ترامب.. لقاء قريب مع بوتين.. هل يشهد العالم نهاية الحروب الكبرى؟

ترامب.. لقاء قريب مع بوتين.. هل يشهد العالم نهاية الحروب الكبرى؟

ترامب.. لقاء قريب مع بوتين.. هل يشهد العالم نهاية الحروب الكبرى؟
ترامب وبوتين

قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الثلاثاء: إنه يخطط لعقد لقاء سريع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد تنصيبه الأسبوع المقبل؛ مما يثير تساؤلات حول إمكانية وضع حد للحرب الروسية الأوكرانية، وأبعاد أخرى قد تطال الحروب الكبرى عالميًا.

تصريحات تحمل آمالًا مشوبة بالقلق


في مقابلة مع شبكة "نيوزماكس"، أوضح ترامب أن قراره بالاجتماع مع بوتين ينبع من قناعته بضرورة تحقيق نهاية للصراع الدائر منذ فبراير 2022.

وقال: "هناك استراتيجية واحدة فقط لإنهاء الحرب، والقرار بيد بوتين". 


وألمح ترامب، أن اللقاء المرتقب قد يحدث "سريعًا جدًا"، مضيفًا: "كنت أود أن أبدأ هذا الجهد في وقت أقرب، لكن يجب أن أتسلم الرئاسة أولًا".

تصريحات بايدن.. إرث دولي معقد

وفي سياق متصل، ألقى الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن خطابًا استعرض فيه سجل سياسته الخارجية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة كانت في طليعة التحركات الدولية خلال فترة حكمه.

وقال بايدن: "أميركا أقوى، تحالفاتنا أقوى، وخصومنا أضعف"، مشيرًا إلى الدور المحوري الذي لعبته واشنطن في دعم أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي.

كما شدد بايدن على أن بوتين "فشل في تحقيق أهدافه العسكرية"، لافتًا إلى دور الولايات المتحدة وحلفائها في تحجيم القوة الروسية.

وأضاف: "لقد ساعدنا الأوكرانيين على إيقاف بوتين، وفشل بسبب وحدة حلف شمال الأطلسي".

الرؤية المتباينة.. بين بايدن وترامب

رغم الفجوة الواضحة في الرؤية السياسية بين بايدن وترامب، فإن كلاهما يُجمع على أهمية إنهاء الحرب في أوكرانيا.

غير أن بايدن يتمسك بسياسة الدعم المستمر لكييف كجزء من الاستراتيجية الغربية الكبرى، بينما يبدو ترامب أكثر ميولًا نحو إجراء مفاوضات مباشرة مع الكرملين، وهي سياسة قد تعيد تشكيل ملامح التحالفات الدولية إذا كُتبت لها النجاح.

من جهة أخرى، أكد ترامب أنه يملك "علاقة جيدة" مع بوتين، وأن هذه العلاقة يمكن أن تكون مفتاحًا للتوصل إلى تسوية، لكن منتقديه يرون أن موقفه قد يضعف الدعم الغربي لأوكرانيا، وربما يمنح روسيا نفوذًا أكبر على الطاولة.

السياق الدولي.. ملفات شائكة تتطلب حلولًا عاجلة


إلى جانب ملف أوكرانيا، يحمل اللقاء بين ترامب وبوتين احتمالات لمعالجة أزمات أخرى مثل الحرب في قطاع غزة، حيث أكد بايدن مؤخرًا اقتراب الأطراف من اتفاق هدنة بين إسرائيل وحركة حماس. لكن ترامب قد يتخذ نهجًا مختلفًا، مع تركيز أكبر على مصالح الولايات المتحدة دون الالتزام بسياسة دعم الحلفاء التقليديين كما فعلت إدارة بايدن.

على صعيد آخر، يتزامن التحول في القيادة الأمريكية مع تصاعد التوترات مع الصين.


وبينما أكد بايدن أن الصين "لن تتفوق علينا أبدًا"، قد يحمل نهج ترامب تجاه بكين رؤية مختلفة تتسم بالمساومة، خاصة إذا ركزت إدارته على إنهاء الحروب واستعادة التوازن في الاقتصاد الأمريكي.

آفاق المستقبل.. هل تنتهي الحروب الكبرى؟

ويترقب العالم بحذر اللقاء المرتقب بين ترامب وبوتين، والذي قد يحمل أبعادًا أوسع من مجرد إنهاء الحرب في أوكرانيا، فنجاح الاجتماع قد يعيد تشكيل النظام الدولي، بينما قد يؤدي فشله إلى تفاقم التوترات.

ويقول الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية أيمن الرقب: إن هناك قلق مشروع من أن لقاء ترامب مع بوتين قد يؤدي إلى صفقات أحادية الجانب، إذا تم تجاهل حلفاء الناتو أو الدول المتضررة من الحرب، فقد يكون لذلك تداعيات سلبية على النظام الدولي، خاصة إذا تمت التضحية بالمبادئ مقابل المصالح.

ويضيف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن رغبة ترامب في الاجتماع السريع تعكس إلحاحه على تقديم نفسه كصانع سلام عالمي، لكن نجاح هذا الاجتماع يعتمد على عدة عوامل، أبرزها مدى استعداد روسيا لتقديم تنازلات حقيقية، وكذلك قدرة ترامب على تحقيق إجماع داخلي في الولايات المتحدة لدعم أي اتفاق محتمل.