بين المجال الجوي المغلق والهتافات الغاضبة.. إسرائيل تستعد لزفاف نجل نتنياهو
بين المجال الجوي المغلق والهتافات الغاضبة.. إسرائيل تستعد لزفاف نجل نتنياهو

تستعد إسرائيل لحفل زفاف نجل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أفنير نتنياهو، المقرر إقامته يوم الاثنين المقبل الموافق 16 يونيو، في موقع فاخر يعرف باسم "مزرعة رونيت" الواقعة في منطقة الشارون شمال البلاد.
وأكدت القناة الـ 12 الإسرائيلية، أن هذا الحدث أثار اهتمامًا واسعًا ليس فقط لكونه مناسبة شخصية لعائلة سياسية بارزة، بل بسبب التدابير الأمنية غير المسبوقة التي اتُخذت لتأمينه، والتي تشمل إغلاق المجال الجوي فوق المنطقة لساعات طويلة.
إغلاق المجال الجوي
أعلنت مصادر أمنية، أن الجهات المختصة تقدمت بطلب رسمي لإغلاق المجال الجوي فوق "مزرعة رونيت" خلال ساعات الحفل، وقد تمت الموافقة عليه من قبل الجهات التنظيمية.
ووفقًا للقرار، سيتم إغلاق المجال الجوي في محيط المزرعة من الساعة الرابعة عصرًا وحتى الثانية صباحًا.
وتُعتبر هذه الخطوة استثنائية للغاية، إذ أن الموقع الذي سيستضيف الحفل قريب من مطار هرتسليا المدني، مما يجعل إغلاق المجال الجوي في تلك المنطقة أمرًا نادر الحدوث.
وتعود آخر مرة تم فيها اتخاذ إجراء مشابه إلى عام 2015، خلال حفل زفاف عارضة الأزياء الإسرائيلية الشهيرة بار رفائيلي، حيث تم إغلاق المجال الجوي حينها فوق غابات الكرمل.
حفل الزفاف بين التأجيلات والتوترات السياسية
من المنتظر أن يعقد أفنير نتنياهو قرانه على خطيبته عمّيت يردني، بعد فترة طويلة من التحضيرات التي واجهت العديد من العقبات.
في البداية، كان من المخطط إقامة الزفاف في نوفمبر 2024، إلا أن اندلاع الحرب والهجوم الإيراني على إسرائيل في أكتوبر من نفس العام، دفع الثنائي إلى تأجيل الحدث إلى صيف 2025، حرصًا على السلامة العامة.
حراك احتجاجي ضد الزفاف
وفي موازاة الاستعدادات الأمنية المكثفة، يشهد الحدث معارضة متزايدة من قبل ناشطين في الحراك الاحتجاجي المناهض لنتنياهو، خصوصًا في ظل استمرار أزمة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة.
وقد انتشرت دعوات على منصات التواصل الاجتماعي تدعو إلى تعطيل حفل الزفاف، تحت شعار "لا عرس بلا عودة الأسرى"، وكان الناشط البارز عَمي درور، أحد وجوه الحراك الاحتجاجي، قد كتب في منشور على منصة "X" : "لا أسرى، لا عرس".
وفي خطوة رمزية، حضر عدد من المحتجين في أبريل الماضي إلى حفل الحنّة الذي أقامه أفنير وعمّيت، ما أثار توترًا أمنيًا وأدى إلى تعزيز الحراسات حول موقع الحدث.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد علّق حينها على تلك التحركات، مؤكدًا أنه لن يسمح لأي طرف بأن يمنعه من حضور حفل الحنّة لابنه، قائلاً: إنه سيواصل دعم ابنه وخطيبته في هذه المناسبة الخاصة رغم الاعتراضات.
تداعيات أمنية وسياسية
وأكدت القناة العبرية، أن إغلاق المجال الجوي من أجل مناسبة عائلية خاصة، حتى وإن كانت تخص رئيس الوزراء، يثير تساؤلات عديدة داخل الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية.
ويتخوّف البعض من أن يتحول الحدث إلى بؤرة توتر ميداني، خصوصًا في ظل استمرار التظاهرات الأسبوعية ضد حكومة نتنياهو، والتي تتركز في تل أبيب ومدن مركزية أخرى.
من جانب آخر، تتابع الأجهزة الأمنية الاستعدادات لحفل الزفاف بتنسيق دقيق بين الجيش والشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك)، تحسبًا لأي سيناريو محتمل من تعطيل أو استفزاز، سواء من جانب النشطاء أو جهات معارضة أخرى.