محلل يمني: ميليشيا الحوثي تواصل انتهاكاتها الممنهجة وسط صمت دولي
محلل يمني: ميليشيا الحوثي تواصل انتهاكاتها الممنهجة وسط صمت دولي

تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران ارتكاب سلسلة من الانتهاكات الممنهجة ضد المدنيين في عدة محافظات يمنية، في تحدٍ صارخ للقانون الدولي الإنساني، وسط صمت دولي متزايد يثير القلق.
ومنذ مطلع مايو الجاري، صعّدت الميليشيا من تحركاتها العسكرية على عدة جبهات، من بينها مأرب، والحديدة، ولحج، إلى جانب تصعيد ملحوظ في استهداف الأعيان المدنية ومنازل المواطنين، وفرض قيود مشددة على حركة السكان، خاصة في مناطق سيطرتها شمال البلاد.
الاعتقالات التعسفية وتجنيد الأطفال
وفي محافظة صنعاء، نفذت الميليشيا خلال الأيام الماضية حملة اعتقالات تعسفية طالت العشرات من المواطنين، بينهم معلمون ونشطاء، على خلفية رفضهم المشاركة في فعاليات طائفية أو دفع "مجهود حربي". كما تستمر في تجنيد الأطفال والزجّ بهم في جبهات القتال، في انتهاك صارخ لاتفاقيات حماية الطفولة.
وقد رصدت منظمات حقوقية محلية ودولية تزايد حالات الاختفاء القسري، واستمرار استخدام المدارس والمساجد كمقرات عسكرية أو لتجنيد الطلبة، ما يضاعف من المخاطر على النسيج المجتمعي ومستقبل الأجيال.
التصعيد في الجنوب: اختراقات أمنية وخروقات للتهدئة
وفي جنوب البلاد، شهدت جبهة "الحد – يافع" بمحافظة لحج اشتباكات عنيفة بين قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وميليشيا الحوثي، عقب محاولة تسلل فاشلة نفذتها الأخيرة، وتأتي هذه التحركات ضمن نمط متكرر من الخروقات التي تنفذها الميليشيا بهدف توسيع رقعة الصراع وفرض واقع عسكري جديد على الأرض.
الحوثي يراوغ سياسيًا ويتغول ميدانيًا
وقال الباحث السياسي اليمني صهيب ناصر الحميري: "ما نشهده اليوم ليس فقط خروقات عسكرية أو تجاوزات أمنية، بل مشروع ممنهج لهدم الدولة اليمنية من الداخل، حيث إن ميليشيا الحوثي تستغل أي فراغ سياسي أو تهدئة مؤقتة لإعادة ترتيب صفوفها والتوغل في مؤسسات الدولة والمجتمع".
وأضاف الحميري - في تصريحات لـ" العرب مباشر"-، أن "المجتمع الدولي، رغم إدراكه لحجم الكارثة، يتعامل مع جماعة الحوثي باعتبارها طرفًا سياسيًا، بينما هي في الواقع جماعة عقائدية مسلحة تتبنى أجندة غير وطنية".
وأكد، أن "غياب ضغط دولي حقيقي يفتح الباب أمام مزيد من الانتهاكات، ويضعف فرص الوصول إلى سلام مستدام".