الجالية المسلمة في ميشيغان.. هل تصدق وعود ترامب الانتخابية بإنهاء الصراع في الشرق الأوسط؟

الجالية المسلمة في ميشيغان.. هل تصدق وعود ترامب الانتخابية بإنهاء الصراع في الشرق الأوسط؟

الجالية المسلمة في ميشيغان.. هل تصدق وعود ترامب الانتخابية بإنهاء الصراع في الشرق الأوسط؟
ترامب

في سباق العودة إلى البيت الأبيض، يحاول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب استغلال كل فرصة للتواصل مع قواعد انتخابية جديدة، خصوصًا مع المجتمع المسلم في ولاية ميشيغان.

 هذه الولاية، التي تعتبر من أبرز الولايات المتأرجحة في الانتخابات، تحتضن واحدة من أكبر الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة. 

في محاولة لكسب أصوات هذه الجالية المؤثرة، أطلق ترامب وعدًا مثيرًا بالعمل على إنهاء الصراع في الشرق الأوسط. هذا الوعد يأتي في سياق إستراتيجي أكبر، حيث يسعى ترامب إلى تحسين صورته بين الأقليات التي تعرضت لانتقاداته العلنية خلال رئاسته الأولى.

 ومع اقتراب موعد الانتخابات، تطرح عدة أسئلة حول مدى جدية هذا الوعد وقدرته على تغيير مواقف الناخبين المسلمين تجاه ترامب، خاصة في ظل سجل حافل من القرارات المثيرة للجدل المتعلقة بالمنطقة.

*وعود جديدة*


دونالد ترامب، منذ توليه منصب الرئاسة في عام 2017، كان له تأثير واضح في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. 
من أبرز محاولاته السابقة كانت تلك المتعلقة باتفاقيات "السلام" بين دول عربية وإسرائيل، المعروفة باسم "اتفاقيات إبراهيم".

رغم أنها حققت بعض النجاحات على مستوى الدبلوماسية، إلا أن ترامب واجه انتقادات حادة من المسلمين حول العالم بسبب مواقفه الصارمة تجاه القضية الفلسطينية، بما في ذلك قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. ومع اقتراب انتخابات 2024، يعود ترامب ليطرح وعودًا جديدة قد تكون محاولة لكسب أصوات جديدة، خصوصًا بين الجالية المسلمة في ميشيغان.

ميشيغان ليست فقط ولاية صناعية رئيسية، بل هي أيضًا ساحة انتخابية حاسمة، تضم الولاية نسبة كبيرة من المسلمين الأمريكيين، ومعظمهم من خلفيات عربية، حيث تشكل قضايا الشرق الأوسط، وعلى رأسها فلسطين، أهمية قصوى لهم. 

في انتخابات 2020، أدلى العديد من أفراد هذه الجالية بأصواتهم لصالح جو بايدن، في محاولة لوقف السياسات التي تبناها ترامب والتي وُصفت بالتمييزية.

ومع ذلك، فإن ميشيغان تبقى ولاية متأرجحة، والمرشح الذي ينجح في استمالة أصوات الأقليات قد يكون له فرصة كبيرة للفوز بها.

*مواقف ترامب من الشرق الأوسط*


سجل ترامب في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط ليس بالأمر الخفي، من اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل إلى دعمه غير المحدود لسياسات إسرائيل، وقراراته المتعاقبة بفرض عقوبات مشددة على إيران، كلها ساهمت في رسم صورة سلبية له في أوساط المسلمين في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، فإن وعوده الحالية بإنهاء الصراع الشرق أوسطي قد تكون محاولة لإعادة تشكيل هذه الصورة. 

يبقى السؤال هنا، هل يستطيع ترامب إقناع الجالية المسلمة في ميشيغان بأن وعوده هذه المرة ستكون مختلفة؟

*مدى الالتزام بتنفيذ الوعود*


تاريخ ترامب في الوفاء بوعوده، خاصة تلك المتعلقة بالسياسة الخارجية، يظهر مزيجًا من النجاحات والإخفاقات. وعلى الرغم من نجاحه في تحقيق بعض التغييرات الجوهرية في الشرق الأوسط، فإن جزءًا كبيرًا من المجتمع المسلم في الولايات المتحدة ما يزال ينظر إلى سياساته بشكوك.

