التوتر الحدودي يتصاعد.. اشتباكات عنيفة بين طالبان والجيش الإيراني
التوتر الحدودي يتصاعد.. اشتباكات عنيفة بين طالبان والجيش الإيراني
اندلعت مواجهات عنيفة، فجر اليوم الأربعاء، بين قوات حرس الحدود الإيرانية وعناصر من قوات حكومة "طالبان" الأفغانية على الحدود بين البلدين؛ مما أدى إلى تصاعد التوتر في المنطقة الحدودية الحساسة، تأتي هذه الاشتباكات في وقت يشهد فيه كلا البلدين ظروفًا سياسية وأمنية متوترة، وتزيد من تعقيد العلاقات المتوترة بين إيران و"طالبان".
*سبب الاشتباكات*
اندلعت المواجهات في منطقة "هيرمند" التابعة لمحافظة "سيستان وبلوشستان" جنوب شرق إيران، وهي منطقة حدودية تعتبر بؤرة للتوترات بين إيران وأفغانستان منذ فترة طويلة.
ووفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية، بدأت المواجهات بعد اقتراب عدد من الناقلات الأفغانية من الحدود الإيرانية، مما دفع قوات حرس الحدود الإيرانية إلى التحرك للتعامل مع الوضع. تطورت الأمور بسرعة إلى اشتباك مسلح مع قوات حركة "طالبان" المتواجدة في المنطقة.
*مقتل سائق يشعل التوتر*
واحدة من النقاط الرئيسية في هذا الصراع كانت مقتل سائق بلوشي يدعى نعيم ريجي، وهو شاب يبلغ من العمر 26 عامًا من قرية "خاتم غولجايي" في "ساسولي"، كان يعمل في نقل الوقود على الحدود.
ووفقًا لموقع "رصد بلوشستان"، كان السائق يعمل ضمن الناقلات التي تقترب من الحدود عندما وقع إطلاق النار، أدى مقتله إلى تصاعد التوترات بين الطرفين، حيث ردت قوات "طالبان" بإطلاق النار على القوات الإيرانية.
*التوترات الحدودية*
منذ سيطرة حركة "طالبان" على أفغانستان في عام 2021، شهدت الحدود بين إيران وأفغانستان سلسلة من الاشتباكات المتكررة بين الطرفين، مما يعكس العلاقات المتوترة بين الدولتين.
وعلى الرغم من أن كلا الطرفين لم يصدر بيانات رسمية حول الاشتباكات الأخيرة، إلا أن التقارير تشير إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق وأن شهدت المنطقة عدة مواجهات مماثلة.
*تداعيات ومخاوف*
من جانبهم، يرى مراقبون أن تصاعد التوتر بين إيران و"طالبان" قد يكون مرتبطًا بمصالح متعارضة على المستوى الاقتصادي والجيوسياسي، فإيران تسعى إلى الحفاظ على استقرار حدودها الجنوبية الشرقية وتأمين تدفق السلع والطاقة بين البلدين، بينما تحاول "طالبان" فرض سيطرتها الكاملة على المناطق الحدودية.
هذه الاشتباكات قد تؤدي إلى تفاقم التوترات في المنطقة، خاصة مع استمرار حالة عدم الاستقرار في أفغانستان منذ تولي "طالبان" الحكم.
وأكد المراقبون، أن التوترات على الحدود الإيرانية-الأفغانية قد تؤدي إلى تداعيات إقليمية أوسع. فإيران، التي تعاني بالفعل من ضغوط داخلية بسبب الاحتجاجات والاضطرابات الاقتصادية، قد تجد نفسها مجبرة على التعامل مع تصعيد عسكري على حدودها الشرقية.
من جانب آخر، تواجه "طالبان" تحديات داخلية وخارجية متزايدة، وقد تعتبر هذه الاشتباكات اختبارًا جديدًا لقدرتها على إدارة العلاقات الخارجية، خاصة مع جيرانها الأقوياء.
*خلفية تاريخية للصراع الإيراني-الأفغاني*
الصراع على الحدود بين إيران وأفغانستان يعود إلى عقود من الزمن، حيث لطالما شكلت منطقة "سيستان وبلوشستان" بؤرة توتر بين البلدين.
تعتبر المنطقة معبرًا حيويًا لتجارة الوقود والسلع الأخرى، لكنها أيضًا منطقة نزاع بين القبائل المحلية والمليشيات المختلفة.
إيران، التي تعتمد على استقرار حدودها الشرقية لضمان أمنها الداخلي، قد تجد نفسها مجبرة على تعزيز وجودها العسكري في المنطقة إذا استمرت هذه الاشتباكات.