المغرب.. صدمات متتالية لـ الإخوان ومشروعهم التنموي الوهمي
تتلقي جماعة الإخوان ومشروعهم التنموي الوهمي في المغرب ضربات موجعة
بعد مصر وتونس انهار نظام الإخوان الإرهابي في المغرب، فلا يفيق حزب العدالة والتنمية الإخواني في المغرب من صدمة تلقيه صفعة شعبية حتى تباغته أخرى تؤكد تراجُع شعبيته وتراجُع مصداقيته لدى الشعب المغربي فخلال 10 سنوات من الخداع ورغم الاستقرار الذي وفره الملك المغربي محمد السادس للتجربة الإخوانية إلا أن التنظيم المتطرف فشل في إدارة البلاد ليلقي به الشعب إلى القاع.
انهيار حتمي
طيلة العشر السنوات الماضية، قام الحزب ببيع الأوهام للشعب المغربي، ولم يحقق منها سوى شيء واحد وهو ثراء القيادات، فالسنوات العشر العجاف التي عاشها المغاربة في ظل قيادة الحزب الإخواني للشأن الحكومي، انتهت بعقاب ديمقراطي شديد عبر صناديق الاقتراع، التي هوت بالحزب من مقدمة الأحزاب في البرلمان من حيث عدد المقاعد، إلى ذيلها، بعدد لا يستطيع به الحصول حتى على فريق برلماني.
صفعة أخرى كانت أكثر قسوة خلال انتخابات سبتمبر الماضي، حيث فشل حزب العدالة والتنمية في حصد مقعد انتخابي في الانتخابات التكميلية الأخيرة بكل من مدينتي مكناس والحسيمة، حيث عمّقت نتائج الانتخابات هزيمة الحزب الإخواني، خاصة وأنها شهدت جولات كبيرة لقيادات الحزب، وعلى رأسهم عبد الإله بن كيران، الذي عجز عن المساهمة في حصول مُرشحيه ولو على مقعد واحد.
الانتخابات كانت أول استحقاق يخوضه حزب العدالة والتنمية بقيادة عبد الإله بن كيران، وتأتي في خضم حملة مُغرضة تقوم بها جهات ما ضد رئيس الحكومة الحالي وحزبه، والنتائج تؤكد مسألتين، الأولى تتعلق بنجاح الحكومة على الرغم من الظروف الصعبة المتمثلة في التداعيات الاقتصادية السلبية لكورونا، ومخلفات التوتر الروسي الأوكراني، وأيضاً موجة الجفاف غير المسبوقة التي تعيشها البلاد".
فشل الإخوان
يقول سامح عيد، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، تجربة المغرب تجربة مميزة لأن في المغرب الملك محمد السادس استبق الربيع العربي بفترة وأعطى الإخوان الحكم وحكموا 10 سنوات، بدون أي مشاكل أو تظاهرات ولكن حدثت انتكاسة بعد 10 سنوات وفشلوا في تحقيق آمال الشعب والملك المغربي أعطى لهم الحكم لمدة دورتين 10 سنوات في ظل حالة من الاستقرار، في توقيت تعيش فيه الجزائر عشرية سوداء، وتنهار الأنظمة في تونس ومصر وسوريا واليمن.
وأكد عيد في تصريحات خاصة لـ "العرب مباشر"، في المغرب كان الوضع مستقراً والبلد مليئة بالخيرات والثروات، وتملك بنية تحتية ومقومات سياحية جيدة وبعد 10 سنوات لم يحققوا آمال الشعب، سواء القضاء على البطالة أو زيادة الرفاهية، بل فشل الإخوان تمامًا.
خداع من البداية
وأشار الباحث في الشؤون الإسلامية، إلى أن تنظيم الإخوان فشل اقتصاديًا بعد حكم لمدة دورتين كنظام برلماني، في النهاية الشعوب لا يهمها الشعارات بقدر ما يهمها الحلول الواقعية، وهي أكبر تجربة فاضحة للمشروع الخاص بـ "الإسلام هو الحل" حيث لم تكن هناك أي معوقات على حكومة العدالة والتنمية "الذراع السياسي لجماعة الإخوان" حتى تنهض بالدولة، وكعادة تنظيم الإخوان اعتمد منذ البداية على الخداع فكان اسم الحزب على غرار الحزب الحاكم في تركيا، ليوحي للشعب المغربي بتكرار نجاح التجربة التركية - والتي صمدت في البداية ثم أثبتت فشلها خلال الفترة الأخيرة - ونقل المغرب لحالة من الازدهار الاقتصادي مثل تركيا، وأضاف عيد، هم أخذوا الاسم وبريقه والمصوّت في المغرب أغراه الاسم مثل تركيا تمامًا، لكن العالم العربي شيء آخر.