انسحاب أميركا وسيطرة طالبان… ما مصير أفغانستان؟
انسحبت القوات الأمريكية من أفغانستان
كشف مسؤول في حركة طالبان، اليوم الجمعة، عن أن الحركة باتت تسيطر على 85% من أراضي أفغانستان، الأمر الذي يتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية، بما فيها القوات الأميركية، من البلاد، بعد قتال دام لنحو 20 عامًا في البلاد.
وجاءت تصريحات شهاب الدين ديلاوار، المسؤول في حركة طالبان الإرهابية، خلال تواجده في العاصمة الروسية موسكو، لتؤكد أن الانسحاب الأميركي من أفغانستان، علاوة على مساعدات إيران المستمرة للحركة الإرهابية، ستساعد طالبان في فرض السيطرة على كافة المناطق الأفغانية.
واعتبر المحللون أن الانسحاب الأميركي من أفغانستان كان بمثابة الخطوة الأولى التي شجعت طالبان في مساعيها للسيطرة على مناطق جديدة في أفغانستان. وزاد من سرعة انتشار الحركة المساعدات الإيرانية للحركة الإرهابية، لتدمير جارتها أفغانستان.
نظام إيران وطالبان.. سيناريو آخر لحرب العراق
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت تقريراً للكاتبة كارلوتا جال، والذي كشفت فيه عن الكثير من التفاصيل بشأن تطور العلاقات بين السلطات الحاكمة في إيران وحركة طالبان الأفغانية.
وأوضحت الكاتبة كيف انقلب العداء المستحكم بين نظام الولي الفقيه في طهران والحركة الأصولية المتشددة، التي سيطرت على أفغانستان حتى أطاح بها التدخل الأميركي في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، إلى تعاون على مستويات التدريب والتمويل والتسليح.
كما أشار التقرير إلى أن «سيناريو» أفغانستان يشبه ما حدث في العراق بعد 2003، عندما لم تعارض طهران الغزو الأميركي، لكنها أخذت تسعى لاستنزاف القوات الأميركية وابتزازها بمجرد أن حققت واشنطن لها مبتغاها بإسقاطها نظام صدام حسين، وتسليمها السلطة في بغداد للقوى المحسوبة على إيران والمدعومة منها.
نجاد يكشف دعم إيران لطالبان
وأعادت انتقادات الرئيس الإيراني الأسبق عن التيار المتشدد، محمود أحمدي نجاد، عن ضلوع بلاده في تمويل الحركة الإرهابية طالبان، معتبرًا أن ذلك التواطؤ الإيراني مع الإرهاب هو ظلم كبير يتعرض له الشعب الأفغاني.
ووجه نجاد انتقادات إلى المسؤولين في النظام الإيراني، بسبب دعمه لحركة طالبان الأفغانية التي باتت تسيطر على مساحات واسعة من البلاد في ظل انسحاب القوات الأميركية والأجنبية، وقال نجاد وهو عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام (أحد أجهزة الحكم في إيران): "طالبان تهاجم الشعب الأفغاني بالمال والسلاح من دول أخرى".
وخلال مقطع فيديو نشره موقع "دولت بهار" التابع له، مساء الخميس، اعتبر الرئيس الإيراني الأسبق أن "تسمية إيران نفسها بالدولة الإسلامية، كذبة وخيانة للإسلام"، مضيفًا أن "أبناء الثقافة الأفغانية وقعوا في قبضة السياسات الشريرة للقوى العظمى ودول المنطقة".
تمويل وأسلحة
كما انتقد نجاد "تورط دول المنطقة، من بينها إيران في أفغانستان"، قائلاً: "إذا كانت هذه الدول متعاطفة مع الشعب الأفغاني، فعليها بدلا من بيع الأسلحة وتمويل الجماعات المسلحة، أن تستثمر في الزراعة والصناعة والمصانع في أفغانستان".
وحذر الرئيس الإيراني الأسبق، من أن "الشعب الأفغاني يتعرض لظلم كبير"، وقال في هذا الصدد: "الكل يتدخل، الكل يتحدث، الكل يريد إسناد المهام لشعب أفغانستان، والغائب الوحيد عن المشهد هو شعب أفغانستان".
كما كشف نجاد عن سياسة إيران الداعمة لطالبان، وكيف أنهم جهزوا حركة طالبان بالمال والسلاح، قائلا: إن "التدخل في أفغانستان مخالف لآراء الشعب الإيراني، المحب للسلام وصديق للأمم الأخرى التي تعترف بالحقوق الأساسية للأمم، ولا تقتنع بتدخل أحد أو أي حكومة أو سلطة في شؤون الآخرين، وخاصة الأمة الأفغانية".
قادة طالبان في إيران
وتتزامن تصريحات محمود أحمدي نجاد مع تواجد مجموعة من قادة طالبان في طهران لإجراء محادثات مع مسؤولين في إيران وممثلين عن الحكومة الأفغانية.
وتأتي الزيارة في الوقت الذي أعلنت فيه طالبان استيلاءها على إسلام قلعة، أهم معبر حدودي أفغاني مع إيران يقع في ولاية هرات في غرب البلاد، بينما يواصل مقاتلو الحركة هجومهم في جميع أنحاء البلاد.
وبحسب "فرانس برس"، قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، إن "معبر إسلام قلعة الحدودي تحت سيطرتنا الكاملة وسنعيد تشغيله اليوم الجمعة".
كما أفادت مصادر إخبارية في ولاية هرات غربي أفغانستان، بأن طالبان استولت، مساء الخميس، على معبر "إسلام قلعة" الحدودي على الحدود مع إيران.
من جهة أخرى، قال مسؤولو الجمارك الإيرانيون، توقف تجارة إيران مع هذا البلد الواقع على حدود دوغارون وماهيرود؛ بسبب التطورات الجارية اليوم في أفغانستان.
رسائل تفضح سياسة خامنئي تجاه أفغانستان
بينما اعتبرت صحيفة "إندبندنت" في نسختها الناطقة بالفارسية، أن "انتقادات نجاد موجهة بشدة لسياسة المرشد علي خامنئي تجاه أفغانستان"، في إشارة إلى سياسات نشر الإرهاب لتفكيك الدولة قبيل السيطرة عليها أو تمديد النفوذ الإيراني إلى داخلها.
ثلثا الحدود مع طاجيكستان في يد طالبان
كذلك، حذرت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، من أن حركة طالبان تسيطر حالياً على أكثر من ثلثي الحدود بين أفغانستان وطاجيكستان.
وقالت وكالة الإعلام الروسية "إنترفاكس": إن موسكو دعت كل أطراف الصراع في أفغانستان لضبط النفس، مؤكدة أن روسيا ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها موسكو ستتحركان بحسم لمنع أي اعتداء أو استفزاز على الحدود.