسط بأسره"، مؤكدًا أن معاهدة السلام بين إسرائيل والإمارات، ستسهم في تحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة، وتمهد الطريق أمام تعاون بين الدول في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك التنمية الاقتصادية، ومواجهة التحديات المشتركة.
وأضاف: "منذ أن توليت منصب وزير الخارجية، وضعت في قمة سلم الأولويات، تعزيز العلاقات بين دولة إسرائيل وجميع جيرانها في الشرق الأوسط، فدولة إسرائيل تسعى إلى تحقيق سلام حقيقي مع جيرانها منذ قيامها، والمعاهدة مع دولة الإمارات حجر زاوية مهم للغاية في بناء واقع جديد للمنطقة بأسرها، وبمساعدة المعاهدة سنتمكن من صياغة وخلق مستقبل أفضل لأطفالنا وجيل المستقبل".
وأشار إلى أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، "هو قائد فذ يقود شعبه إلى الازدهار والنجاح، إذ تحولت الإمارات إلى دولة متقدمة"، معربًا عن بالغ تقديره لرؤيته ودوره الريادي.
الإمارات وبناء مستقبل مشرق للمنطقة العربية
كما أوضح الوزير الإسرائيلي أن "دولة الإمارات تلعب دورًا مهمًا في بناء مستقبل مزدهر واستقرار طويل الأمد في أنحاء الشرق الأوسط، حيث ستساعد الخطوات الشجاعة لدولة الإمارات في التنمية الإقليمية والنمو والتعامل، بشكل أفضل، مع تحديات المستقبل".
وبخصوص تدشين خطوط الاتصال بين البلدين مؤخرًا، كشف أشكنازي أن "التواصل المفتوح بين الحكومات، وكذلك بين الشعوب، ضروري لتحقيق تفاهم أفضل بين الشعوب، ولتحقيق السلام بيننا".
وأكد المسؤول الإسرائيلي أن "دولاً أخرى تدرس التطورات. وكلي أمل أن تختار هذه الدول أيضًا نهجًا مشابهًا لنهج دولة الإمارات. وأعتقد أن كثيراً من الدول في المنطقة تدرك أن إسرائيل ليست عدوها، ولكن يمكن أن تكون لهم شريكًا يمتلك الكثير من المميزات وتتقاسم معهم مصالح وتطلعات مشتركة".