إدانات أوروبية لتصريحات وزير إسرائيلي بـ تجويع غزة.. القصة الكاملة؟

إدانات أوروبية لتصريحات وزير إسرائيلي بـ تجويع غزة.. القصة الكاملة؟

إدانات أوروبية لتصريحات وزير إسرائيلي بـ تجويع غزة.. القصة الكاملة؟
سموتريتش

تصريحات إسرائيلية مثيرة للجدل عالمياً، حيث أعرب وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، إنه يعتقد أن منع المساعدات الإنسانية لقطاع غزة "مبرر وأخلاقي" حتى لو تسبب في موت مليوني مدني جوعًا، لكن المجتمع الدولي لن يسمح بحدوث ذلك.

تصريحات سموتريتش فتحت المزيد من أصوات الانتقاد نحو إسرائيل في حرب قطاع غزة بعد 10 أشهر من الحرب قاربت علي قتل أكثر من 40 ألف شخصاً بجانب نزوح ما يقرب من 1.7 مليون شخصاً وتدمير المزيد من المنازل في القطاع، حيث أدان المجتمع العالمي تصريحات المسؤول الإسرائيلي.

تصريحات مثيرة للجدل وإدانات كبرى

سموتريتش قال خلال مؤتمر استضافته صحيفة إسرائيل اليمينية: "نحن نجلب المساعدات لأنه لا يوجد خيار آخر". "لا يمكننا، في الواقع العالمي الحالي، إدارة حرب لن يسمح لنا أحد بالتسبب في موت مليوني مدني جوعًا، حتى لو كان ذلك مبررًا وأخلاقيًا، حتى يتم إعادة رهائننا، وأضاف: "الإنسانية في مقابل الإنسانية مبررة أخلاقيًا - لكن ماذا يمكننا أن نفعل؟ نحن نعيش اليوم في واقع معين، نحتاج إلى الشرعية الدولية لهذه الحرب".

وأكد سموتريتش، أن منع المساعدات الإنسانية من غزة من المرجح أن يؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس، على عكس صفقة الرهائن مقابل وقف إطلاق النار الحالية التي يتم التفاوض عليها، والتي تضمن إطلاق سراح البعض فقط.

غضب الاتحاد الأوروبي

وعقب تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، قد أعرب الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا - الأربعاء- إدانتهم الشديدة للتصريحات التي قالت: إن "ترك سكان قطاع غزة يموتون جوعاً" يمكن أن يكون "أمراً مبرراً وأخلاقياً".

حيث نقل عن الوزير الإسرائيلي قوله: إن "أحداً في العالم لن يسمح لنا بتجويع مليوني شخص، رغم أنّ هذا الأمر قد يكون مبرراً وأخلاقياً من أجل إطلاق سراح الرهائن" المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضى. 

وأضاف: "نحن نسمح بإدخال المساعدات الإنسانية لأنه ليس لدينا خيار آخر، نحن في مجال يتطلب أن تحظى بالشرعية الدولية لخوض هذه الحرب"،د.

 وأثار تصريح سموتريتش ردود فعل ساخطة في المجتمع الدولي، إذ أعربت فرنسا عن "فزعها الشديد للتصريحات الفاضحة" التي أدلى بها سموتريتش، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية - في بيان تلاه أمام الصحافيين-: إنّ فرنسا تدعو الحكومة الإسرائيلية إلى إدانة هذه التصريحات "غير المقبولة بشدة".

وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطانية ديفيد لامي عبر تطبيق إكس، إنّه بالنسبة للمملكة المتحدة "لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لتعليقات الوزير سموتريتش".
 ودعا الوزير البريطاني الحكومة الإسرائيلية إلى "التراجع عن تصريحاته وإدانتها"، مضيفًا أن تجويع المدنيين عمداً "يُعتبر جريمة حرب".

بينما أعلن الاتحاد الأوروبي فقال - في بيان له-: إنه "يدين بشدة" هذه التصريحات، وأضاف أن تصريح الوزير سموتريتش بأنه "قد يكون من المبرر والأخلاقي" السماح لإسرائيل "بتجويع مليوني مدني حتى الموت" إلى حين "عودة الرهائن" هو "أمر مخز للغاية".

بينما شدد الاتحاد الأوروبي - في بيانه - على أنه "نتوقع من الحكومة الإسرائيلية أن تنأى بنفسها بشكل لا لبس فيه عن تصريحات الوزير سموتريتش"، كما دعا كذلك إلى "تحقيق الشفافية بشأن أعمال التعذيب المبلغ عنها في سجن سديه تيمان".

وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد قالت أمس الأربعاء، إن "تصريحات وزير المالية الإسرائيلي غير مقبولة ومثيرة للغضب تمامًا، نحن نرفضها بأشد العبارات".

ويقول المحلل السياسي أيمن الرقب: إن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي تثير اشمئزاز عالمي، ولكن بنفس الوتيرة هي نفسها تصريحات مستمرة من جانب نفس الشخص الذي بدوره يزيد من الحرب، حيث تصاعد الحرب يأتي في ظل عداء من التصريحات المثيرة من قبل بعض الأشخاص، وعلى رأسهم وزير المالية الإسرائيلي.

وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن تصريح سموتريتش، هو تصريح فاضح يؤكد مجدداً نية إسرائيل، وتبنيها فعلاً سياسة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ونسمع بالعادة أن المجرم يتستر على جريمته، إلا أننا نتعامل مع أشخاص يتحركون ببشاعة ويريدون انتهاك حرية الشعب الفلسطيني.