قيود تأشيرات أمريكية تهدد حضور البرازيليين لمونديال 2026.. وسط تصاعد التوترات مع واشنطن
قيود تأشيرات أمريكية تهدد حضور البرازيليين لمونديال 2026.. وسط تصاعد التوترات مع واشنطن

قبل أقل من عام على انطلاق نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بدأت تلوح في الأفق أزمة دبلوماسية جديدة قد تؤثر على مشاركة الجماهير من دولة محورية في عالم كرة القدم: البرازيل.
إذ تشير تقارير إعلامية، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس فرض قيود مشددة على منح تأشيرات الدخول للمواطنين البرازيليين، وهو ما قد يعرقل سفر الآلاف من مشجعي "السامبا" إلى الملاعب الأمريكية لمتابعة الحدث الأهم في عالم الساحرة المستديرة.
توتر سياسي متصاعد بين واشنطن وبرازيليا
وتأتي هذه التطورات في ظل توتر سياسي متصاعد بين واشنطن وبرازيليا، على خلفية قرارات اقتصادية فرضت بموجبها الولايات المتحدة رسومًا جمركية باهظة على الصادرات البرازيلية.
ففي أبريل الماضي، أعلن ترامب عن تعريفة جمركية بنسبة 10% على السلع البرازيلية، ليرتفع الرقم لاحقًا إلى 50%، ما اعتبره الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا مساسًا بسيادة بلاده وتعاملًا غير ودي يستدعي الرد.
وفيما لم يصدر تعليق رسمي من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشأن هذه الإجراءات، أفادت شبكة "سي إن إن"، بأن بعض أعضاء مجلس الشيوخ البرازيليين واجهوا بالفعل قيودًا غير معتادة في منح التأشيرات خلال زيارتهم الأخيرة للولايات المتحدة، شملت تقليص مدة الإقامة المسموح بها، ما يشير إلى بدء تنفيذ تلك السياسات على نطاق محدود.
ورغم أن اللاعبين والمدربين والفرق المشاركة في البطولة لا تشملهم هذه القيود، إلا أن القاعدة قد تؤثر على الجمهور البرازيلي، الذي يُعرف بشغفه الكبير بكرة القدم، وتُعتبر مشاركته جزءًا لا يتجزأ من طابع المونديال وأجوائه.
وفي ظل غياب ضمانات حتى الآن بشأن استثناء الجماهير من هذه الإجراءات، تتصاعد المخاوف من أن تتحول المناسبة الرياضية الكبرى إلى ساحة جديدة للخلافات السياسية بين بلدين لهما وزن عالمي.
ويزيد من تعقيد المشهد التداخل بين الملفين الرياضي والسياسي، حيث رُصدت علاقات وثيقة بين ترامب ورئيس الفيفا جياني إنفانتينو في مناسبات عدة، كان آخرها ظهورهما معًا خلال كأس العالم للأندية، ما يثير تساؤلات حول مدى إمكانية تدخل الاتحاد الدولي لحماية حقوق المشجعين، أو على الأقل ضمان عدم تسييس التظاهرة الرياضية.
ومن ناحية أخرى، يظل الجدل مفتوحًا بشأن قدرة البرازيل على التأثير دبلوماسيًا في تغيير هذا المسار، خاصة في ظل إدارة أمريكية تميل إلى السياسات الحمائية والصرامة في ملفات الهجرة والأمن القومي.