تصعيد خطير بين طالبان وباكستان.. غارات متبادلة تعمق التوترات الحدودية

تصعيد خطير بين طالبان وباكستان.. غارات متبادلة تعمق التوترات الحدودية

تصعيد خطير بين طالبان وباكستان.. غارات متبادلة تعمق التوترات الحدودية
التوترات بين باكستان وطالبان

أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، أن قوات تابعة لحركة طالبان استهدفت عدة نقاط داخل باكستان، في ردٍ على غارات جوية شنتها إسلام آباد على الأراضي الأفغانية قبل أيام.

ولم تذكر الوزارة باكستان صراحةً في بيانها، لكنها أشارت إلى تنفيذ الضربات "وراء الخط الافتراضي"، في إشارة إلى الحدود المتنازع عليها بين البلدين. 

وأكدت الوزارة، أن المناطق المستهدفة تمثل مراكز ومخابئ لعناصر "شريرة"، قالت إنها مسؤولة عن هجمات نُفذت جنوب شرق أفغانستان.

من جانبه، رفض المتحدث باسم الوزارة، عناية الله خوارزمي، تأكيد استهداف الأراضي الباكستانية بشكل مباشر، قائلاً: "نحن لا نعتبرها أراضٍ باكستانية، لكنها كانت على الجانب الآخر من الخط الافتراضي.

الجيش الباكستاني يتهم طالبان بتوفير ملاذات آمنة 

في المقابل، اتهم الجيش الباكستاني حركة طالبان الأفغانية بالتقاعس عن اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الجماعات المسلحة التي تنفذ هجمات على باكستان انطلاقاً من الأراضي الأفغانية.

وصرح اللواء أحمد شريف شودري، مدير العلاقات العامة في الجيش الباكستاني، بأن الأدلة تشير إلى وجود ملاذات آمنة للإرهابيين داخل أفغانستان. 

وأضاف: "ندين بشدة استخدام الأراضي الأفغانية من قبل الجماعات الإرهابية وأنصارها". 

مقتل العشرات وتصعيد دولي 


التوتر تصاعد بشكل حاد بعد أن نفذت باكستان غارات جوية على ولاية باكتيكا الأفغانية، مستهدفة ما وصفته بمخابئ حركة "طالبان باكستان"، وأسفرت الغارات عن مقتل 46 شخصاً، بينهم 20 طفلاً، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، ودعت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان "يوناما" إلى تحقيق دولي لمحاسبة المسؤولين عن الحادث. 

توتر سياسي ومواقف متباينة 


وفي ظل تصاعد الأزمة، دعا رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف حركة طالبان إلى وقف دعم الجماعات المسلحة، محذراً من أن "النهج المزدوج لطالبان تجاه باكستان يتجاوز الخط الأحمر".

 وأضاف: أن استمرار مثل هذه السياسات قد يؤدي إلى تدهور العلاقات بين الجارتين.

من جهتها، نفت طالبان الأفغانية الاتهامات الباكستانية، مؤكدة أن حركة "طالبان باكستان" لا تعمل من داخل أراضيها، رغم تقديرات أممية تشير إلى وجود نحو 6 آلاف مقاتل تابع للحركة داخل أفغانستان. 

تداعيات إقليمية خطيرة 


تعمّق هذه التطورات التوترات بين الجارتين، وسط مخاوف من أن تؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع النطاق، خاصة مع استمرار تبادل الاتهامات بشأن الهجمات العابرة للحدود. 

كما تثير الأحداث تساؤلات حول قدرة حركة طالبان على بسط السيطرة الأمنية ومنع استخدام الأراضي الأفغانية كقاعدة للجماعات المسلحة.