محلل لبناني: غارات الضاحية رسالة إسرائيلية مزدوجة.. وسلاح حزب الله يعود إلى دائرة الاشتباك السياسي
محلل لبناني: غارات الضاحية رسالة إسرائيلية مزدوجة.. وسلاح حزب الله يعود إلى دائرة الاشتباك السياسي

أعادت الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي لحزب الله، الجدل من جديد حول سلاح الحزب ودوره في المشهد اللبناني المعقد.
ووفق مصادر أمنية لبنانية، فإن الغارات التي وقعت فجر اليوم، استهدفت مواقع يُشتبه في استخدامها لتخزين معدات عسكرية أو كمراكز اتصال؛ ما أدى إلى دمار جزئي في عددٍ من الأبنية، دون الإعلان عن وقوع ضحايا.
وأثارت الهجمات ردود فعل واسعة داخل لبنان، إذ حذر سياسيون من أن التصعيد قد يجر البلاد إلى مواجهة مفتوحة، في وقت يعاني فيه اللبنانيون من أزمة اقتصادية خانقة.
كما أعادت هذه التطورات النقاش الداخلي حول سلاح "حزب الله"، الذي يرى فيه خصومه تهديدًا لسيادة الدولة وسببًا للتوتر الدائم مع إسرائيل، بينما يعتبره الحزب "سلاح مقاومة" ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ويرى مراقبون، أن الغارات الأخيرة تؤشر إلى مرحلة أكثر تصعيدًا، في ظل التوترات المتزايدة على الجبهة الجنوبية، ما يضع سلاح "حزب الله" في صلب معادلة الأمن القومي والسياسي اللبناني.
قال المحلل السياسي اللبناني الدكتور ميخائيل عوض: إن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت فجر اليوم، تمثل "رسالة مزدوجة" من تل أبيب، هدفها الضغط الميداني والنفسي على حزب الله، وإرباك المشهد السياسي اللبناني في توقيت بالغ الحساسية.
وأضاف عوض - في تصريح خاص للعرب مباشر-، أن الضاحية لم تكن هدفًا عسكريًا بالمعنى المباشر، بقدر ما كانت "رمزًا سياسيًا"، موضحًا أن الاستهداف يحمل دلالات تتعلق بمحاولة كسر معادلة الردع التي أرساها حزب الله منذ سنوات، وإعادة تسليط الضوء على سلاحه في الداخل اللبناني، في ظل ازدياد الدعوات الغربية والعربية لنزع سلاحه أو دمجه في الدولة.
واعتبر أن التصعيد الإسرائيلي "ينذر بتوسيع رقعة المواجهة"، وقد يكون تمهيدًا لمراحل أكثر حساسية في الصراع الإقليمي، خاصة إذا ترافق مع تحركات مشابهة في الجنوب اللبناني أو في سوريا.
وأشار أن توقيت الغارات يأتي أيضًا في ظل انسداد الأفق السياسي في لبنان، واستمرار الشغور الرئاسي، مما يجعل أي تصعيد أمني أكثر خطورة، لأنه قد يُستخدم لتغيير قواعد الاشتباك أو جرّ لبنان إلى صراعات لا يحتملها في ظل أزمته الاقتصادية الخانقة.
وختم عوض بالقول: إن سلاح "حزب الله" عاد اليوم إلى واجهة المشهد، ليس فقط كقضية عسكرية، بل كأحد أبرز عناصر التوازن السياسي اللبناني، ما يعزز الانقسام الداخلي ويزيد من تعقيدات المرحلة المقبلة.