الجيش الإسرائيلي يمحو قرى حدودية لبنانية
الجيش الإسرائيلي يمحو قرى حدودية لبنانية
يشهد جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً ملحوظاً بين حزب الله وإسرائيل، وهو تصاعد يعد من أخطر مراحل الصراع بين الطرفين في السنوات الأخيرة، حيث يأتي هذا التصعيد وسط توتر إقليمي متزايد، خاصة بعد اغتيال قادة حزب الله ليتحول الحدث إلى نقطة تحول مهمة، إذ اعتبرته قيادة الحزب إعلاناً فعلياً للحرب، وأدى إلى رفع مستوى الاستنفار والاستعدادات العسكرية، ما جعل المنطقة على شفا مواجهة شاملة.
ومؤخراً، كان رد حزب الله على اغتيال القادة عبر إطلاق سلسلة من الهجمات الصاروخية على أهداف عسكرية إسرائيلية في مناطق الشمال، مستخدماً صواريخ دقيقة وأخرى بعيدة المدى.
واستهدفت هذه الصواريخ، مواقع حيوية وثكنات عسكرية؛ مما دفع إسرائيل إلى تنفيذ ضربات جوية مكثفة على مواقع تابعة لحزب الله في الأراضي اللبنانية.
يتركز القصف الإسرائيلي على مواقع يُعتقد أنها تحتوي على منصات إطلاق الصواريخ ومستودعات أسلحة، فيما استهدفت بعض الغارات مناطق سكنية في محاولة لاستهداف قيادات الصف الأول من الحزب.
تدمير قرى جنوب لبنان
وقد واصل الجيش الإسرائيلي سياسة محو قرى بأكملها، عبر تفخيخ مربعات سكنية وتفجيرها، وهذا تحديداً ما حصل في الساعات الماضية في بلدتي ديرسريان والعديسة، حيث تسببت تفجيرات قام بها الإسرائيليون بارتجاجات أرضية شعر بها سكان البلدات المجاورة على جانبي الحدود، ظناً منهم أنها هزة أرضية.
كما قام الجيش الإسرائيلي بتفجير وهدم منازل سكنية في أحياء قريبة من الشريط الشائك في بلدة العديسة.
وواضح أن الجيش الإسرائيلي يستكمل بذلك خطة يتبعها وتقضي بتفجير المنازل والمربعات السكنية في المنطقة الحدودية وتسويتها بالأرض، وهي خطة بدأت قبل أسبوع وجرى تنفيذها في قرى محيبيب وميس الجبل وعيتا الشعب وراميا وبليدا.
توسيع حزب الله دائرة القصف
في المقابل، وسع حزب الله دائرة قصف المدن في شمال إسرائيل، وأعلن استهدافه 5 مناطق سكنية على الأقل هي كريات شمونة ومتسوفا وجعتون ويسود همعلاه، إضافة إلى الكريوت شمال مدينة حيفا، وذلك في محاولة الضغط بالنار على الإسرائيليين.
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمر بـ400 طن من المتفجرات منشأة عسكرية استراتيجية تحت الأرض أنشأها حزب الله في جنوب لبنان، مشيراً إلى أن المنشأة كانت في نفق يصل طوله إلى أكثر من كيلومتر ونصف الكيلومتر.
كذلك، بدأ الجيش، منذ فجر السبت، بتفجير وهدم منازل سكنية في الأحياء القريبة من الشريط الشائك في بلدة العديسة. ودوى انفجاران عنيفان ترددت أصداؤهما بشكل قوي في منطقتي مرجعيون والنبطية.
ويقول الباحث السياسي، مصطفي فهد: إن الهدف الأساسي من الحرب الحالية في جنوب لبنان هو تحويل جميع المناطق الحدودية مع إسرائيل الي مناطق غير آهلة بالسكان، خاصة وأن إسرائيل تحاول بشكل عام إلى تدمير جنوب لبنان مثلما قامت بتدمير قطاع غزة الذي تحول إلى منطقة غير صالحة للعيش وهناك أكثر من عقود للعودة من جديد للقطاع أو جنوب لبنان.
وأضاف فهد - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الشعب اللبناني بدوره يريد إنهاء تواجد حزب الله ولكن ليس لمصلحة إسرائيل أو حتى مصلحة إيران، ولكن في نفس الوقت هناك مواطنين تم التضحية بهم من أجل إسرائيل، وهناك الآلاف من النازحين إلى شمال لبنان وإلى سوريا أيضاً، وكانت غالانت قد أكد أن الجيش الإسرائيلي يتقدم في مهمته لتدمير البنية التحتية للحزب على طول خط التماس، مشيرًا إلى أن الهدف النهائي هو "تنظيف" هذا القطاع بالكامل لتمكين المستوطنين من العودة إلى حياتهم الطبيعية.