مع زيادة الانتهاكات الحوثية في اليمن، وجَّه عدد من منظمات حقوقية دعوات للمجتمع الدولي لممارسة المزيد من الضغوط على ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران للالتزام بالهدنة وتنفيذ كافة بنودها وإيقاف الجرائم التي ترتكبها عناصرها المسلحة ضد المدنيين من أبناء الشعب اليمني بشكل يومي.

استغلال الهدنة 

طالبت المنظمات المجتمع الدولي بفرض مزيد من الضغوط على ميليشيا الحوثي الانقلابية باعتبارها الطرف المعرقل لتنفيذ بنود الهدنة الأممية المعلنة منذ إبريل الماضي وتم تمديدها لشهرين إضافيين، إلا أن غياب الالتزام الحوثي بالهدنة يزيد الأمور صعوبة حيث تستغل وقت الهدنة في تنظيم صفوفها وجمع الإتاوات وزيادة مصادر دخلها بالإضافة إلى الخروقات اليومية والجرائم الإنسانية التي ترتكب بشكل يومي.

انتهاكات الحوثي

من جانبه، يقول أدريان كالاميل، المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط والجماعات الإرهابية: إن ميليشيا الحوثي تحاول الاستفادة من الهدنة لترتيب صفوفها، مؤكدًا أن عناصر الحوثي رغم فتح مطار صنعاء وكذلك السماح للسفن بالوصول إلى ميناء الحديدة، إلا أن عناصر الحوثي لم تلتزم بشيء من البنود المتفق عليها حتى الآن، مضيفًا "أن الحوثي لا يزال متعنتًا ولم يفتح الطريق الذي هو شرط أساسي في بنود الهدنة الأممية رغم مرور أربعة أشهر منذ بداية الهدنة"، وهو ما أكده الكاتب والإعلامي عبدالله إسماعيل، حيث أكد أن الاعتداءات الحوثية لم تتوقف بالصواريخ الباليستية والطيران المسير على أبناء الشعب اليمني وهذا مخالف لأهداف الهدنة التي نصت على وقف نزيف الدم اليمني، مضيفًا أن الميليشيات الحوثية مستمرة في خروقاتها للهدنة الأممية ونهب المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرتها وحرمان الآلاف من المستحقين والمستفيدين من تلك المساعدات. 

 
ملايين في خطر

في السياق ذاته، أكد أحمد جباري، الحقوقي والباحث اليمني أن ميليشيا الحوثي الإرهابية ترتكب أبشع الجرائم الإرهابية وسط صمت دولي، وذلك يدين المجتمع الدولي جرّاء ما تفعله تلك الميليشيا الإرهابية من جرائم عديدة في مناطق اليمن.
 
وأضاف الحقوقي اليمني في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن الانتهاكات الحوثية طالت الأطفال والنساء دون أي اعتبارات إنسانية، بالإضافة إلى الإتاوات والسيطرة على ممتلكات الشعب اليمني وهو ما أثار الغضب الشعبي تجاه تلك الجرائم التي تقوم بها ميليشيا الحوثي وسط صمت دولي، وطالب جباري المجتمع الدولي بفرض مزيد من الضغوط على الطرف المعرقل لتنفيذ بنود الهدنة الأممية وهم ميليشيا الحوثي من خلال فرض العقوبات الصارمة ضد  هذه الميليشيا، مؤكدًا أن إصرار ميليشيا الحوثي على انتهاك الهدنة في مختلف جبهات القتال، وتصعيدها مؤخراً من عملياتها ضد الأعيان المدنية في تعز وعدد من المناطق اليمنية المختلفة يهدد ملايين اليمنيين في ظل تراكم الأزمات الاقتصادية وأزمات الغذاء والدواء في اليمن.