محاولات تركية لاستغلال عُمان وترويج الشائعات ضد جيرانها

محاولات تركية لاستغلال عُمان وترويج الشائعات ضد جيرانها
صورة أرشيفية

من أجل الحلم العثماني الواهي، يعمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بكل السبل وعبر جميع الأدوات التي يمتلكها، مستغلاً حلفاءه وعلى رأسهم قطر، لتحقيقه، لذلك يتعمد نشر الإرهاب والفوضى والإساءة والتشويه للدول العربية، ومن بينها الإمارات والسعودية ومصر.

المستعمر الأكبر وراعي الإرهاب بالعالم.. باتت تلك هي الألقاب المتداولة عن أردوغان بين وسائل الإعلام العالمية، لذلك أثار الجدل مؤخراً لمعاداة الإمارات عبر سلطنة عمان.

تهديد الإمارات

وعلى لسان أحد أتباعه، سرب أردوغان رسالة غريبة لا مجال لتحقيقها، مضمونها تهديد الإمارات عبر سلطنة عمان.

وكتب الإعلامي والكاتب المقرب من الرئيس التركي إبراهيم كاراجول، مدير عام صحيفة "يني شفق" التركية، التابعة للنظام، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنه: "كان هناك اتفاق مبدئي للقاعدة البحرية التركية العمانية، الصومال في البحر الأحمر وعمان في الخليج الفارسي، ونحن عند بوابتي المحيط الهندي".

وتابع: "إنها خطوة عظيمة.. العقل الجيوسياسي!، نحن في عمان بعد قطر، لننظر الآن في الإمارات، النظر في زايد، في طريقنا للصيد"، وهو ما يعتبر رسالة تهديد واضحة، تناسى فيها النظام التركي ضعف قدراته وإمكاناته أمام الإمارات.

القاعدة العسكرية

وتزامن ذلك مع تداول المواقع التركية أنباء مثيرة للجدل عن إنشاء الجيش التركي قاعدة عسكرية بحرية في سلطنة عمان، قرب الحدود الإماراتية.

وأكد الخبير العسكري التركي أكار هاكان على حسابه في موقع "تويتر"، أن تركيا تجهز لتوقيع معاهدة عسكرية مع سلطنة عمان خلال المرحلة المقبلة، ستشمل إنشاء قاعدة عسكرية بحرية ستكون على الحدود العمانية - الإماراتية.

الحقيقة

بينما كشفت مصادر لموقع "العرب مباشر" عدم صحة تلك الشائعة على الإطلاق، وأن تلك الأنباء خالية من الصحة.

وأوضحت المصادر أن حزب العدالة والتنمية التركي هو من أطلق هذه الشائعة، في محاولة لتحسين صورته واستعادة شعبيته المتدهورة التي فقدها بشدة مؤخراً بسبب الإجراءات الفاشلة التي ينفذها أردوغان، فضلاً عن تدهور البلاد بسبب "كوفيد-19".

وتابعت: إن أردوغان يحاول أن يظهر في هيئة الرئيس القوي الذي يهدد أمن مصر تارة، وأمن الإمارات تارة أخرى لكسب ثقة ودعم شعبه الذي بات رافضاً له.

التزام عمان

وتناسى الحزب التركي الحاكم في نشره تلك الشائعة اتباع الحقيقة، وهي أن سلطنة عمان تلقب بأنها "جينيف العرب" والتي لن تحيد على الإطلاق عن مصالح المنطقة العربية لصالح أنقرة، أو تتخذ أي موقف ضد أي بلد لصالح أخرى مستعمرة.

على مدار العقود الماضية، انتهجت سلطنة عمان سياسة إقليمية قائمة على الاستقلال والنأي عن الصراعات وسياسة التحالفات التي تتصدر المشهد الإقليمي، ونبذ صور الاستقطاب، وتبني مبدأ حل الصراعات السياسية بالطرق السلمية، والاكتفاء بدورها كقناة دبلوماسية، وإقامة علاقات متوازنة مع كافة اللاعبين الإقليميين والدوليين، حيث إنها بمثابة حارس للاستقرار بالمنطقة.

وفي أكثر من مناسبة، حرص قادة عمان على التأكيد بالتزام السلطنة في المحافظة على استقرار الخليج العربي، وهو ما رسخه السلطان الراحل قابوس، وسار على نهجه السلطان الجديد هيثم بن طارق بن تيمور.

واستطاعت عمان الحفاظ على توازن بين المصالح المتضاربة لجيرانها، وبين مصلحتها القومية، والعمل بفاعلية لصالح المجتمع العربي والإسلامي، لذلك انضمت السلطنة إلى جامعة الدول العربية في عام 1970، وإلى منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1972، كما أنها عضو مؤسس بمجلس التعاون الخليجي منذ 1981.

كما حرصت على تنمية علاقاتها مع دول المحيط الهادئ، والتي ارتبطت مع عمان بعلاقات تجارية تاريخية، خاصةً دول شرق إفريقيا الساحلية التي اشتركت مع عمان في طريق التجارة البحرية الهام بين آسيا وإفريقيا، وفي عام 1997 أسهمت سلطنة عمان مع ست دول أخرى في تأسيس "رابطة الدول المطلة على المحيط الهندي" والتي توسعت الآن بانضمام 18 دولة أخرى كأعضاء، وخمس دول كشركاء حوار.

عمان والإمارات

ترتبط البلدان بعلاقات قوية تمتد عبر عدة عقود، بداية من عهد الشيخ زايد والسلطان قابوس بن سعيد، عبر روابط الدين والتاريخ والجغرافيا الواحدة، لذلك تميز روابطهم بالقوة والوضوح وتلاقي الرؤى، لخدمة الخليج والأمة العربية والإسلامية.

وعمل البلدان معاً على تعزيز علاقات الشراكة والمصالح المشتركة والمضي لمصلحة الشعبين الشقيقين، حيث سبق أن قال الشيخ زايد: إن "ما تجدونه من أفكار ووجهة نظر تخدم عمان ومصلحة عمان فهو لمصلحة الإمارات أيضاً وجزى الله خيراً كل من لديه وجهة نظر يستفيد منها البلدان".

وسبق أن تحدث عن ترسيم الحدود بين البلدين في 2 مايو 1999، بأنها ستضيف لبنة جديدة في الصرح الشامخ للعلاقات الأخوية الوثيقة، مشدداً على عزم دولة الإمارات على مواصلة تعزيز التعاون وتنمية المصلحة المشتركة مع السلطنة، وأن تلك الاتفاقية تعتبر نقطة انطلاق جديدة للتعاون المشترك والعلاقات الوطيدة بين البلدين.

كما حرص السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- ومن بعده السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، على تجنب أي خلاف بين البلدين واستكمال مسيرة النهضة الشاملة، والابتعاد عن أي خلافات بين البلدين.