من حليف إلى خصم.. كيف يعيد كتاب بايدن تعريف علاقته مع نتنياهو؟

من حليف إلى خصم.. كيف يعيد كتاب بايدن تعريف علاقته مع نتنياهو؟

من حليف إلى خصم.. كيف يعيد كتاب بايدن تعريف علاقته مع نتنياهو؟
بايدن ونتانياهو

تعتبر علاقة الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طويلة ومعقدة - وهي العلاقة التي اتخذت منعطفًا غريبًا في العام منذ الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر، حيث تحولت من حليف وأقرب صديق لعدو وخصم، كما وثقها الصحفي بوب وودوارد في كتابه الجديد بعنوان "الحرب".

نتنياهو من حليف لعدو


وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، التي نشرت مقتطفات من الكتاب المقرر صدوره الأسبوع المقبل، فإن الكتاب يكشف عن كيفية تحول العلاقة بين بايدن ونتنياهو من الصداقه إلى العداء ومدى إحباط بايدن تجاه نتنياهو بسبب كيفية إدارته للحرب الوحشية في قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 100 ألف آخرين معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن تشريد كافة سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

ظاهريًا، أعرب بايدن عن دعمه القوي لإسرائيل، أحيانًا في مواجهة انتقادات دولية لاذعة، وقال: إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، على الرغم من أنه أعرب علنًا من وقت لآخر عن بعض إحباطه من نتنياهو، ولكن من وراء الأبواب المغلقة كان رد فعل بايدن أكثر انفجارًا، وأحيانًا نعت نتنياهو بألفاظ نابية، على تحركات إسرائيل، كما أشارت تقارير إخبارية متعددة.

وبحسب بيان البيت الأبيض، تحدث نتنياهو والرئيس آخر مرة في 21 أغسطس.

ويضيف كتاب وودوارد، الذي حصلت عليه صحيفة نيويورك تايمز ووسائل إعلام أخرى، تفاصيل إضافية من داخل الغرفة إلى تلك الروايات السابقة، بما في ذلك اقتباسات مباشرة من حديث بايدن مع موظفيه أو مع رئيس الوزراء.

في أبريل، على سبيل المثال، تساءل الرئيس عن سلوك نتنياهو في الحرب في مكالمة هاتفية، وسأل، وفقًا للكتاب، "ما هي استراتيجيتك يا رجل؟".

ألفاظ نابية


وعندما أصر نتنياهو على أن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى التوغل في جنوب غزة وغزو مدينة رفح الجنوبية، وهي معبر حدودي رئيسي مع مصر، رفض الرئيس بايدن هذا التحرك، قائلاً وفقًا لوودوارد: "بيبي، ليس لديك استراتيجية"، في إشارة إلى الاسم الذي يطلقه بايدن على نتنياهو.

وفي مايو، أوقف بايدن شحنة من 3500 قنبلة إلى إسرائيل خوفًا من استخدامها في عملية رفح وتسببها في خسائر فادحة في صفوف المدنيين. 

وبعد أن شرع نتنياهو في غزو رفح على أية حال، أخبر بايدن مستشاريه أن نتنياهو كاذب، مستخدماً ألفاظاً بذيئة، وأضاف أن "18 من أصل 19 شخصاً يعملون معه" كاذبون أيضاً، كما جاء في الكتاب، وقال بايدن: "نتنياهو لا يفرق معه شيء سوى صموده السياسي".

وتساءل بايدن عن دوافع نتنياهو، قائلاً: إنه "لا يهتم بحماس، لكنه يهتم بنفسه فقط"، رغم أنه استخدم مصطلحاً أكثر إساءة من "اللعنة".

كما أعرب بايدن أحياناً عن انزعاجه من نتنياهو بشكل مباشر مع رئيس الوزراء مع تدهور العلاقة.

ويقول الكتاب: إن الرئيس صرخ في وجه نتنياهو في يوليو: "بيبي، ماذا بحق الجحيم؟"، بعد أن قتلت غارة جوية إسرائيلية أحد كبار القادة العسكريين في حزب الله، فؤاد شكر، والعديد من المدنيين في غارة جوية بالقرب من بيروت، وقتلت قنبلة إسرائيلية إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحماس، أثناء زيارة لإيران.

وقال بايدن لنتنياهو: "أنت تعلم أن تصور إسرائيل في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد هو أنك دولة مارقة، وسياسي مارق"، كما ورد في الكتاب.

أجاب نتنياهو، وفقًا للكتاب، "هذا هنية، أحد الإرهابيين الرائدين رجل فظيع رأينا فرصة وانتهزناها".

علاقات متوترة


وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن صدور هذا الكتاب في الوقت الحالي، قد يضيف المزيد من التوترات للعلاقات بين نتنياهو وبايدن التي أصبحت واضحة للجميع، وتفقد الولايات المتحدة المزيد من نفوذها على إسرائيل، خصوصًا مع استعدادات إسرائيل لشن هجمة جديدة على إيران للرد على القصف الصاروخي الإيراني على إسرائيل الأسبوع الماضي.

وتابعت، أنه مع انهيار جهود وقف إطلاق النار في غزة تقريبًا، وصلت الحرب إلى علامة العام وتصاعدت الصراعات مع مجموعات أخرى تابعة لإيران مثل حزب الله، مما يهدد بجر إيران مباشرة إلى الصراع، ويواجه بايدن ونتنياهو موقفًا لا يختلف عن الموقف الذي واجهوه في الماضي القريب.

وأضافت الصحيفة، أن بايدن حذر إسرائيل من ضرب المواقع النووية أو النفطية الإيرانية، قائلاً: إن أي رد يجب أن يكون "متناسبًا"، ولكن بناءً على الماضي القريب، قد لا يتوقع بايدن من نتنياهو أن يأخذ بنصيحة الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة، إلى أن إسرائيل رفضت إطلاع الولايات المتحدة على أي مخططات بشأن الرد على القصف الإيراني، وحاول نتنياهو التواصل مع بايدن مرات متعددة بعض تصريحاته باستهداف المواقع النووية الإيرانية ولكن بايدن رفض كافة المحاولات، واكتفى بتحذير نتنياهو عبر القنوات الدبلوماسية من أي تحرك متهور قد يهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.

واعترف مسؤولون إسرائيليون، بأن نتنياهو استبعد إمكانية استهداف المنشأت النووية الإيرانية، لعدم قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على تدميرها بمفرده بدون مساعدة أمريكية، ليظل الخلاف الأمريكي الإسرائيلي بشأن استهداف المنشآت النفطية الإيرانية.