النازحون من أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان: ذهاب بلا عودة

يهرب اللاجئين الفلسطينيين من لبنان

النازحون من أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان: ذهاب بلا عودة
صورة أرشيفية

 دبعد مرور ما يقرب من أسبوع على اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل المتحاربة في أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان والذي أدى إلى سلام هشّ، لا يرى مئات السكان النازحين أي احتمالات فورية للعودة، حيث فقد البعض منازلهم، في حين أن آخرين لا يثقون في أن الهدوء سيصمد. بالنسبة للكثيرين، هذه ليست المرة الأولى التي يضطرون فيها إلى الفرار من منازلهم. 
 
تاريخ طويل من النزوح 

وأفادت وكالة "أسوشيتيد برس" الأميركية، بأنه من بين هؤلاء منيرة أبو عمشة البالغة من العمر 63 عاماً، التي غادرت مع عائلتها المخيم القريب من مدينة صيدا في جنوب لبنان، من زقاق إلى زقاق تحت وابل الرصاص. 

وتابعت أن منيرة ظلت تنام طوال الأيام العشرة الماضية مع بناتها وأحفادها في فصل دراسي تم تحويله إلى مسكن في مركز للتدريب المهني تديره وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في بلدة سبلين القريبة. 

ولدت أبو عمشة في مخيم تل الزعتر للاجئين قرب بيروت، حيث لجأ والداها بعد الحرب وقيام إسرائيل عام 1948. وقالت إنها هربت من المخيم عندما كانت مراهقة عام 1976، بعد  هجوم الميليشيات المسيحية اللبنانية التي قاتلت ضد منظمة التحرير الفلسطينية في الحرب الأهلية في لبنان وحاصرت المخيم ثم هدمته وقتلت العديد من سكانه. 

ونزحت مرتين أخريين داخل لبنان خلال الحرب. عندما غزت القوات الإسرائيلية بيروت في عام 1982، هربت مرة أخرى - هذه المرة مع طفلين صغيرين - إلى سوريا، حيث استقرت عائلتها حتى اندلعت الانتفاضة في ذلك البلد والتي تحولت إلى حرب أهلية في عام 2011، مما أجبرهم على العودة إلى لبنان، حيث استأجروا منزلاً في مخيم عين الحلوة. 

وقالت أبو عمشة: "مررت بأكثر من حرب ولا أخاف على نفسي، بل أخاف على أطفالي، واليوم يعيش أطفالي نفس ما مررت به". 

وتابعت قائلةً: "نريد فقط أن نتمكن من الاستقرار في منزل واحد وألا نضطر إلى الفرار من مكان إلى آخر". 


 
ذهاب لا عودة 

وقالت دوروثي كلاوس، مديرة الأونروا في لبنان: إن قصة أبو عمشة هي رمز للعديد من سكان المخيم النازحين، مضيفة: "إنهم متعبون للغاية، لقد فقدوا كل ما يملكونه عدة مرات". 

وأضافت كلاوس أن حوالي 800 شخص نازح من عين الحلوة يقيمون في الملاجئ التي أنشأتها الوكالة، بما في ذلك المدارس في المنطقة المحيطة بالمخيم والتي كان من المفترض أن تعود إلى دورتها في 2 أكتوبر ولكن سيتم تأجيلها الآن، ويقيم مئات آخرون في المساجد والملاجئ الأخرى التي لا تديرها الأونروا، ومن المحتمل أن يعيش الآلاف مع أقارب لهم في المنطقة المحيطة، ولا يرغبون في العودة للمخيم مرة أخرى. 

وتابعت أن أحدث اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه يوم الخميس بين حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس والجماعات الإسلامية المسلحة في المخيم قد جاءت بعد اشتباكات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 18 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين. وكانت جولة سابقة من الاشتباكات في وقت سابق من الصيف قد أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 18 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين.

وقالت كلاوس: إن الأونروا لم تتلقَّ بعدُ أيًا من مبلغ 15.5 مليون دولار الذي طلبته الشهر الماضي للاستجابة لتداعيات الجولة السابقة من الاشتباكات. 

وأضافت أن هذه الأموال مطلوبة لإيجاد أماكن بديلة لنحو 6 آلاف طفل تضررت مدارسهم في المخيم ولا يزال المسلحون يحتلونها، ولتقديم مساعدات نقدية للعائلات النازحة، والبدء في إزالة الأنقاض وإزالة بقايا المتفجرات من المخيم. 

ابتسام دهبري، المقيمة أيضًا في المركز في سبلين، عاشت في عين الحلوة طوال حياتها، وشهدت عدة جولات سابقة من الاشتباكات بين الفصائل في المخيم وأفادت بأن منزلها احترق هذه المرة، وهو الآن غير صالح للسكن، قائلة: "لقد نزحنا من المخيم عدة مرات، لكن هذه المرة مؤلمة حقاً لا نرغب في العودة مرة أخرى".