فخ إسرائيلي.. التفاصيل الكاملة لقصة مفاعل "نطنز" النووي في إيران

انقطع التيار الكهربائي عن مفاعل نطنز النووي الإيراني التي تتهم إسرائيل بأنها وراء الحادث

فخ إسرائيلي.. التفاصيل الكاملة لقصة مفاعل
صورة أرشيفية

استفاقت إيران على اللطمات الإسرائيلية المتكررة، التي أدت حتما إلى المزيد من الارتباك في أوساط صانعي القرار الإيراني، في وقت تمر فيه إيران بأزمة اقتصادية وصحية خانقة، لم تتوقع إيران، محور الشر في المنطقة، أن تقع في فخ آخر من صنع عدوتها اللدود إسرائيل، التي اتهمتها بشكل رسمي بتخريب منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، وتعهدت بالانتقام لهجوم هو على ما يبدو أحدث حلقة في حرب خفية دائرة منذ فترة طويلة.

وأجرت إيران والقوى العالمية ما وصفتاه بمحادثات "بناءة" الأسبوع الماضي لإنقاذ الاتفاق الذي خالفت إيران القيود التي يفرضها على عمليات تخصيب اليورانيوم الحساسة منذ أن أعاد ترامب فرض عقوبات مشددة على طهران، وانسحب ترامب من الاتفاق في عام 2018 وأعاد فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران؛ ما دفع إيران إلى انتهاك كثير من قيود الاتفاق بدءا من عام 2019، ومن المتوقع استئناف المحادثات غير المباشرة في فيينا الأربعاء.

وواصل وزير الخارجية الإيراني تهديداته حيث أكد أن طهران "ستنتقم" من هجوم على موقع نووي، تزعم أن إسرائيل مسؤولة عنه.وقال مسؤولون إيرانيون إن مفاعل نطنز لتخصيب اليورانيوم كان هدفا لـ"إرهاب نووي" يوم الأحد، وذلك بعدما أُشير في البداية إلى حدوث انقطاع في التيار الكهربائي. وبدأ مؤخرا تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة جديدة لتخصيب اليورانيوم في مفاعل نطنز. ولم تعلق إسرائيل على الأمر، لكن الإذاعة العامة نقلت عن مصادر استخباراتية قولها إنها عملية إلكترونية للموساد. وقالت المصادر: إن العملية تسببت في أضرار جسيمة أكثر مما أبلغت عنه إيران. وقال مسؤولون في المخابرات الأميركية لصحيفة نيويورك تايمز: إن انفجارا كبيرا دمر تماما نظام الطاقة الداخلي المستقل الذي كان يزود أجهزة الطرد المركزي داخل المنشأة القابعة تحت الأرض.

وعلى الجانب الآخر، أكد  البيت الأبيض أن الولايات المتحدة غير ضالعة في حادث انقطاع الكهرباء في موقع نطنز النووي الإيراني، وامتنع عن التعليق على اتهام إيران لإسرائيل بتخريب المنشأة أو ما إذا كان الحادث قد يحبط جهود إعادة العمل باتفاق إيران النووي الموقع في 2015، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في رد على أسئلة: "لم تكن الولايات المتحدة ضالعة في الأمر بأي شكل"، وأضافت "ليس لدينا ما نضيفه بخصوص التكهنات بشأن الأسباب أو الآثار".

وتعارض إسرائيل بشدة اتفاق إيران النووي مع القوى الكبرى، كما تجري إيران وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن محادثات لمحاولة العودة للامتثال للاتفاق الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب قبل حوالي 3 سنوات، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عديدة عن مصادر مخابرات قولها: إن جهاز الموساد الإسرائيلي نفذ عملية تخريبية ناجحة في موقع نطنز المبني تحت الأرض، فيما لم تعلق إسرائيل رسميا على هذا الحادث.

وقالت ساكي: إنها تتوقع أن تكون محادثات "صعبة وطويلة"، وأضافت "لم تصلنا أي إشارة على تغيير في المشاركة" من جانب إيران.

وفي نفس السياق، أوضح مسؤول أميركي مشترطا عدم الكشف عن اسمه أن واشنطن ليس لديها ما يدعو للاعتقاد بأن طهران ستغير نهجها بسبب حادث نطنز، لكنه أضاف "من السابق لأوانه قول" ما إذا كانت ستفعل ذلك، وكرر أيضا وجهة النظر التي طرحها مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي بأن مطالب طهران بأن ترفع واشنطن كل العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب منذ عام 2017 ستؤدي إلى طريق مسدود، وأضاف "إذا كان موقفهم هو أننا يجب أن نرفع كل العقوبات، ونرفعها أولا، ثم بعد ذلك يتحققون من الأمر، ثم يتخذون خطوتهم الأولى، فهذه وصفة إلى حالة من الشلل"، وقال "نأمل أن يتبنوا نهجا عمليا أكثر".