بالتعاون مع حزب الإصلاح.. الحوثي يكثف هجماته ضد مأرب

بالتعاون مع حزب الإصلاح.. الحوثي يكثف هجماته ضد مأرب
صورة أرشيفية

يكثف حاليا الحوثيون هجماتهم على مدينة مأرب اليمنية، أحد أكبر معاقل قوات حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي الشرعية، استعدادا لاقتحامها، وهو ما أثار تساؤلات عديدة بشأن وجود تعاون بين الحوثي وحزب الإصلاح.

تكثيف الهجمات على مأرب


تكثف ميليشيات الحوثي هجماتها بهدف فرض حصار على مدينة مأرب، آخر معقل لقوات حكومة هادي بشمال اليمن، الواقعة على بعد نحو 120 كلم شرقي العاصمة صنعاء منذ نحو عام، ولكن ضاعفوها في الأسبوعين الماضيين، بهدف اقتحامها.


واستقدمت الميليشيات تعزيزات ضخمة قبل يومين، لشن هجمات من عدة جهات، ودفعت بأفواج عديدة من المسلحين، بهدف الضغط على الجيش اليمني والقبائل للحيلولة دون شن هجمات معاكسة.


وأسفرت تلك الهجمات عن اندلاع معارك عنيفة، عن سقوط المئات من الحوثيين، والقيادات الميدانية في جبهات "صرواح والمخدرة والكسارة"، وتم أسر 20 من عناصر الجماعة، بينما راح ضحيتها 16 من عناصر القوات الحكومية وإصابة 21 آخرين.


وقطعت قوات الحوثي خطوط إمداد في مديرية العبدية الواقعة على بعد نحو 50 كلم جنوبي مأرب، لفرض السيطرة عليها، مع شن هجمات أخرى، وفي الوقت نفسه يحرص التحالف العربي للحيلولة دون سقوط مأرب.

تطبيع العلاقات بين حزب الإصلاح والحوثي

وأظهرت تلك الأحداث الأخيرة التي تشهدها مأرب، احتمالية كبيرة للتعاون بين حزب الإصلاح اليمني مع قيادات الحوثي، بشكل غير معلن، خاصة مع تعرض مخازن سلاح تعود للجيش اليمني في صحن الجن لقصف حوثي، يدعم فرضية التعاون، وهو ما اعترف به بالفعل قبل أيام أحد قادة الحزب.


وكشف القيادي في حزب الإصلاح اليمني، أحمد شرف الدين، عن وجود اتفاق جرى خلال لقاء ثلاثة من قيادات حزب الإصلاح مع  عبدالملك الحوثي، لتطبيع الأوضاع بعد اجتياح جماعته لصنعاء ومدن اليمن.


وكشف شرف الدين، خلال حوراه عبر قناة "الهوية" الحوثية، أن نهج حزب الإصلاح في انتقاد الحوثي هو "مجرد سياسة"، مبدياً استعداده للتوسط بين جماعة الحوثيين وقيادات حزب الإصلاح علناً.


وفي مارس الماضي، كشف أيضا قيادي آخر بحزب الإصلاح خطة مسبقة للحوثيين، بالتعاون مع قطر وتركيا.


وقال محمد السدح، مقرب من الشيخ حميد الأحمر، وعضو حزب الإصلاح الإخواني، تفاصيل خطة سرية برعاية إخوانية، مؤكدا أن الإصلاح سلّم "نهم والجوف" ولديه خطة لإسقاط "مأرب وشبوة وعدن" بالتعاون مع الحوثي.


وتقتضي الخطة التي أعلنها السدح أنه بعد السيطرة على كامل الجنوب، الاتجاه الحوثي للحدود، بينما ينسحب الإصلاح من نهم والجوف ثم من مأرب، وبعدها إلى شبوة، وبعد الانتهاء من تسهيل الدخول إلى شبوة، يعقبها الترتيب لعدن واقتحامها والسيطرة على كل الجنوب، والاستعداد لمهاجمة الساحل، ومن ثَم تسليم البلاد للحوثي مجددا.


وتابع: إن حزب الإصلاح أشاع بين أفراده إشاعة أن التحالف أتعبهم ولا يدعمهم، ويجب تأديبه، وأنّ دعم التحالف لطارق صالح هو طعنة في ظهرهم، وذلك بدعم تركي ضخم.

الجيش اليمني يتصدى


وقال الجيش اليمني: إنه تم كسر نحو 15 نسقا هجوميا حاولت اقتحام محور جبهة "صرواح" فقط، وأن غارة محكمة للطيران الحربي دكت غرفة عمليات متقدمة للميليشيات غربي معسكر "ماس" الإستراتيجي.


وأَردف أنه تم تنفيذ عملية نوعية في "تباب الصماء" الواقعة على الخط الدولي بمديرية باقم شمالي محافظة صعدة شمالي البلاد، يعتقد أنه لتخفيف الضغط البري للميليشيات على مأرب بإرباك دفاعات الحوثيين بمعقلهم الأم، أسفرت عن تدمير آليات عسكرية ومقتل 6 عناصر من ميليشيات الحوثي وإصابة آخرين.


وأكدت الحكومة اليمنية أن الجيش وقبائل مأرب بإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، أجهضوا التصعيد الواسع الذي شنته ميليشيا الحوثي الإرهابية في مختلف جبهات القتال بمحافظة مأرب، وكبدوا الحوثيين أكبر خسائر منذ اندلاع الحرب.