مأساة في عرض البحر.. تونس تترقب مصير طفلة قليبية

مأساة في عرض البحر.. تونس تترقب مصير طفلة قليبية

مأساة في عرض البحر.. تونس تترقب مصير طفلة قليبية
طفلة قليبية

شهد شاطئ قليبية شمال شرقي تونس حادثة مؤلمة هزّت الرأي العام، بعد فقدان طفلة تونسية تبلغ من العمر ثلاث سنوات، مساء السبت، حين جرفتها الأمواج إلى عرض البحر، بينما كانت تلهو على عوامة مطاطية برفقة عائلتها.

الطفلة، التي قدمت من فرنسا لقضاء العطلة الصيفية مع أسرتها، كانت تسبح بالقرب من الشاطئ، قبل أن تدفعها الرياح القوية نحو عمق البحر في لحظة غفلة من والدتها، التي لم تدرك ابتعادها إلا بعد أن اختفت تمامًا عن الأنظار.

ورغم المحاولات السريعة لإنقاذها من قبل المصطافين المتواجدين في المكان، فإن الصغيرة فُقدت وسط أمواج هائجة وظروف جوية صعبة.

سباق مع الزمن


منذ صباح الأحد، أطلقت وحدات الحرس البحري التونسي وفرق الحماية المدنية عمليات بحث وتمشيط واسعة باستخدام الزوارق ووسائل متطورة، أملاً في تحديد موقع الطفلة أو العثور على أي أثر لها.

وتكثفت الجهود مع مرور الوقت، لكن حتى الآن لم تُسفر العمليات عن نتيجة حاسمة، ما زاد من قلق العائلة وعمّق مشاعر الصدمة بين المواطنين.

وتعيش مدينة قليبية، بل وتونس عمومًا، حالة ترقب مشوب بالأمل، في انتظار أخبار قد تعيد الطمأنينة إلى قلوب التونسيين، وسط موجة تعاطف واسعة شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي.

تحذيرات متجددة من خطر البحر

الواقعة المؤلمة جاءت متزامنة مع تحذيرات أصدرها المعهد الوطني للرصد الجوي، دعا فيها إلى تجنب السباحة بسبب اضطراب البحر واشتداد الرياح على السواحل الشمالية والشرقية.

كما حذرت السلطات من تكرار حوادث الغرق، مشيرة أن الرياح الشمالية القوية تشكّل خطرًا حتى على السباحين المتمرسين.

وقد تم تسجيل عدة حالات غرق وفقدان خلال نفس اليوم، من بينها غرق أربع فتيات في شاطئ سليمان؛ مما يعكس خطورة الوضع البحري في هذه الفترة.

نداءات إلى الرقابة والمسؤولية


أثارت حادثة فقدان الطفلة جدلًا واسعًا في تونس حول إجراءات السلامة على الشواطئ، خاصةً في المناطق السياحية.

ودعا نشطاء عبر مواقع التواصل إلى ضرورة تشديد الرقابة على الأطفال في البحر، وتوفير مزيد من الوسائل الوقائية مثل: السترات العائمة،ونشر منقذين مؤهلين في كل شاطئ.

كما طالب البعض بإطلاق حملات توعية للوافدين والمصطافين حول مخاطر البحر المتغير، خاصةً في ظل تغيرات المناخ وتقلبات الطقس المفاجئة التي تُربك حسابات السلامة.

في انتظار خبر سعيد

رغم مرور أكثر من 24 ساعة على اختفاء الطفلة، ما تزال الجهود مستمرة من أجل العثور عليها، وسط مشاعر متباينة بين الحزن والرجاء.

وقد امتلأت الصفحات التونسية على مواقع التواصل بصور الطفلة ورسائل التضامن، ودعوات بأن تعود إلى أحضان والدتها سالمة.