هل يملك حزب الله خطة لإعادة تنظيم صفوفه في الفترة المقبلة؟

هل يملك حزب الله خطة لإعادة تنظيم صفوفه في الفترة المقبلة؟

هل يملك حزب الله خطة لإعادة تنظيم صفوفه في الفترة المقبلة؟
حزب الله وإسرائيل

ما يزال حزب الله اللبناني يواجه تبعات كبيرة على المستويين الداخلي والخارجي نتيجة التطورات الأخيرة، وسط سلسلة من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت هيكله القيادي وبنيته القتالية، وهو ما يشكّل واحدة من أعنف مواجهاته مع إسرائيل حتى الآن، هذه التحديات تعكس تغيراً في طبيعة الصراع، حيث بات الحزب يخوض معركة مزدوجة للحفاظ على وجوده العسكري والتماسك الداخلي، وذلك بحسب دراسة حديثة صادرة عن (المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات)، تناولت السيناريوهات المحتملة لمستقبل الحزب في ضوء التوترات الراهنة.

تشير الدراسة، أنّ اغتيال زعيم حزب الله (حسن نصر الله) في غارة إسرائيلية على بيروت في (سبتمبر) 2024 شكّل ضربة موجعة ليس فقط للحزب، بل أيضاً لمحور المقاومة المتحالف مع إيران، تلاه الإعلان عن مقتل خليفته هاشم صفي الدين؛ ممّا زاد الضغط على البنية القيادية للحزب، وهذه الأحداث دفعت الجماعة إلى إعلان "مرحلة تصعيدية جديدة" في 17 (أكتوبر) 2024، في محاولة لإعادة رسم قواعد الاشتباك مع إسرائيل.

ورغم هذه الخسائر، ما يزال حزب الله يبدي مقاومة قوية أمام العمليات البرية والجوية الإسرائيلية، ويؤكد مراقبون، أنّ الحزب أثبت مرونة وقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة، في حين يقول مسؤولون إسرائيليون: إنّ الضربات الأخيرة قضت على 50% من ترسانة الحزب، لكن في المقابل، صرّح متحدث باسم الحزب، أنّ لديهم "ما يكفي من المعدات والأعداد لصد العدوان" دون الحاجة إلى دعم إضافي من إيران.

وفي هذا الصدد، يقول فادي عاكوم المحلل السياسي اللبناني: إنّ حزب الله سيواجه تحديات جديدة على الساحة اللبنانية بعد انتهاء العمليات العسكرية، لافتاً مع تصاعد حدة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله، يبدو أنّ الصراع يتجه نحو مرحلة جديدة قد تمتد على المدى الطويل.

 ورغم محاولات الطرفين تحقيق نصر حاسم، ما تزال الموازين متقاربة، حيث يعتمد كل جانب على استراتيجيات مرنة للتكيف مع المتغيرات.

وأضاف - في تصريح للعرب مباشر-: في ظل هذا المشهد المعقد يبقى مستقبل حزب الله مرتبطاً بقدرته على التكيف مع الضغوط العسكرية والسياسية داخلياً وخارجياً، مع احتمالات تصعيد أوسع يشمل أطرافاً إقليمية ودولية أخرى، في المقابل، تواصل إسرائيل ضرب أهداف الحزب بفعالية، مستفيدة من تقدمها في مجالات الاستخبارات والذكاء الاصطناعي.

وتابع: على المدى الطويل، يتطلب نجاح حزب الله في الحفاظ على تماسكه الداخلي معالجة القضايا المعيشية الملحّة التي تؤثر بشكل مباشر على المواطنين اللبنانيين. 


وستظل قدرة الحزب على توفير الخدمات الأساسية وتعزيز الاستقرار الاجتماعي عاملاً حاسماً في صموده أمام الضغوط المتزايدة.