استهداف في صيدا.. لماذا اغتالت إسرائيل القيادي في حماس محمد شاهين؟
استهداف في صيدا.. لماذا اغتالت إسرائيل القيادي في حماس محمد شاهين؟

وسط أجواء مشحونة بالتوتر في المنطقة، نفّذت إسرائيل عملية اغتيال استهدفت محمد شاهين، أحد القادة العسكريين البارزين في حركة حماس داخل لبنان، الضربة الجوية، التي وقعت في صيدا، جاءت بعد دقائق من تلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة سرية أثناء جلسة محاكمته بتهم الفساد، دفعت به إلى مغادرة القاعة فورًا، الهجوم، الذي أودى بحياة شاهين، يُعدّ تصعيدًا خطيرًا في ظل وضع متوتر أصلًا بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، ويُثير تساؤلات حول أهداف الاحتلال من نقل عملياته خارج الأراضي الفلسطينية إلى لبنان، هذه العملية لم تكن مجرد استهداف فردي، بل رسالة ذات أبعاد سياسية وعسكرية أوسع، تتعلق بمستقبل التصعيد الإسرائيلي ضد حماس، ودور لبنان كساحة مفتوحة للصراع الإقليمي، فمن هو محمد شاهين؟
*ضربة جوية في قلب صيدا*
لم يكن نهار صيدا اعتياديًا يوم الإثنين، فقد اهتزت المدينة الساحلية على وقع انفجار مدوٍّ نتج عن غارة إسرائيلية استهدفت سيارة كانت تتحرك باتجاه بيروت على الطريق البحري.
الضربة، التي نفّذتها طائرة مسيرة إسرائيلية، حولت المركبة إلى كومة من الحديد المشتعل، وأسفرت عن استشهاد شخص واحد على الأقل، أكدت وسائل الإعلام اللبنانية لاحقًا أنه القيادي في حماس، محمد شاهين.
الاحتلال الإسرائيلي أعلن عبر بيان رسمي أن الغارة استهدفت "مسؤول العمليات العسكرية لحماس في لبنان"، متجاوزًا بذلك الحدود المرسومة للهدنة القائمة بين الطرفين.
بينما أكدت مصادر لبنانية أن هذا الهجوم يعكس استهتارًا إسرائيليًا بالسيادة اللبنانية، ويُمثل انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات التهدئة التي تم التوصل إليها بوساطة دولية.
*لماذا استهدفت إسرائيل محمد شاهين؟*
محمد شاهين لم يكن مجرد اسم في صفوف المقاومة، بل كان شخصية محورية في التخطيط العسكري لحماس خارج غزة.
وفقًا لتقارير إسرائيلية، لعب شاهين دورًا رئيسًا في إدارة العمليات الفدائية داخل الضفة الغربية، حيث كان مسؤولًا عن تنسيق الهجمات ضد الاحتلال بالتعاون مع قيادات أخرى في الحركة.
علاقته الوثيقة بصالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، جعلته هدفًا محتملًا منذ فترة طويلة، خاصة بعد اغتيال العاروري في يناير 2024.
وتُشير مصادر عبرية إلى أن شاهين كان يشرف على "وحدة عمليات حماس في لبنان"، وهي الجهة المسؤولة عن تنسيق النشاط العسكري للحركة خارج قطاع غزة، بما في ذلك العمليات المشتركة مع حزب الله اللبناني.
بعض التقارير الإسرائيلية تزعم أن شاهين كان يسعى إلى تعزيز قدرات حماس العسكرية في الخارج، والتخطيط لهجمات نوعية ضد أهداف إسرائيلية، مما دفع الاستخبارات الإسرائيلية إلى اتخاذ قرار تصفيته قبل تنفيذ أي مخططات جديدة.
*رسائل إسرائيل من عملية الاغتيال*
توقيت استهداف شاهين يحمل دلالات مهمة، خاصة أنه يأتي في ظل قلق إسرائيلي متزايد من تنامي نفوذ المقاومة خارج قطاع غزة.
الاحتلال، الذي يُواجه تحديات أمنية داخل الضفة الغربية، يسعى إلى قطع خطوط الدعم والتنسيق بين عناصر المقاومة في الداخل والخارج.
من جانبهم، يرى مراقبون أن هذه العملية رسالة ردع لحماس وحزب الله، خاصة مع تزايد المؤشرات على تنسيق أمني وعسكري بين الطرفين، مؤكدين أن إسرائيل تُريد ترسيخ فكرة أنها لن تتهاون مع أي تهديد قادم من لبنان، حتى لو كلفها ذلك خرق الهدنة وزيادة التوتر مع الحكومة اللبنانية.
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن اغتيال شاهين قد يكون محاولة إسرائيلية لتغيير قواعد الاشتباك في لبنان، عبر استهداف قيادات حماس هناك، كما فعلت سابقًا مع العاروري، وسط تساؤلات حول رد المقاومة الفلسطينية.