تحذيرات من تحركات تركيا وقطر في أفغانستان
حذرت أوروبا من أنشطة وتحركات قطر وتركيا في أفغانستان
دعت صحيفة "ديكان هيرالد" في مقال لها إلى مراقبة تركيا وقطر عن كثب خلالها تدخلاتهما الأخيرة في أفغانستان منذ خروج القوات الأميركية من كابول وسيطرة طالبان عليها، لافتة إلى أن الدول الثلاث باكستان وقطر وتركيا بدأت في التعامل مع الإدارة الجديدة لكابول.
وأشار مقال "ديكان هيرالد" إلى قرب المؤسسة العسكرية الباكستانية من شبكة حقاني سيئة السمعة، الذين ينتمون إلى لويا، هي حقيقة موثقة جيدًا، حيث درس معظم أعضاء قيادة طالبان في مدارس ديوباندي الإسلامية الباكستانية، وهذه الحقائق تجعل من باكستان لاعباً مؤثراً في أفغانستان.
دعم قطر لطالبان
وأضاف المقال: أنه بحسب ما ورد، فقد ساعد تقنيون قطريون وأتراك طالبان في إعادة تشغيل مطار كابول. في الآونة الأخيرة، حيث قام نائب رئيس الوزراء القطري ووزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بزيارة كابول للقاء قيادة طالبان. كما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو أيضًا من بين عدد قليل من قادة العالم الذين قالوا إن حكومتهم منفتحة على العمل مع طالبان.
كما أشارت الصحيفة إلى أن قطر استضافت الحوار بين طالبان والولايات المتحدة منذ عام 2011، بينما لا يزال أفراد عائلات بعض محاوري طالبان يعيشون في قطر، التي تتمتع بأحد أعلى معدلات دخل الفرد في العالم، وهو ما سيجعلها قادرة على الاستمرار في مساعدة طالبان.
قطر تستغل قضايا حرجة
وأشار المقال إلى أنه نظرًا لارتباط طالبان بهجمات 11 سبتمبر / أيلول والمعارضة السياسية الداخلية، فمن المرجح أن تمقت القيادة السياسية الأميركية أي ارتباط واضح معهم، ومع ذلك قد تستمر في تشجيع قطر، التى تعمل على تحفيز طالبان ودعمها، مؤكدًا أن الدوحة تحاول اكتساب بعض النفوذ في القضايا الحرجة باعتبارها الممر الآمن لمن يتم إجلاؤهم من أفغانستان.
أطماع تركيا الاقتصادية
كما أشار المقال إلى أن دور تركيا في أفغانستان يبقى متأثرا بالتاريخ وأطماعها الكبرى في السياسة الخارجية، حيث تشترك تركيا في المذهب الحنفي للفقه الإسلامي السني مع جنوب آسيا وآسيا الوسطى، وهو الأكثر شعبية بين البشتون وهو ما تعتمد عليه تركيا في أفغانستان.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن تدخل تركيا في أفغانستان ينبع من مصالحها الاقتصادية والسياسية في منطقة آسيا الوسطى المجاورة؛ إذ إن تركيا بما لديها بعض الروابط الثقافية والجغرافية مع آسيا الوسطى، جعلت معظم الطرق الجوية من أوروبا إلى دول آسيا الوسطى تمر عبر إسطنبول، وسط محاولات لتحقيق الأطماع الاقتصادية والسياسية التركية.
مخاوف التطرف
كما أشار المقال إلى توجس النخبة السياسية في آسيا الوسطى دائمًا من انتشار التطرف في حدودها، خصوصًا أن طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان والعرق تشترك في حدودها مع الحدود الشمالية لأفغانستان، مضيفة أن أكبر أعداد المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى تنظيم داعش في مسرح الحرب السورية العراقية جاؤوا من آسيا الوسطى، ويقال إن هذا العدد هو نفسه من أوروبا الغربية.
كما حذر المقال من كثرة عدد المتطرفين من آسيا الوسطى الموجودين بالفعل في أفغانستان التي تحكمها طالبان. بالإضافة إلى ذلك، فإن قاري فصيح الدين، طاجيكي من أفغانستان، هو القائم بأعمال قائد جيش طالبان، ينتمي إلى مقاطعة بدخشان، وهي منطقة تقع على الحدود مع طاجيكستان والصين وجيلجيت بالتستان التي تسيطر عليها باكستان.
مخاوف روسيا والصين
واعتبر مقال "ديكان هيرالد" أن انخراط تركيا في أفغانستان مؤكد بسبب طموحاتها الخاصة في دول آسيا الوسطى، لافتًا إلى أهمية دور الصين وروسيا، القوتين البارزتين في المنطقة في هذا الصدد.
وأضاف أن بكين وموسكو سيراقب كلاهما عن كثب أي مشاركة خارجية تؤثر على آسيا الوسطى أو أراضيها، لافتًا إلى أن الصين تبقى أحد اللاعبين في آسيا الوسطى بسبب ثقلها الاقتصادي، ولديها مخاوفها الخاصة بشأن طالبان، بما في ذلك فصيح الدين، بسبب صلاته المزعومة بحركة تركستان الشرقية الإسلامية، وهي جماعة متشددة من الأويغورو من مقاطعة شينجيانغ الصينية، التي تتحدث التركية.
كما أوضح المقال أن روسيا التي استعادت في الماضي القريب موطئ قدم لها في آسيا الوسطى، تشعر بقلق دائم بشأن انتشار التطرف في المنطقة من آسيا الوسطى إلى الشيشان التي ضربها التمرد.
واختتمت صحيفة "ديكان هيرالد" مقالها مؤكدة أنه باختصار، يجب مراقبة انخراط قطر وتركيا في أفغانستان عن كثب.