ابتزاز حوثي.. يمنيون: الطعام مقابل التجنيد في صفوف الميليشيا

تساوم ميلشيا الحوثي الإرهابية الشعب اليمني الطعام مقابل التجنيد في صفوفها

ابتزاز حوثي.. يمنيون: الطعام مقابل التجنيد في صفوف الميليشيا
صورة أرشيفية

يعيش السكان في محافظة صنعاء الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي في ظروف صعبة للغاية، بسبب افتقارهم لأبسط حقوق المعيشة والتي يستغلها الحوثي من أجل إجبار المواطنين على الخضوع لهم.

وتعد أزمة أسطوانات الغاز، آخِر مظاهر الابتزاز الإنساني التي يمارسها الحوثي تجاه اليمنيين في صنعاء، عبر فرض شروط عدة على السكان الراغبين في الحصول على أسطوانة غاز، إذ تتم المساومة علناً بإلحاق أطفالهم وذويهم لتلقي دورات فكرية وعسكرية تقيمها الجماعة حالياً بأغلب مديريات صنعاء وتحت إشراف مباشر من معمميها وبعض قادتها الميدانيين.

الأولوية للخاضعين للحوثي

قال يوسف الضالع- 42 عامًا: إن الحوثي المسيطرة على شركة الغاز في صنعاء، عمدت خلال الفترة الماضية، إلى إعطاء الأولوية في الحصول على غاز الطهي لأحياء معينة في صنعاء وهي الموالية لهم، بينما حرمت سكان أحياء أخرى.

وقال: إن السكان في الأحياء المحرومة من أسطوانات الغاز، يعانون من شرائها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة، فيما لا يقدر البعض الآخر على اقتنائها بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها اليمن.

الحوثي تبرر جرائمها 

وقالت ميسا الأحمر – 36 عامًا: إن الميليشيا تبرر جرائمها بالمتاجرة في أسطوانات الغاز، بأن الأحياء التابعة لها تستحق المكافأة على «حجم التضحيات» التي قدمها كل حي وحارة دفاعاً عن الميليشيات ومشاريعها التدميرية، إضافة إلى عدد القتلى والجرحى التي قدمتها هذه الأحياء.

وتابعت للعرب مباشر: «غير معقول أن نضحي بأبنائنا ورجالنا وندفع بهم إلى صفوف الميليشيا من أجل الغاز، فإذا كانت تخيرنا الحوثي بين الوقود أو تجنيد شباب اليمن ضِمن صفوفها، فسوف نختار الشباب بلا أدنى تفكير أو شك».

استغلال شركة أسطوانات الغاز

وذكر ضياء السامر – 33 عامًا: إن الميليشيات عززت عبر شركة أسطوانات الغاز، خلال الثلاثة أيام الأخيرة بيع الأسطوانات بأسعار خيالية في بعض الأحياء.

وأكد السامر للعرب مباشر، أن هذا الموقف بررته الحوثي بأن تلك الأحياء ترفض الوقوف إلى جانب أجندتها الإرهابية.

أسعار أسطوانات الغاز

ووفقا لتقارير محلية يمنية، بلغت أسعار أسطوانات الغاز غير المدعومة من الحوثي في أحياء محددة بمديريتي التحرير ومعين في صنعاء 3800 ريال للأسطوانة الواحدة، وبسعر4800 ريال للأسطوانة في بعض أحياء مديرية معين (الدولار يساوي 600 ريال).

وتأتي تلك الخطوات المريبة ضمن خطة حالية لفرز السكان بأحياء وحارات صنعاء لمعرفة المؤيدين لها من المعارضين، إلى جانب مكافأة الأحياء نظير الضحايا البشرية التي قدمها السكان.

وفي الوقت الذي أعطت فيه الميليشيات الأولية لأتباعها وأُسَر الأفراد الذين التحقوا بالقتال في الحصول على غاز الطهي، لا تزال مئات آلاف الأسر محرومة منذ أسابيع من الحصول على تلك المادة نتيجة رفضها الاستجابة لدعوات التعبئة والتحشيد.

وتواصل الحوثي إذلال السكان غير المتماهين مع حملاتها التحشيدية من خلال تخصيص كميات شحيحة من الغاز بسعر 6 آلاف ريال للأسطوانة الواحدة شريطة وقوف السكان رجالاً ونساءً في طوابير طويلة ولساعات عدة لتسجيل أسمائهم وتسليم أسطواناتهم الفارغة والمبالغ المحددة ثم الانتظار أياماً وربما أسابيع حتى تعود إليهم ممتلئة.

وكانت شركة الغاز اليمنية التابعة للحكومة الشرعية قد أكدت في منتصف فبراير الماضي، استمرارها بتموين مناطق سيطرة الانقلابيين بالغاز بشكل يومي وبسعر منخفض، في ظل استمرار الأزمة الخانقة بتلك المناطق منذ نحو 3 أشهر.

وذكر المدير التنفيذي للشركة اليمنية للغاز المهندس محسن وهيط، بتصريحات صحافية، أن الشركة مستمرة بتموين كل مناطق الحوثيين بالغاز بشكل يومي وبالحصة المخصصة دون أي انقطاع أو نقصان.

وقال: إن أسطوانة الغاز تصل إلى صنعاء بأقل من 3500 ريال بحساب العملة المتداولة بمناطق الشرعية أي ما يقارب 1700 ريال بالعملة المتداولة في مناطق سيطرة الميليشيات التي فرضت نظاماً مصرفياً خاصاً بها.

وأشار إلى أنه لا صحة لمبررات الجماعة عن وجود أزمة غاز، مؤكداً أنها تتعمد تخزينه وحرمان المواطنين منه.

وقال وهيط: إن الحوثيين يفتعلون أزمة الغاز وبيعه في السوق السوداء بمبالغ هائلة من أجل الدخل المالي، وحتى يتم توزيعه عبر العقال مقابل حشد المواطنين للجبهات.