بعد قصف العديد في قطر.. غضب عربي كبير من التصعيد الإيراني الأمريكي
بعد قصف العديد في قطر.. غضب عربي كبير من التصعيد الإيراني الأمريكي

في ليلة مشحونة بالترقب والخوف، طُلب من الملايين في أنحاء الشرق الأوسط البقاء في أماكنهم، بعد أن أُغلق المجال الجوي فوقهم بينما أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ باتجاه قاعدة العديد الجوية في قطر، وهي أكبر وأقوى قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة.
وبحسب شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، فقد انتشرت مقاطع فيديو لاعتراضات الدفاعات الجوية في سماء الدوحة كالنار في الهشيم على وسائل التواصل، بينما أظهرت منصات تتبع الطائرات رحلات ركاب متجهة إلى دبي وأبو ظبي وهي تغير مسارها بشكل مفاجئ.
وتابعت الشبكة الأمريكية، أن الضربة الإيرانية، التي وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاحقًا بأنها ضعيفة، وأكد البيت الأبيض أنها كانت متوقعة مسبقًا لتقليل الخسائر البشرية، جاءت كرد على ضربات أمريكية غير مسبوقة استهدفت منشآت نووية إيرانية الأسبوع الماضي، باستخدام أكبر القنابل غير النووية في العالم.
وبعد الهجمات، أعلن ترامب وقفًا لإطلاق النار ودعا للسلام، غير أن التساؤلات تبقى قائمة: هل سيلتزم الطرفان الإيراني والإسرائيلي بهذه الهدنة؟ ما هو مصير مخزون إيران من اليورانيوم المخصب؟ ما حجم الأضرار؟ وهل هذه نهاية المواجهة؟ هل سينجو النظام الإيراني؟ وهل سيُعاد فتح المجال الجوي وتستأنف الرحلات الجوية في كامل المنطقة؟
أصوات من المنطقة.. بين الشك، الغضب، والأمل
في لقاءات أجرتها شبكة CNBC مع مواطنين ومقيمين في المنطقة، عبّر عدد من الأشخاص عن مشاعرهم المختلطة حول ما حدث، بعضهم فضّل الحديث دون الكشف عن هويته خوفًا من العقاب.
أحد مديري شركات النفط والغاز في طهران قال: إن الرابح الوحيد من هذه الحرب كان الولايات المتحدة، التي أثبتت لإسرائيل أنها لا تستطيع كسب أي حرب بدون الدعم الأمريكي، بينما كان الخاسر الأكبر هو الشعب الإيراني الذي أُهدرت ثروته الوطنية على برنامج التخصيب ليُدمر في ليالٍ معدودة.
في دبي، رأى رائد أعمال فلسطيني يُدعى سعيد العيان، أن ما جرى يبدو كعرض مسرحي، مشيرًا أن الجميع كان ينتظر الرد الإيراني، وأن التهدئة الحالية ربما تكون السيناريو الأفضل، وأضاف: نأمل أن تعود الأنظار إلى غزة، حيث ما زال القتل مستمرًا.
رائد أعمال مصري مقيم في دبي قال: إن الشعور السائد بين كثيرين هو الغضب والإحباط والخذلان. وأضاف: نحن تعبنا من استهدافنا بذريعة تحريرنا من الطغيان، كل ما نريده هو أن نعيش بسلام.
في المقابل، قال مغترب عراقي في دبي: إن لديه تحفظًا على المبالغة في الاهتمام بإيران، مشيرًا أن طهران تسببت في مقتل العراقيين أكثر مما فعلت إسرائيل، معبّرًا عن أمله في أن لا تنجر المنطقة بأكملها إلى الحرب.
تداعيات الضربات الأخيرة على الداخل الإسرائيلي
في بئر السبع جنوب إسرائيل، خلفت ضربة صاروخية إيرانية مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين آخرين قبل دخول وقف إطلاق النار المعلن من ترامب حيز التنفيذ، بحسب خدمات الطوارئ الإسرائيلية.
وفي تل أبيب، قالت ليات، المديرة المالية لشركة ترفيه: إن الحياة أصبحت غير محتملة، يبدو الأمر كما لو أنه يوم طويل لا ينتهي، ندخل الملجأ ثلاث أو أربع مرات يوميًا، نريد العودة إلى حياتنا الطبيعية.
من أصفهان، قال صانع محتوى إيراني: إن ما جرى بين إيران وإسرائيل لم يكن حربًا حقيقية بل مجرد اشتباك قصير لم يرقَ إلى مستوى الحرب الكاملة.
وأضاف: لم تُعلن الجمهورية الإسلامية دخولها في حرب رسمية، لأن الحرب تستلزم رابحًا وخاسرًا، بينما هنا يمكن للطرفين الادعاء بالنصر.
رجل أعمال لبناني يقيم في دبي أعرب عن أمله بانتهاء النزاع سريعًا، مؤكدًا أن اللبنانيين لا يفضلون طرفًا على الآخر في هذا الصراع.
مغتربة سويسرية تعمل في دبي قالت: إنها تشعر بعدم الارتياح، وأضافت: أعيش حياة طبيعية، أنشر على مواقع التواصل، لكن هذا يبدو غير لائق بينما آخرون يخشون على حياتهم.
أما مغترب أمريكي فقال: إنه ينام قلقًا ويستيقظ متسائلًا عن شكل المنطقة في اليوم التالي، مضيفًا: كان يجب أن أغادر في وقت أبكر.
في وسط إسرائيل، عبّرت رئيسة اللجنة المدنية كوخاف الكيام ليفي عن شعور عميق بالخوف من تصعيد وجودي، وأمل في أن تكون هذه الأزمة نقطة تحول.