الإرهاب يهدد دول غرب إفريقيا.. وكورونا يزيد الأوضاع سوءًا
حول الإرهاب حياة السكان في غرب إفريقيا إلى جحيم مستمر، وزاد المشهد تعقيدًا في مالي والنيجر مع زيادة هائلة في أعداد النازحين هربًا من الميليشيات المسلحة وجرائمهم ضد الإنسانية، ولم تنجح القوات الوطنية الحكومية والمتعددة الجنسيات في عمليات مكافحة الإرهاب رغم تكثيف عملياتهم؛ ما دفع بعض المجتمعات الإفريقية لتنظيم مجموعات تطوعية وميليشيات للدفاع عن المواطنين، الأمر الذي أثار غضب المنظمات الحقوقية ومخاوفهم بشأن انتهاكات قد تحدث من قِبَل هذه الميليشيات المسلحة، وكذلك من قِبَل قوات الأمن والدفاع.
فرار المواطنين من الإرهاب بالملايين.. والأزمة لن تحل إلا بتوحد الشركاء
من جانبه، حذر محمد بن شمباس الممثل الخاص للأمين العام ورئيس مكتب الأمم المتحدة لغرب إفريقيا ومنطقة الساحل خلال إحاطة قدمها لمجلس الأمن من أن العنف بين المجتمعات والهجمات المستمرة من قِبَل العناصر الإرهابية كارثة يجب انخراط مستمر من جميع الشركاء للمضي بشكل عاجل في نهج شامل يحقق السلام، مضيفًا أنه رغم الجهود المكثفة والدائمة التي تبذلها البلدان المعنية فإن المتطرفين يواصلون مهاجمة قوات الأمن والمدنيين على حد سواء.
وتابع بن شمباس: الانفلات الأمني تسبب في زيادة المآسي الإنسانية وعلى رأسها تجنيد الأطفال في القتال في كل من بوركينافاسو ومالي والنيجر ونيجيريا، واصفًا الأوضاع الأمنية بأنها شديدة التقلب، لدرجة اضطر معها ما يتقرب من مليون مواطن في بوركينافاسو وحدها إلى الفرار وهو ما يمثل زيادة بنسبة 92% مقارنة بأرقام عام 2019، مشيراً إلى الروابط المتنامية بين الإرهاب والجريمة المنظمة والعنف بين القبائل؛ إذ يواصل الإرهابيون استغلال العداوات العرقية الكامنة وغياب الدولة في المناطق الطرفية لخدمة أجندتهم.
وحث الأمم المتحدة على أن تظل ملتزمة بالعمل مع جميع الشركاء وبناء القدرات الوطنية والمؤسسية، وتحسين قدرة المجتمع على الصمود، والدعوة إلى الحكم الرشيد، والإدماج السياسي، واحترام حقوق الإنسان والالتزام بسيادة القانون، مؤكداً أن جائحة فيروس كورونا تعزز دوافع الصراع، وتلقي بظلال خطيرة على السلام والأمن، وأدى تأثيرها غير المتناسب على النساء والفتيات إلى زيادة تعرضهن لخطر قتل الإناث والعنف الجنسي.
التوترات زادت منذ تفشي كورونا.. والانتخابات ستتأثر في دول غرب إفريقيا بالكامل
في السياق ذاته، دعا نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة «جينغ شوانغ» دول غرب إفريقيا ومنطقة الساحل إلى تسوية الخلافات من خلال الحوار، وقال في كلمة خلال اجتماع افتراضي لمجلس الأمن حول عمل مكتب الأمم المتحدة لغرب إفريقيا ومنطقة الساحل، إن العديد من دول المنطقة، بما فيها بوركينافاسو وكوت ديفوار وغانا وغينيا والنيجر، لديها جميعًا انتخابات مهمة في وقت لاحق من هذا العام، مضيفًا وقد شهدنا توترات متزايدة في بعض البلدان، كما تأثرت الاستعدادات الانتخابية بجائحة كوفيد-19".
وأضاف شوانغ: أنه من أجل تهيئة بيئة خارجية مواتية، يحتاج المجتمع الدولي إلى تشجيع الأطراف المعنية على تعزيز الثقة المتبادلة وحل الخلافات سلميًّا من خلال الحوار والتشاور، مؤكداً أن الصين تؤيد استمرار المساعي الحميدة وجهود الوساطة التي يبذلها مكتب الأمم المتحدة لغرب إفريقيا ومنطقة الساحل للمساعدة على ضمان إجراء انتخابات سلمية وذات مصداقية وشفافة في تلك البلدان، على أساس الاحترام الكامل لملكيتهم الوطنية، متابعًا أنه ينبغي على المجتمع الدولي مساعدة دول المنطقة في القضاء على الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار من خلال التنمية.
وحول الوضع الأمني في المنطقة، أكد نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، ضرورة بذل جهود لمساعدة دول المنطقة على مواجهة التحديات الأمنية، مشيراً إلى أن الهجمات الإرهابية التي تشنها جماعة بوكوحرام الإرهابية، والقرصنة في خليج غينيا، والعنف بين الطوائف تقوض بشكل خطير أمن المنطقة واستقرارها، وأنه يجب على جميع أطراف الصراع الاستجابة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار على الصعيد العالمي.