فورين بوليسي: 3 خيارات لرد بايدن على إيران بعد هجوم البرج 22 من بينها الدبلوماسية

3 خيارات لرد بايدن على إيران بعد هجوم البرج 22 من بينها الدبلوماسية

فورين بوليسي: 3 خيارات لرد بايدن على إيران بعد هجوم البرج 22 من بينها الدبلوماسية
صورة أرشيفية

قالت مجلة "فورين بوليسي" إنه بعد ساعات قليلة من هجوم المسيّرة القاتل أول أمس الأحد بواسطة مسلحين يشتبه في أنهم مدعومون من إيران على موقع عسكري أميركي بالأردن، والذي أدى إلى مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة أكثر من 30 آخرين، بدأت "جوقة مألوفة من الجمهوريين تدعو مرة أخرى إدارة الرئيس جو بايدن إلى قصف إيران.

وكان أولهم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي غرد على موقع إكس قائلا: "اضربوا إيران الآن". وكان جون كرونين، زميله في مجلس الشيوخ، أكثر حدة منه عندما غرد: "استهدفوا طهران". في حين قال السيناتور توم كوتون إن أي شيء أقل من ضرب إيران مباشرة "سيؤكد أن جو بايدن جبان لا يستحق أن يكون القائد الأعلى".

وأشار مراسل الأمن القومي في مجلة "فورين بوليسي" جاك ديتش إلى نفي إيران لوجود أي ارتباط أو علاقة بالهجوم، مشيرة إلى أن قرارات ما يسمى "جماعات المقاومة" في المنطقة بمهاجمة القوات الأميركية تتخذها تلك الجماعات من تلقاء نفسها.

وأضاف أن طهران، بالرغم من ذلك، تظل الداعم الرئيسي لمثل هذه الجماعات ويحتفظ الحرس الثوري التابع لها بعلاقات وثيقة معها.

ونقل عن الرئيس الأميركي قوله: "لقد مررنا بيوم عصيب الليلة الماضية في الشرق الأوسط، فقدنا فيه 3 أرواح شجاعة في هجوم على إحدى قواعدنا، وسوف نرد".

وتساءل ديتش عن الطريقة التي يمكن أن يرد بها بايدن، وانتهى إلى 3 طرق محتملة استخلصها من حواره مع مجموعة من المسؤولين والخبراء السابقين؛ هي ضرب داخل إيران أو ضرب أهداف إيرانية في المنطقة أو مواصلة الدبلوماسية.

ضربات داخل إيران

وبالنسبة للخيار الأول، نقل الكاتب عن بعض المسؤولين العسكريين السابقين إصرارهم على أن الضربات الشاملة داخل إيران نفسها هي الطريقة الوحيدة لإرسال رسالة لطهران للتوقف عن ذلك.


وقال جون ميلر، وهو أدميرال بحري متقاعد وقائد سابق في الأسطول الأميركي الخامس في الخليج، إن الولايات المتحدة يجب أن تقود ضربات داخل إيران تؤدي إلى إضعاف المصالح الاقتصادية للحرس الثوري وكذلك قدرته على شحن الأسلحة إلى الخارج. وأضاف أن الولايات المتحدة يجب أن تفرض عقوبات تزيد من شل قدرة إيران على تصدير النفط.

وعلق بقوله: "لا يمكن أن يكون الأمر مجرد تبادل الضربات، إذا قتلت رجالنا، فسنرد عليك. هذا لا يردعهم، خاصة عند التعامل مع الوكلاء، لأن الإيرانيين مستعدون للقتال حتى آخر وكيل".

ضرب أصول إيران

وأما الخيار الثاني، وهو ضرب أهداف إيرانية في المنطقة، فيشير الكاتب إلى أن الجميع لا يؤمنون بضرورة الضرب داخل إيران حتى تتمكن الولايات المتحدة من إعادة بناء الردع.

وفي هذا قال ناثان سيلز، المنسق السابق لوزارة الخارجية لمكافحة الإرهاب خلال إدارة ترامب، إن هناك سجلا حافلا للولايات المتحدة تحث فيه إيران على كبح استفزازاتها بضرب أصولها الثمينة في المنطقة.

وأشار سيلز إلى "عملية السرعوف"، وهي حملة ضربات شنتها إدارة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان في أبريل 1988 على السفن الإيرانية في الخليج بعد أن ضربت فرقاطة صواريخ موجهة لغما زرعته طهران قبل أيام.

ومؤخرا في يناير 2020 كانت الغارة الأميركية بالمسيّرة التي قتلت قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وقائد قوات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في مطار بغداد كافية لجعل إيران تتراجع في الغالب عن حملة الرد بالمثل ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا.

مواصلة الدبلوماسية

وأما الخيار الثالث، فهو مواصلة الدبلوماسية، حيث ذكر الكاتب أن إدارة بايدن بدأت فترة ولايتها بجهد دبلوماسي حازم لإحياء مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاق النووي الإيراني بعد خروج الرئيس آنذاك دونالد ترامب من الاتفاق في عام 2018.

والآن يعتقد بعض الخبراء أن الدعوات للثأر العسكري الأميركي ضد طهران تخاطر بعرقلة جهود إدارة بايدن لإيجاد حل دبلوماسي لإنهاء الصراع بين إسرائيل وحماس وتهدئة التوترات مع إيران. وهم يحثون إدارته على التراجع عن التدمير المتعمد وخطوة نحو طاولة المفاوضات.

وأعلن الجيش الأميركي الأحد مقتل 3 من عناصره وإصابة عشرات آخرين في هجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة بالأردن، بينما اتهمت واشنطن مجموعات مسلحة مدعومة من إيران بالوقوف وراء الهجوم وتوعدت بالرد عليه.

قاعدة التنف العسكرية

ويرى خبراء ومراقبون أن الهجوم الذي أدى إلى مقتل 3 جنود أميركيين هو عملية مفاجئة إذ وقع في الأردن، كما تقول الرواية الأميركية ، وتوقعوا أن لا يكون الرد الأميركي “قويا” لعدة اعتبارات.


إيران تنفي صلتها بالهجوم

ونفت طهران، اليوم الاثنين، ضلوعها في هجوم بطائرة مسيّرة أودى بحياة 3 جنود أميركيين بالأردن، وفق ما جاء في بيان الخارجية الإيرانية.