خطة بلينكن.. هل تكون بوابة الاستقرار في غزة؟.. خبراء يجيبون
خطة بلينكن.. هل تكون بوابة الاستقرار في غزة؟.. خبراء يجيبون
بين أنقاض الحرب وصدى المدافع، يقف قطاع غزة على أعتاب مرحلة جديدة تتسم بالترقب والتحديات، في الوقت الذي تتسارع فيه الجهود الدولية لرسم ملامح المستقبل، تأتي خطة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كمحاولة لإعادة ترتيب الأوضاع في القطاع المحاصر، لتسلط الخطة الضوء على أبعاد الأمن، الحكم، والإعمار، في إطار رؤية تجمع بين الشراكة الدولية والإقليمية، ورغم الطموحات الكبيرة، تثير الخطة تساؤلات عميقة حول فرص نجاحها في ظل التعقيدات السياسية والأمنية التي تحيط بغزة.
*ملامح خطة بلينكن*
كشفت مصادر أمريكية عن تفاصيل خطة بلينكن لإعادة الإعمار والحكم في غزة، التي ستُعرض في خطاب أمام المجلس الأطلسي، وفقًا لـ«أكسيوس» الأمريكي.
تهدف الخطة إلى إنشاء آلية حكم تعتمد على شراكة دولية وإقليمية، بما في ذلك مشاركة دول عربية قد ترسل قوات لضمان استقرار القطاع، وتشدد الخطة على أهمية إصلاح السلطة الفلسطينية ودمجها كجزء أساسي من أي حكومة مستقبلية.
في الوقت ذاته، تُعارض الخطة أي شكل من أشكال الاحتلال الإسرائيلي الدائم أو تقليص أراضي القطاع، مع رفض النقل القسري للسكان.
ورغم ذلك، تواجه الخطة صعوبة في إقناع الحكومة الإسرائيلية، التي ترى أن دور الدول العربية قد يكون أكثر فعالية مقارنة بدور السلطة الفلسطينية.
*مفاوضات وقف إطلاق النار*
وسط استمرار المفاوضات في الدوحة بوساطة أمريكية مصرية وقطرية، يقترب الطرفان، إسرائيل وحماس، من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم.
ويُعتقد أن الاتفاق سيكون نقطة انطلاق لتنفيذ المرحلة الثانية من خطة غزة، التي تهدف إلى تحقيق استقرار دائم، وإنهاء النزاع، وتمهيد الطريق لبدء إعادة الإعمار.
الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أكد أن إدارته القادمة ستعمل على دعم هذه الجهود، مشيرًا إلى أهمية الانتقال السلس بين الإدارتين لضمان نجاح الخطة.
*التحديات والخلافات*
لم تخل خطة بلينكن من الجدل داخل وزارة الخارجية الأمريكية.
فقد أبدى مسؤولون مخاوفهم من أن تكون الخطة مُصممة لخدمة مصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على حساب السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس.
كما أشار مسؤولون إلى قائمة طويلة من التحفظات قدمتها السلطة الفلسطينية حول الخطة، حيث اعتبرتها تقليلًا من دورها التاريخي والسياسي.
وعين بلينكن مستشاره جيمي روبين لإدارة الخطة، الذي أجرى زيارات مكوكية إلى إسرائيل والضفة الغربية للتفاوض مع الأطراف المعنية.
ورغم ذلك، أبدت السلطة الفلسطينية تحفظات كثيرة؛ مما يعكس صعوبة تحقيق توافق دولي وإقليمي حول تفاصيل التنفيذ.
*آفاق التنفيذ*
تشير التحليلات، أن نجاح الخطة يعتمد بشكل كبير على تحقيق توافق دولي وإقليمي، خاصة مع وجود تباين واضح في مواقف الأطراف المعنية.
ورغم الدعم الأمريكي المتوقع من إدارة ترامب، يبقى التساؤل حول قدرة الخطة على معالجة جذور الأزمة، وليس فقط نتائجها.
من جانبه، يقول د. محمد المنجي، أستاذ العلوم السياسية: إن خطة بلينكن لإعادة الإعمار والحكم في غزة تُظهر إدراكًا جزئيًا لتعقيدات الوضع، لكنها تفتقر إلى تصور شامل يعالج جذور الأزمة.
وأوضح المنجي - في تصريحات لـ"العرب مباشر"-، أن التركيز على إشراك الدول العربية قد يكون إيجابيًا من حيث تعزيز الاستقرار، لكنه لا يعالج التوترات بين السلطة الفلسطينية وحماس، ولا يقدم ضمانات كافية لاستقلالية القرار الفلسطيني.
وأشار، أن غياب رؤية متكاملة لإعادة توحيد الصف الفلسطيني يشكل عقبة رئيسية أمام نجاح الخطة، خاصة مع استمرار الانقسام الداخلي.
وأضاف: أي خطة دولية تهمش الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وتقلل من دوره السياسي ستكون مصيرها الفشل، لأنها تعالج النتائج وليس الأسباب، موضحًا أن تحقيق الاستقرار يتطلب توافقًا دوليًا يضمن حقوق الفلسطينيين المشروعة، بما في ذلك رفع الحصار وإعادة بناء البنية التحتية بشكل يتجاوز الإغاثة المؤقتة إلى تنمية مستدامة.