أفغانستان.. هكذا تقود طالبان البلاد نحو أسوأ أزمة إنسانية في العالم
تقود طالبان افغانستان نحو أسوأ أزمة إنسانية في العالم
منذ أن سيطرت حركة طالبان على الحكم في أفغانستان وتشهد البلاد أزمات متتالية تهدد بانهيار حكم الجماعة المتطرفة، وهو ما أكده مستشار الأمن القومي السابق لأفغانستان، د. حمد الله محب، حيث توقع أن النظام ليس على وشك الانهيار فحسب، بل على شفا حرب أهلية.
أوضاع كارثية
منذ سقوط العاصمة الأفغانية كابول، التي اتسمت بانسحاب الغرب الفوضوي، تعيش أفغانستان كارثة تلو الأخرى، حسبما أكدت مجلة "مودرن دبلوماسي" الأميركية، التي أشارت إلى أن البلاد تواجه حاليًا انهيارًا اقتصاديًا وشيكًا - ففي عام واحد فقط انعكست عشر سنوات من النمو - ويعيش أكثر من 95% من الناس تحت خط الفقر، بزيادة قدرها 65% منذ عام 2021، واحتمال نشوب حرب أهلية وشيكة لن يؤدي إلا إلى تفاقم هذه المشاكل الإنسانية؛ ما يجعل أفغانستان واحدة من أسوأ حالات الانهيار للظروف الإنسانية في العالم (إن لم تكن أسوأ)، بعد كل شيء، شهدت أفغانستان حربًا أهلية من قبل، ولكن لم يحدث ذلك خلال أزمة الغذاء والبيئة والاقتصاد.
وذكر د. حمد الله محب، الذي عمل سفيراً لأفغانستان لدى الولايات المتحدة خلال سنوات حكم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قبل أن يصبح مستشار الأمن القومي لأفغانستان، أن فرص طالبان في تجنب حرب شاملة تتلاشى كل يوم، وقد تكون مجموعة العشرين في الشهر المقبل -على سبيل المثال- واحدة من الفرص الأخيرة للاعتراف بإهانتها الفاضحة لحقوق المرأة، أو قمعها لحرية التعبير.
مصدر تهديد
ووفقا لتقرير "مودرن دبلوماسي"، فإن القوى العالمية لا تعترف رسميًا بالحوار الحكومي الدولي مع طالبان، فقد تم بذل جهد دولي كبير للإفراج عن المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، وبالتحديد من قبل الولايات المتحدة، وعلى الرغم من هذه الجهود، وعلى الرغم من كل رغبة الولايات المتحدة في الإيمان بوعود طالبان، فإن جميع المعلومات المتاحة تشير إلى أن أفغانستان أصبحت حضانة لجميع أنواع الجماعات الجهادية المتطرفة، بينما تثبت أيضًا أن طالبان تتجاهل القيم الإنسانية مثل حكام طالبان القدامى.
وتابعت: إن أفغانستان تحت حكم طالبان أصبحت مصدر تهديد كبير للأمن الإقليمي، حيث يوجد بالفعل أكثر من 2.5 مليون لاجئ أفغاني معروف في جميع أنحاء العالم - ولكن إذا سُمح لطالبان بمواصلة حكمها القاسي، فسوف ينمو هذا بشكل كبير، وحتى أولئك الذين كانوا أكثر حماسًا لاستيلاء طالبان على السلطة -مثل باكستان، والداعم اللوجستي والمالي الرئيسي لطالبان- أُجبروا على الاعتراف بأنهم يكافحون لإدارة ملايين اللاجئين الأفغان الذين يلجؤون حاليًا إلى بلادهم، وخارج حدود باكستان، فإن احتمال حدوث أزمة لاجئين عالمية، أو زيادة المخاطر الأمنية، من شأنه أن يشكل تحديًا ملحوظًا، لسنوات عديدة، أدى استرضاء الغرب لمروّجي الإرهاب إلى ترك العالم أكثر خطورة وأكثر وانقسامًا.