مواجهات عنيفة بين حزب الله وإسرائيل وسط استعدادات لحرب شاملة بجنوب لبنان

مواجهات عنيفة بين حزب الله وإسرائيل وسط استعدادات لحرب شاملة بجنوب لبنان

مواجهات عنيفة بين حزب الله وإسرائيل وسط استعدادات لحرب شاملة بجنوب لبنان
صورة أرشيفية

في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وميليشيا حزب الله، تزداد المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين الطرفين، مصادر كشفت عن مؤشرات قوية تشير إلى إمكانية دخول الجانبين في مواجهة عسكرية واسعة النطاق في ظل استعدادات مكثفة لحزب الله، وتهديدات إسرائيلية بضربات عنيفة.

*مؤشرات قوية*

مراقبون أكدوا أن هناك مؤشرات قوية حول إمكانية دخول إسرائيل في حرب واسعة مع عدوتها اللدود حزب الله، خاصة أن الهجمات الأخيرة بين الطرفين تجاوزت الخطوط الحمراء، مما يثير التساؤلات حول ما إذا كان يمكن العودة إلى الهدوء الأمني بعد أشهر من التوتر؟

في يوم الأربعاء، شنت ميليشيا حزب الله قصفًا هو الأعنف على إسرائيل منذ التوتر بين الطرفين في أكتوبر الماضي. أطلقت الميليشيا أكثر من 100 صاروخ من مناطق جنوبي لبنان نحو الجليل، وفقًا لما أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي. وحسب الإذاعة العبرية، فإن الصواريخ التي أطلقتها ميليشيا حزب الله وصلت إلى مدينة طبريا، مما تسبب في اشتعال حرائق في مناطق عديدة.

من جانبه، أكد حزب الله أن إطلاق الصواريخ استهدف مواقع عسكرية إسرائيلية ومصنعًا عسكريًا في شمال إسرائيل، ردًّا على مقتل أحد كبار قادتها، القيادي طالب سامي عبدالله، في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في بلدة جويا قضاء صور جنوبي لبنان.

*عملية كبرى*

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن الجيش الإسرائيلي يعتبر عملية اغتيال طالب عبدالله الأبرز منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلا أنه لم يتخذ قرارًا بعد بشن عملية كبرى ضد ميليشيا الحزب اللبناني.

وأوضحت الصحيفة، أن الجيش الإسرائيلي لم يصل بعد إلى نقطة اتخاذ القرار بتوسيع العمليات العسكرية ضد حزب الله، في إشارة إلى رغبة القيادات السياسية والعسكرية في إسرائيل بعدم توسيع دائرة المواجهة في الجبهة الشمالية.

وأشار التقرير العبري، إلى أن التقديرات لدى قيادة الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن الحزب اللبناني سيحافظ على معادلة جيش ضد جيش، وسيواصل تركيز هجماته ضد أهداف عسكرية وأمنية، مما يعني استحالة اندلاع حرب بين الجانبين في الوقت الحالي.

بدورها، وصفت صحيفة "معاريف" العبرية، أن عمليات الاغتيال الإسرائيلية هي عمليات تصفية  تسمى بـ"الاغتيال الاستراتيجي"، مشيرة إلى أن طالب عبدالله  على سبيل المثال كان أكثر من مجرد قائد فرقة، وأن الميليشيا ستحتاج لوقت طويل لإيجاد بديل له.

وأوضحت الصحيفة، أن القائد الذي سيخلف طالب عبدالله سيحتاج لسنوات لإعادة بناء القوة التي كان عليها سلفه، مما يعني أن عملية الاغتيال ستربك حسابات حزب الله وتمنعه من اتخاذ أي قرار للدخول في تصعيد واسع النطاق وحرب مفتوحة.

*تجاوز الخطوط الحمراء*

يرى مصدر مطلع، أن هناك مؤشرات قوية حول إمكانية دخول حزب الله وإسرائيل في موجة تصعيد كبيرة لا يمكن السيطرة عليها.

يشير المصدر، إلى أن الهجمات الأخيرة بين الطرفين تجاوزت الخطوط الحمراء، مما يعزز احتمالية اندلاع مواجهة عسكرية واسعة النطاق.

وقال المصدر: إن استهداف الجيش الإسرائيلي لقادة عسكريين في حزب الله يمثل إنذارًا شديد اللهجة من تل أبيب حول الاستعدادات المتعلقة بشن حرب واسعة النطاق ضد لبنان، خاصة مع القادة الذين تم اغتيالهم  ودورهم في الهجمات الأخيرة ضد إسرائيل.

وأضاف المصدر، أن دخول الحزب وإسرائيل في مواجهة واسعة أصبح أمرًا محسومًا في الوقت الراهن، متوقعًا تصعيدًا أكبر بينهما خلال الأيام المقبلة، مما قد يكون مدخلًا لبدء حرب ستكون الأعنف في تاريخ الصراع بين الجانبين.

وأشار المصدر، إلى أن استهداف الحزب لمواقع عسكرية استراتيجية يمثل ضربة لإسرائيل لا يمكن السكوت عليها، مما سيدفع القادة العسكريين لمطالبة القيادة السياسية بالموافقة على خطط عملياتية للرد عليها، في إطار رد الاعتبار لإسرائيل وهيبتها العسكرية.

وتابع المصدر، أن الجيش الإسرائيلي قد يتجه لتوسيع دائرة الاستهداف سواء من الناحية الجغرافية بالعمق اللبناني، أو فيما يتعلق بطبيعة الأهداف والأشخاص الذين يمكن أن تتم المصادقة على اغتيالهم، مؤكدًا أن إسرائيل وحزب الله سيعيشان حالة من الحرب المفتوحة.