يتوقع أن يكون نقل النفط الإيراني للالتفاف على العقوبات الأمريكية على رأس جدول الأعمال عندما يجتمع وفد من وزارة الخزانة من واشنطن مع مسؤولين ماليزيين في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حيث توقع السفير الأمريكي، اليوم الاثنين، إجراء محادثات "صريحة".
 
مساعدة إيران 

وبحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، فإن ماليزيا تُتهم منذ فترة طويلة من قبل الغرب بمساعدة إيران على التهرب من العقوبات الاقتصادية من خلال إيواء سفن تابعة لـ "الأسطول المظلم" من السفن في مياهها، ويفرغ الأسطول النفط الإيراني، الذي يتم شحنه بعد ذلك لبيعه إلى الصين كنفط ماليزي، متجاوزًا العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران. 

وتابعت، أن الولايات المتحدة تسعى جاهدة إلى خنق مصادر التمويل لإيران ووكلائها، في الوقت الذي تهدد فيه الحرب بين إسرائيل وغزة بالامتداد إلى صراع إقليمي. 

وقال السفير الأمريكي لدى ماليزيا إدجارد كاجان: إن وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان نيلسون، والمستشار العام للخزانة نيل ماكبرايد سيزوران كوالالمبور يتواصلان هذا الأسبوع، حيث سيجريان "مناقشات صريحة" مع المسؤولين الماليزيين. 

وقال كاجان: إن الوفد الأمريكي سيؤكد على أهمية "الرد العالمي الموحد على التهديدات الخطيرة" في اجتماعاته مع الحكومتين الماليزية والسنغافورية لاحقًا. 

وتابع - في تصريحات للصحفيين على هامش معرض خدمات الدفاع آسيا 2024 في كوالالمبور-: "نحن واثقون من أن الحكومة الماليزية تتفهم الموقف الأمريكي فيما يتعلق بنقل النفط الذي تم فرض عقوبات عليه، وتتفهم التأثير المحتمل الذي يمكن أن يحدث".

وأضاف: "أود أن أقول إننا نتعامل مع هذا الأمر بروح الشراكة، وبمعنى أننا نتقاسم التهديدات والتحديات المشتركة." 
 
محاولات أمريكية 

وأوضحت الصحيفة الصينية، أن إيران وعشرات الدول الأخرى يشاركون في المعرض لعرض قدراتها الدفاعية، وتوقف رئيس الوزراء أنور إبراهيم سريعًا عند الجناح الإيراني خلال جولة في المعرض يوم الاثنين. 

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية، يوم الجمعة، إنها سترسل الممثلين كجزء من عملهم في مكافحة تمويل الإرهاب وتوليد الإيرادات من قبل إيران ووكلائها - وكذلك لمناقشة تنفيذ العقوبات وضوابط التصدير ضد روسيا. 

وجاء في البيان: "منذ بداية هذا العام، اتخذت وزارة الخزانة عدة إجراءات مهمة لمكافحة وتعطيل الشحن غير المشروع للنفط الإيراني إلى المشترين في شرق آسيا، بما في ذلك الشحنات عبر عمليات النقل من سفينة إلى سفينة في المياه الدولية بالقرب من سنغافورة وماليزيا". 

وفي ماليزيا، سيناقش نيلسون وماكبرايد جهود واشنطن لعرقلة تمويل الإرهاب، بما في ذلك من خلال جمع الأموال للجمعيات الخيرية الاحتيالية ومبيعات النفط غير المشروعة، مع ضمان عدم تسبب العقوبات الأمريكية وغيرها من التدابير المالية المضادة في إعاقة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة. 

وتأتي الزيارة بعد أن وافق الكونجرس الأمريكي بمجلسيه على قانون جديد أطلق عليه اسم قانون وقف إيواء النفط الإيراني (SHIP) في نوفمبر. 

ويتضمن القانون تدابير لفرض عقوبات على الموانئ والسفن والمصافي الأجنبية المشاركة في تجارة المنتجات النفطية الإيرانية الخاضعة للعقوبات، وكذلك عمليات نقل النفط الإيراني من سفينة إلى سفينة (STS). 

تتضمن عمليات نقل STS تسليم النفط الخام والمنتجات البترولية والمواد الكيميائية السائبة السائلة والغاز المسال بين الناقلات أثناء وجودها في البحر، دون الحاجة إلى توقف السفينة في ميناء أو منشأة أخرى. 

في حين أن العديد من عمليات النقل هذه كانت مشروعة، قالت شركة التأمين البحري سكولد في تقرير عام 2021 ، إن هناك زيادة في عمليات نقل STS قبالة سواحل ماليزيا وإفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي، والتي ارتبطت بالزيادة المبلغ عنها في صادرات النفط من الدول الخاضعة للعقوبات مثل إيران وفنزويلا.