لأول مرة.. مبعوث الأمم المتحدة يزور اليمن لتعزيز الهدنة ومواجهة واقع كارثي
زار مبعوث الأمم المتحدة اليمن لتعزيز الهدنة
للمرة الأولى، يزور المبعوث الأممي الخاص هانز جروندبرج، العاصمة اليمنية التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي الانقلابية، اليوم الاثنين، وذلك في أعقاب وقف إطلاق النار الذي تم إقراره في 2 أبريل الجاري، وذلك على الرغم من انتهاك الحوثي لهذه الهدنة.
وحسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، فمن المقرر أن يلتقي الدبلوماسي السويدي والمبعوث الأممي بمسؤولين من ميليشيا الحوثي خلال زيارته إلى صنعاء، وهي المرة الأولى التي يزور فيها العاصمة اليمنية منذ توليه منصبه في سبتمبر الماضي.
وحسبما نقلت "فرانس برس"، قال مكتب جروندبرج في تغريدة للإعلان عن وصوله إلى صنعاء، "إنه يتطلع إلى التواصل مع قيادة (الحوثيين) بشأن تنفيذ الهدنة وتعزيزها، ومناقشة سبل المضي قدما".
وصمد وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه في بداية شهر رمضان المبارك، لمدة شهرين، لكن الميليشيا عادت لتنفيذ الأجندة الإيرانية، وتنفيذ هجمات لتخفيف الضغط عن طهران في المفاوضات الخاصة بالاتفاق النووي الإيراني.
وفي هذا الصدد، قال جروندبيرج خلال مؤتمر صحفي افتراضي، الأسبوع الماضي: "منذ بدء الهدنة، شهدنا انخفاضًا كبيرًا في أعمال العنف".
وكشفت الحكومة اليمنية عن ميليشيا بادرت بالانتشار العسكري وشن هجمات الطائرات بدون طيار.
وحسبماة نقلت وكالة "فرانس برس"، يوم الجمعة، قال مصدر عسكري يمني، إن القوات الموالية "صدت هجومًا للحوثيين" في جنوب مأرب آخر معقل للحكومة في شمال البلاد.
ومن جانبه، حث جروندبيرج جميع الأطراف على ممارسة "ضبط النفس" ، وكتب على تويتر "يتابع عن كثب آخر التطورات في مأرب".
في غضون ذلك، أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الخميس، تسليم سلطاته إلى مجلس قيادة جديد مكلف بالتوصل إلى "حل سياسي نهائي" مع الحوثيين.
دعت الهدنة الحالية القابلة للتجديد إلى وقف جميع العمليات العسكرية البرية والجوية والبحرية، في حين يمكن استئناف رحلتين تجاريتين أسبوعياً من وإلى صنعاء، ويسمح لـ18 سفينة وقود بدخول ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون.
وتواجه اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فمنذ 2014، تسيطر ميليشيا الحوثي الإرهابية والمدعومة من إيران، على العاصمة صنعاء، الأمر الذي دفع بالتحالف العربي، بقيادة السعودية، إلى التدخل العسكري في العام التالي، لمواجهة إرهاب الحوثي ومناوشاتهم مع دول الجوار اليمني، إضافة إلى الانتهاكات الواسعة التي تمارسها الميليشيات داخل اليمن.
فيما تسببت الحرب الوحشية في اليمن في مقتل مئات الآلاف بشكل مباشر وغير مباشر وتركت الملايين على شفا المجاعة في ما كان منذ فترة طويلة أفقر دولة في العالم العربي.
أما عن الشعب اليمني، فقد أعطته تلك الهدنة الهشة التي دامت شهرين فقط بوساطة الأمم المتحدة في اليمن، بارقة أمل، وسط كفاح يومي من أجل البقاء.
ويرى اليمنيون أن الهدنة بارقة أمل، لكنها إذا فشلت فسينتهي الأمل الأخير"، إذ إن الوضع الإنساني بات "مخيفا وكارثيا".
وتعرضت اليمن، التي تعد أفقر دولة في العالم العربي منذ فترة طويلة، لأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يعتمد 80 في المائة من سكان البلاد البالغ عددهم 30 مليون نسمة الآن على المساعدات.
وتسببت الحرب بين الحكومة اليمنية مدعومة بالتحالف العربي، وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في مقتل مئات الآلاف، وتشريد الملايين، ودفع اليمن إلى حافة المجاعة.