في هذا السياق، يبدو أن وعوده الجديدة حول إنهاء الصراع في الشرق الأوسط قد لا تكون كافية لتغيير هذه النظرة، خاصة في ظل التوترات المستمرة في المنطقة والمواقف المتشددة التي اتخذها خلال فترة رئاسته.

من جانبه، يعتبر د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن وعد ترامب بإنهاء الصراع في الشرق الأوسط هو محاولة واضحة لكسب الأصوات المسلمة في ميشيغان، لكنه يرى أن هذا الوعد يواجه تحديات كبيرة على المستوى الواقعي.

وأوضح فهمي - في حديثه لـ"العرب مباشر"-، إن سجل ترامب السابق في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، خصوصًا دعمه غير المشروط لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لا يُطمئن الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة. 

وأشار إلى أن المجتمع المسلم، خاصة في ولايات مثل ميشيغان، يهتم ليس فقط بالقضايا الخارجية مثل فلسطين، بل أيضًا بالسياسات الداخلية التي تؤثر على حقوقهم المدنية ووضعهم الاجتماعي في البلاد.

ويعتقد فهمي أن ترامب يحاول إعادة تلميع صورته السياسية، لكنه سيواجه صعوبة في إقناع المسلمين الذين يشعرون بالإحباط من سياساته السابقة.

"الوعود الانتخابية وحدها ليست كافية".. يقول د. طارق فهمي: "الناخبون المسلمون يطلبون رؤية تغييرات حقيقية ومستدامة في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وحقوقهم داخل الولايات المتحدة". 

يرى فهمي، أن هذه الاستراتيجية قد تحقق بعض النجاح في استقطاب أصوات المسلمين المحافظين، لكنها لن تكون كافية لتغيير موقف الأغلبية منهم.

الجالية المسلمة في ميشيغان، التي تتألف بشكل رئيسي من مهاجرين عرب وجنسيات أخرى، تركز بشكل كبير على قضايا مثل القضية الفلسطينية، كما أن قضية الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة تعد من الأولويات بالنسبة لهذه الجالية، خاصة في ظل التصريحات المعادية للمسلمين التي أدلى بها ترامب خلال حملته الانتخابية الأولى.
الوعد الجديد من ترامب بإنهاء الصراع في الشرق الأوسط قد يكون محاولة للتقرب من هذه الجالية، لكن يبقى التحدي في مدى استعداده لتغيير مواقفه السابقة بشكل جذري.
قد يكون الوعد بإنهاء صراع الشرق الأوسط خطوة إستراتيجية من ترامب لمحاولة كسب أصوات الجالية المسلمة، ولكن مدى فعالية هذه الاستراتيجية يظل موضع تساؤل. الجالية المسلمة في ميشيغان ليست فقط معنية بالقضايا الخارجية، بل تتطلع أيضًا إلى رؤية سياسات داخلية أكثر عدالة وإنصافًا، خصوصًا فيما يتعلق بحقوق الأقليات والحريات المدنية. لذلك، فإن أي محاولة لاستقطاب هذه الأصوات يجب أن تأخذ في الاعتبار الصورة الكاملة وليس مجرد وعود خارجية.
في هذ السياق، يقول د. محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية، أن وعد ترامب بإنهاء صراع الشرق الأوسط يفتقر إلى الواقعية، مضيفًا إن ترامب لديه تاريخ طويل من الوعود الكبيرة، ولكن تنفيذ هذه الوعود غالبًا ما يكون أقل بكثير من المتوقع"
وأضاف كمال، في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن مشكلة ترامب ليست في الوعود بل في التنفيذ؛ إذ أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط يتطلب دبلوماسية معقدة وتفاهمات عميقة مع القوى الفاعلة في المنطقة، وهذا ما لم يظهر في سجل ترامب السياسي.
من زاوية أخرى، يعتبر كمال، أن ترامب يحاول استغلال قضية فلسطين لجذب الناخبين المسلمين في ميشيغان، وهي خطوة ذكية سياسيًا بالنظر إلى أهمية القضية بالنسبة لهم، مضيفًا، إلا أن هذه الجالية أصبحت أكثر وعيًا واهتمامًا بتفاصيل السياسات الأمريكية، وليس مجرد الشعارات. "الجالية المسلمة لم تعد تنخدع بالوعود الانتخابية العابرة".
وأضاف كمال، إنهم يبحثون عن التزام حقيقي يتجاوز فترة الحملة الانتخابية، ويرى أن نجاح هذه الاستراتيجية يتوقف على مدى قدرة ترامب على تقديم رؤية ملموسة تُرضي الناخبين المسلمين وتعيد بناء الثقة التي فقدها سابقًا.

