إسرائيل تستهدف مواقع نووية إيرانية وطهران ترد بقوة.. بداية صراع مفتوح
إسرائيل تستهدف مواقع نووية إيرانية وطهران ترد بقوة.. بداية صراع مفتوح

تصاعدت التوترات العسكرية الإيرانية الإسرائيلية بشكل غير مسبوق، مع إطلاق إيران موجة من الهجمات الصاروخية على إسرائيل ردًا على ضربات إسرائيلية استهدفت برنامج طهران النووي ومنشآتها العسكرية.
وأكدن صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن هذا التصعيد، الذي امتد إلى يومه الثاني، أثار مخاوف دولية من انزلاق المنطقة نحو صراع أوسع، فيما دعا قادة عالميون إلى ضبط النفس وإعطاء الأولوية للدبلوماسية.
هجمات إيران الصاروخية وتداعياتها
فجر السبت، أعلنت إيران عن إطلاق سلسلة من الهجمات الصاروخية استهدفت مواقع إسرائيلية ردًا على ضربات إسرائيلية سابقة.
ووفقا٦ لتقارير الإعلام الإيراني، استهدفت الهجمات 150 موقعًا في إسرائيل، نفذت على مراحل متعددة.
وقال مستشار كبير لقائد الحرس الثوري الإيراني، العميد أحمد وحيدي، في تصريحات للتلفزيون الرسمي: إن هذه العمليات ستستمر طالما اقتضت الحاجة، مضيفًا أن إسرائيل "ارتكبت خطأ في الحسابات وستواجه عواقب وخيمة، وهذه ليست سوى البداية".
وأفادت التقارير، أن الهجمات الصاروخية الإيرانية أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات في إسرائيل، حيث اخترقت الصواريخ أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية ودمرت مباني في تل أبيب وريشون لتسيون.
وقالت خدمات الطوارئ الإسرائيلية: إن شخصًا قتل وأصيب أكثر من 30 آخرين في هجمات على تل أبيب، بينما لقي شخصان آخران حتفهما وأصيب 19 في هجوم منفصل على وسط إسرائيل.
وأكد رامي ميوشار، نائب المدير الإقليمي لخدمة الطوارئ "ماجن دافيد أدوم"، أن فرق البحث والإنقاذ تواصل عملياتها وسط أنقاض المباني المتضررة، واصفًا المشهد بأنه "صعب ومعقد".
استهداف مواقع نووية وعسكرية
في المقابل، شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية على إيران، بدأت يوم الجمعة، استهدفت مواقع نووية وقواعد عسكرية ومنشآت لتصنيع الأسلحة في محيط طهران.
ووفقًا للجيش الإسرائيلي، فقد استهدفت الغارات 100 موقع، بما في ذلك أنظمة دفاع جوي ومواقع "استراتيجية"، إلى جانب مجمعات سكنية تضم قادة كبار في الجيش الإيراني.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إن الضربات ستستمر حتى يتم القضاء على التهديد الذي يشكله البرنامج النووي الإيراني.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية -نقلاً عن تقديرات غير رسمية-، بأن 78 شخصًا قتلوا وأصيب 329 آخرون في إيران منذ بدء الحملة الإسرائيلية يوم الجمعة.
وفي طهران، أظهر التلفزيون الرسمي الإيراني لقطات للدمار الناجم عن الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل، مصحوبة بأناشيد ثورية ومقابلات مع مواطنين يشيدون بقرارات المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
دعوات لضبط النفس
أثارت هذه التطورات قلقًا دوليًا واسعًا، حيث أدانت الصين، عبر مندوبها الدائم في الأمم المتحدة فو كونغ، الضربات الإسرائيلية ضد إيران، معتبرة أنها تنتهك سيادة إيران وأمنها وسلامتها الإقليمية.
وأعربت الصين عن قلقها العميق إزاء التأثير السلبي لهذه التطورات على المفاوضات الدبلوماسية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف التصعيد وضبط النفس، قائلاً عبر منصة إكس: "القصف الإسرائيلي على المواقع النووية الإيرانية، والضربات الصاروخية الإيرانية في تل أبيب، كفى تصعيدًا. حان الوقت للتوقف. يجب أن يسود السلام والدبلوماسية".
وانضمت إليه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي دعت جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والعمل على تهدئة الوضع.
في سياق متصل، أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالاً هاتفيًا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمناقشة العمليات العسكرية بين إيران وإسرائيل.
وأكد الجانبان، وفقًا لبيان سعودي رسمي، على الأهمية الحاسمة لضبط النفس وحل النزاعات عبر الدبلوماسية.
كما أمر العاهل السعودي بتقديم الدعم للحجاج الإيرانيين العالقين في المملكة بسبب الظروف الحالية، مع ضمان تلبية احتياجاتهم حتى يتسنى عودتهم الآمنة إلى بلادهم.
تداعيات دبلوماسية
على صعيد دبلوماسي، أعلنت إيران أن المحادثات المقررة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، والتي كانت مقررة يوم الأحد، أصبحت "بلا معنى".
واتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بغائي إدارة ترامب بالتواطؤ مع إسرائيل في الهجمات ضد إيران، قائلاً: "لا يمكن دعم المحادثات في الوقت الذي تقسم فيه العمل مع نظام استهدف سلامة إيران الإقليمية".
وأضاف: أن إسرائيل نجحت في عرقلة العملية الدبلوماسية. وكانت إيران والولايات المتحدة قد أجرتا خمس جولات من المحادثات منذ أبريل لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة النووية.
احتفالات في طهران وسط التصعيد
في طهران، تزامن التصعيد العسكري مع عطلة رسمية للشيعة تخلد بداية إمامة الإمام علي، أول أئمة الشيعة.
وأظهرت صور نشرتها وكالة "رويترز" احتفالات في شوارع العاصمة الإيرانية عقب الهجمات الصاروخية على إسرائيل، حيث خرج مواطنون للتعبير عن تأييدهم للرد العسكري.
وأكدت السلطات الإيرانية، أن الاحتفالات ستمضي كما هو مخطط لها على الرغم من التوترات.
تحذيرات أمريكية ودعوات للتفاوض
في واشنطن، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران، يوم الجمعة، من أنها بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق في المحادثات بشأن برنامجها النووي "قبل أن لا يتبقى شيء".
وتأتي هذه التصريحات في وقت يواجه فيه المجتمع الدولي تحديات كبيرة في الحفاظ على القنوات الدبلوماسية مفتوحة وسط التصعيد العسكري.