طهران تحصّن اليورانيوم.. لا تراجع عن التخصيب ولا اتفاق على حساب السيادة

طهران تحصّن اليورانيوم.. لا تراجع عن التخصيب ولا اتفاق على حساب السيادة

طهران تحصّن اليورانيوم.. لا تراجع عن التخصيب ولا اتفاق على حساب السيادة
إيران والولايات المتحدة

دنفت وزارة الخارجية الإيرانية بشكل قاطع، اليوم الإثنين، صحة التقارير التي تحدثت عن استعداد طهران لتعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم لمدة ثلاث سنوات، كجزء من اتفاق نووي محتمل مع الولايات المتحدة.

 وأكد المتحدث باسم الوزارة، إسماعيل بقائي، أن موضوع التخصيب يُعدّ جزءًا لا يتجزأ من الصناعة النووية الإيرانية، وهو من الثوابت التي لا يمكن التنازل عنها، قائلاً: إن طهران "غير مخولة بأن تكون مرنة في هذا الجانب".

البرنامج النووي الإيراني


وأكدت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية، أنه رغم تمسك إيران بموقفها بشأن التخصيب، شدد بقائي على أن بلاده لم تسعَ في أي وقت من الأوقات إلى استخدام الطاقة النووية لأغراض عسكرية، وأن برنامجها النووي لا يزال سلميًا تمامًا.

 وأوضح، أن طهران منفتحة على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار المهام الرقابية، مشيرًا أن المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، سيزور إيران خلال هذا الأسبوع لعقد اجتماعات مع مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى.

وأشار بقائي، أن بلاده تتوقع من غروسي أن يضطلع بمهامه بمهنية تامة، بعيدًا عن أي ضغوط أو تأثيرات خارجية، في إشارة واضحة إلى التدخلات الغربية المحتملة في عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران.

رد إيراني على تصريحات ترامب حول إحراز تقدم

جاءت تصريحات بقائي في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة طهران، وذلك بعد يوم واحد فقط من تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أشار فيها أن مفاوضي بلاده أحرزوا "تقدمًا حقيقيًا" في المحادثات النووية مع إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع، ملمحًا إلى إمكانية صدور إعلان مهم خلال اليومين المقبلين.

وردًا على هذه التصريحات، قال بقائي: إن إيران لم تمانع أبدًا التوصل إلى اتفاق مع واشنطن شريطة أن يكون الاتفاق قائمًا على مبدأ احترام الحقوق الإيرانية المشروعة المنصوص عليها في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، وعلى ألا يستهدف البرنامج النووي الإيراني كغطاء لحرمان إيران من حقوقها التقنية.

وأضاف بقائي: أن أي اتفاق يُبنى على حرمان إيران من حقوقها الأساسية بموجب المعاهدة الدولية سيكون مصيره الفشل، مؤكدًا أن طهران واضحة في مواقفها وثابتة في مطالبها.

خمس جولات من المفاوضات غير مباشرة برعاية عمانية وأوروبية
وفي هذا السياق، تجدر الإشارة أن طهران وواشنطن قد أجريتا خمس جولات من المحادثات غير المباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني، جرت في تواريخ 12 و19 و26 أبريل، و11 و23 مايو من العام الجاري. 

وقد تمت هذه المحادثات بوساطة مباشرة من وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، بمشاركة وزير الخارجية الإيراني سيد عباس عراقجي، الذي ترأس الوفد الإيراني، في حين قاد الوفد الأمريكي ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الشرق الأوسط.

واستضافت العاصمة العمانية مسقط الجولة الأولى والثالثة من هذه المحادثات، فيما انعقدت الجولة الثانية في العاصمة الإيطالية روما، في حين لم يتم الكشف عن مكان انعقاد الجولتين الرابعة والخامسة بشكل رسمي حتى الآن.

نقطة الخلاف الجوهرية


ويُعدّ تخصيب اليورانيوم نقطة الخلاف الأساسية في المفاوضات بين الجانبين، إذ تصر واشنطن، بحسب تصريحات مسؤولين أمريكيين كبار وصولًا إلى الرئيس ترامب، على ضرورة أن تتخلى إيران كليًا عن أنشطة تخصيب اليورانيوم ضمن أي اتفاق محتمل يمكن أن يؤدي إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.

لكن إيران، من جهتها، تؤكد أن التخصيب جزء لا يتجزأ من حقوقها السيادية ضمن الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وأنها لن توقع على أي اتفاق لا يضمن لها هذا الحق بشكل واضح.