خبير أمني واستراتيجي : واشنطن تعود بثقل عسكري إلى الشرق الأوسط تحسبًا لأي مفاجآت
خبير أمني واستراتيجي : واشنطن تعود بثقل عسكري إلى الشرق الأوسط تحسبًا لأي مفاجآت

أكد قدري نصر الخبير الأمني والاستراتيجي، أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران لم يكن مفاجئًا، موضحًا أن جميع الشواهد والمؤشرات كانت تدل على اقتراب لحظة المواجهة، "وقد سبق أن حذرنا من أن إيران تعاني اختراقًا أمنيًا كبيرًا، خاصة من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي".
تعزيز الوجود العسكري والاستراتيجي
وقال نصر -في تصريح خاص لـ"العرب مباشر"-: إن التحركات الأمريكية الأخيرة في الشرق الأوسط تعكس توجهًا واضحًا نحو تعزيز الوجود العسكري والاستراتيجي في المنطقة، خصوصًا في ظل التصعيد المتسارع بين إسرائيل وإيران، مشيرًا أن واشنطن لم تعد تكتفي بالدور السياسي أو الاستخباراتي، بل انتقلت إلى مرحلة الجاهزية الميدانية المباشرة.
وأوضح نصر، أن الولايات المتحدة دفعت خلال الأيام الأخيرة بتعزيزات عسكرية إلى قواعدها في الخليج والبحر الأحمر وشرق المتوسط، شملت أنظمة دفاع جوي متطورة ومنظومات رادار، إضافة إلى وحدات بحرية وغواصات نووية، في خطوة هدفها ردع أي مغامرة إيرانية قد تشمل تهديد المصالح الأمريكية أو استهداف دول حليفة في المنطقة.
وأشار، أن هذا الحشد العسكري الأمريكي ليس فقط لحماية إسرائيل، بل يُمثّل رسالة أوسع مفادها أن أمن المنطقة بات ملفًا أمريكيًا مباشرًا، وأن أي محاولة إيرانية لتوسيع رقعة الحرب أو استهداف مصالح غربية ستُقابل برد سريع ومدمر.
وأضاف: "نحن أمام لحظة مفصلية قد تُعيد رسم خرائط النفوذ بالكامل".
وأكد اللواء نصر، أن هذا التواجد الأمريكي الكثيف لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يترافق مع نشاط استخباراتي وسياسي مكثف، يشمل التنسيق مع العواصم العربية الكبرى، ورفع مستوى الجاهزية في قواعد مثل "العُديد" في قطر و"الظفرة" في الإمارات و"عين الأسد" في العراق، تحسبًا لأي تصعيد واسع النطاق.
وختم نصر تصريحه قائلًا: "الولايات المتحدة عادت للشرق الأوسط بثقل أكبر، وبعقيدة قتالية جديدة، عنوانها الحسم السريع ومنع الخصوم من استعادة التوازن.. وهذا ما يجعل من المرحلة المقبلة بالغة الخطورة، ومفتوحة على كل الاحتمالات".