خبراء: اجتماع الأمم المتحدة اختبار جدي لمصداقية المجتمع الدولي تجاه غزة
خبراء: اجتماع الأمم المتحدة اختبار جدي لمصداقية المجتمع الدولي تجاه غزة

تستعد الأمم المتحدة لعقد اجتماع رفيع المستوى، خلال الساعات المقبلة، حيث يتصدر ملف غزة ومستقبل القضية الفلسطينية جدول الأعمال، وسط توقعات بأن يشهد اللقاء مداولات مكثفة حول سبل وقف التصعيد المستمر وتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وأكدت مصادر دبلوماسية، أن الاجتماع سيحظى بمشاركة واسعة من قادة ومسؤولي الدول الأعضاء، مع تركيز خاص على مناقشة الموقف الدولي تجاه ما يتعرض له المدنيون الفلسطينيون من معاناة، وضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية العاجلة دون عوائق.
الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية وخبير العلاقات الدولية، أوضح أن انعقاد الاجتماع في هذا التوقيت يعكس إدراك المجتمع الدولي لخطورة المرحلة الراهنة، مشيرًا أن هناك اتجاهًا واسعًا داخل الأمم المتحدة لرفض أي محاولات للتهجير القسري أو فرض وقائع جديدة على الأرض.
وأضاف فهمي -في تصريح للعرب مباشر-، أن الاجتماع سيكون فرصة لإعادة طرح مبادرات سياسية يمكن أن تدفع نحو استئناف مفاوضات السلام، لافتًا أن غالبية المداخلات المتوقعة ستؤكد على ضرورة التمسك بحل الدولتين، وضمان قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
ويرى مراقبون، أن مخرجات هذا الاجتماع قد تحدد ملامح التحركات الدولية المقبلة بشأن غزة، سواء على صعيد الإغاثة الإنسانية أو الدفع نحو تسوية سياسية شاملة تعيد إحياء المسار التفاوضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
قال المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور مصطفى البرغوثي: إن الاجتماع المرتقب للأمم المتحدة، الذي سيتصدره ملف غزة ومستقبل الفلسطينيين، يشكل اختبارًا حقيقيًا لمصداقية المجتمع الدولي في التعامل مع واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية والسياسية في العالم.
وأكد أن انعقاد الاجتماع في هذا التوقيت يعكس تناميًا للضغط الدولي من أجل وقف الانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات.
وأوضح البرغوثي لـ"العرب مباشر"، أن الفلسطينيين يتطلعون إلى أن يتحول الاجتماع من مجرد بيانات إدانة إلى خطوات عملية، تشمل فرض رقابة دولية على وقف إطلاق النار، وضمان حماية المدنيين، والعمل الجاد على إعادة إعمار غزة.
ولفت إلى أن استمرار المعاناة الإنسانية في القطاع يهدد مستقبل أجيال كاملة ويحرمها من حق التعليم والصحة والعيش بكرامة.
وأشار إلى أن جوهر النقاش يجب أن يتجاوز الجوانب الإنسانية العاجلة ليضع أساسًا سياسيًا واضحًا يضمن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، مؤكدًا أن أي تجاهل لحل الدولتين أو محاولة القفز على الحقوق الوطنية سيؤدي إلى فشل أي مسعى دولي.
وختم البرغوثي بالتأكيد على أن الفلسطينيين ينتظرون موقفًا واضحًا من الأمم المتحدة يعكس إرادة المجتمع الدولي في حماية القانون الدولي ووقف سياسة الإفلات من العقاب، مشيرًا أن نجاح الاجتماع سيفتح الباب أمام تحرك دبلوماسي جديد قد يغير مسار الأزمة.