Kouki:
*الجالية المسلمة*
بديل..
ترامب وحل قضايا الشرق الأوسط لإرضاء الناخبين المسلمين في ميشغان.. هل تعيد الثقة مجددًا؟

الجالية المسلمة في ميشيغان، التي تتألف بشكل رئيسي من مهاجرين عرب وجنسيات أخرى، تركز بشكل كبير على قضايا مثل القضية الفلسطينية، كما أن قضية الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة تعد من الأولويات بالنسبة لهذه الجالية، خاصة في ظل التصريحات المعادية للمسلمين التي أدلى بها ترامب خلال حملته الانتخابية الأولى.

الوعد الجديد من ترامب بإنهاء الصراع في الشرق الأوسط قد يكون محاولة للتقرب من هذه الجالية، لكن يبقى التحدي في مدى استعداده لتغيير مواقفه السابقة بشكل جذري.

قد يكون الوعد بإنهاء صراع الشرق الأوسط خطوة إستراتيجية من ترامب لمحاولة كسب أصوات الجالية المسلمة، ولكن مدى فعالية هذه الاستراتيجية يظل موضع تساؤل. 

الجالية المسلمة في ميشيغان ليست فقط معنية بالقضايا الخارجية، بل تتطلع أيضًا إلى رؤية سياسات داخلية أكثر عدالة وإنصافًا، خصوصًا فيما يتعلق بحقوق الأقليات والحريات المدنية.

 لذلك، فإن أي محاولة لاستقطاب هذه الأصوات يجب أن تأخذ في الاعتبار الصورة الكاملة وليس مجرد وعود خارجية.

في هذ السياق، يقول د. محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية: إن وعد ترامب بإنهاء صراع الشرق الأوسط يفتقر إلى الواقعية، مضيفًا: إن ترامب لديه تاريخ طويل من الوعود الكبيرة، ولكن تنفيذ هذه الوعود غالبًا ما يكون أقل بكثير من المتوقع.

وأضاف كمال، في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن مشكلة ترامب ليست في الوعود بل في التنفيذ؛ إذ أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط يتطلب دبلوماسية معقدة وتفاهمات عميقة مع القوى الفاعلة في المنطقة، وهذا ما لم يظهر في سجل ترامب السياسي.

من زاوية أخرى، يعتبر كمال، أن ترامب يحاول استغلال قضية فلسطين لجذب الناخبين المسلمين في ميشيغان، وهي خطوة ذكية سياسيًا بالنظر إلى أهمية القضية بالنسبة لهم، مضيفًا، إلا أن هذه الجالية أصبحت أكثر وعيًا واهتمامًا بتفاصيل السياسات الأمريكية، وليس مجرد الشعارات. "الجالية المسلمة لم تعد تنخدع بالوعود الانتخابية العابرة".

وأضاف كمال، إنهم يبحثون عن التزام حقيقي يتجاوز فترة الحملة الانتخابية، ويرى أن نجاح هذه الاستراتيجية يتوقف على مدى قدرة ترامب على تقديم رؤية ملموسة تُرضي الناخبين المسلمين وتعيد بناء الثقة التي فقدها سابقًا.