محللون ليبيون: الصراع المسلح في طرابلس انعكاس لفشل ترتيبات تقاسم النفوذ

محللون ليبيون: الصراع المسلح في طرابلس انعكاس لفشل ترتيبات تقاسم النفوذ

محللون ليبيون: الصراع المسلح في طرابلس انعكاس لفشل ترتيبات تقاسم النفوذ
ليبيا

تجدّدت الاشتباكات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس، أمس، بين فصائل مسلّحة متناحرة، ما يعيد إلى الواجهة مشهد الفوضى الأمنية رغم مرور أسابيع على إعلان هدنة هشة لم تصمد طويلًا.

وقال شهود عيان من سكان المدينة: إن أصوات الرصاص والانفجارات تردّدت في مناطق متفرقة، لا سيما في محيط طريق الطبي وجزيرة الفرناج، فيما شوهدت آليات عسكرية ومدرعات تنتشر بكثافة وتغلق عددًا من الطرق، في مشهد أعاد التوتر إلى شوارع العاصمة.

الاشتباكات اندلعت بين جهاز الردع، أحد أبرز التشكيلات الأمنية في طرابلس، وقوات الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية، وذلك عقب إعلان الردع استعادة مواقع سابقة كانت قد انسحبت منها ضمن ترتيبات التهدئة. 

ويُلاحظ انسحاب وحدات فضّ النزاع، التي شُكّلت لحماية اتفاق وقف إطلاق النار، ما أثار مخاوف من انزلاق جديد نحو موجة صراع مفتوح.

وبحسب مقاطع فيديو تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تسببت المواجهات في اندلاع حريق بمقبرة سيدي منيدر، وسط مناشدات من الأهالي للسلطات بسرعة التدخل وإرسال فرق إطفاء لمنع امتداد النيران إلى مناطق سكنية قريبة.

ورغم تصاعد الأحداث، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من حكومة الوحدة الوطنية أو وزارة الداخلية، ما يزيد من حالة الغموض والقلق حيال قدرة السلطة المركزية على ضبط الأوضاع.

وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي الليبي عز الدين التركي: إن تجدّد الاشتباكات في طرابلس بين قوات الردع والأمن العام يكشف هشاشة التفاهمات الأمنية، وغياب سلطة مركزية قادرة على فرض ترتيبات حقيقية لفضّ النزاع.

وأضاف التركي -في تصريح للعرب مباشر-، أن ما يحدث ليس مجرد صدامات مسلحة بل هو انعكاس لصراع عميق على النفوذ والمصالح داخل مؤسسات الدولة نفسها، مشيرًا أن "الميليشيات باتت تفرض شروطها على الأرض، في ظل صمت حكومي لافت يُضعف أي أفق للتسوية".

وتابع: أن هذا التصعيد قد يمثّل بداية لانفجار أوسع بين الميليشيات المتنافسة داخل العاصمة، خصوصًا مع الانقسام القائم بين الجماعات المسلحة الموالية لحكومة الوحدة وأخرى ترفض سلطتها. 

ويعيد هذا التوتر طرح التساؤلات حول مصير المسار السياسي في ليبيا، الذي ما يزال رهينًا لمعادلات السلاح والانقسامات الميدانية.

من جهته، اعتبر الباحث الليبي مفتاح البكوش، أن غياب موقف واضح وسريع من حكومة الوحدة الوطنية إزاء ما يجري في طرابلس قد يشجع على مزيد من الانفلات الأمني ويؤسس لانقسام ميداني جديد.

وقال البكوش - في تصريح للعرب مباشر-، إن "انسحاب قوات فض النزاع من مواقعها ينذر بفقدان السيطرة على ما تبقى من التوازن الهش، وقد يدفع بفصائل أخرى إلى التحرك لحماية نفوذها، وهو ما يهدد بتوسيع دائرة المواجهة داخل العاصمة".