العفو الدولية تهاجم قطر وتطالب بالتحقيق في وفاة العمال الأجانب
هاجمت منظمة العفو الدولية قطر بسبب العمال الأجانب وتطالب بالتحقيق في وفاتهم
يبدو أن المنظمات الحقوقية الدولية ضاقت ذرعا بالتجاهل القطري بشأن حقوق العمال الأجانب فيها، لتصدر منظمة العفو الدولية تقريرا ضخما هاجمت فيه الدوحة، بعنوان "التقاعس".
تقاعس قطر
أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا ضخما هاجمت فيه تخاذل الدوحة عن تنفيذ المطالب العالمية بشأن أوضاع العمال المهاجرين، حيث حمل التقرير الدولي عنوان: "في مقتبل العمر: تقاعس قطر عن التحقيق في حالات وفاة العمال الأجانب والتعويض عنها وتفادي حدوثها".
ووجهت العفو الدولية رسالة حازمة للدوحة به، حيث طالبت قطر بالتحقيق في ملابسات وفاة العديد من العمال المهاجرين.
وكشفت عن امتلاكها "أدلة واضحة على تقاعس قطر المزمن عن تفادي حالات وفاة العمال الأجانب والتحقيق فيها والتعويض عنها"، وهو ما يعد تحذيرا صارما للدوحة.
ملابسات وفاة العمال
وأكدت العفو الدولية أنه "على مدى العقد الماضي، توفي آلاف العمال الأجانب، بشكل مفاجئ وغير متوقع، في قطر، على الرغم من اجتيازهم الفحوصات الطبية الإلزامية قبل السفر إلى البلد".
وتابعت أنه "يضع آلاف الوفيات التي لا تفسير لها في صفوف العمال الأجانب طيلة العقد الماضي في سياق مقلق جدا".
كما أشارت إلى أنه "لا يزال من الصعب للغاية معرفة عدد الأشخاص الذين توفوا نتيجة لظروف عملهم؛ لأن السلطات القطرية، في معظم الحالات، لا تحقق في السبب الكامن وراء وفاتهم".
وأوضحت أنه: "في شهادات الوفاة عادة أن الوفاة لـ’أسباب طبيعية‘ أو ’سكتة قلبية‘ - وهي أوصاف لا معنى لها تقريبا في إثبات الوفيات - وبالتالي لا يتم وصل الوفاة بظروف عملهم".
تحليل شهادات الوفاة
اللافت في التقرير الحقوقي، هو ذكر المنظمة أنها حللت 18 شهادة وفاة صدرت عن السلطات القطرية بين عامَيْ 2017 و2021، بينها 15 شهادة استخدمت فيها مصطلحات غامضة بينها "قصور في القلب غير محدد" و"فشل تنفسي حاد لأسباب طبيعية".
كما تضمن التقرير، رأي ديفيد بيلي، الاختصاصي في علم الأمراض وعضو "مجموعة العمل المعنية بشهادة الوفاة" في منظمة الصحة العالمية، الذي أكد فيه أنه "بشكل أساسي، فإن الجميع يموتون في النهاية بسبب فشل في الجهاز التنفسي أو القلب. هذه العبارات لا معنى لها إن لم تُقرن بتفسير للسبب".
تحقيق شامل ومستقل
واختتمت العفو الدولية تقريرها، بمطالبة السلطات القطرية بأهمية "بإجراء تحقيق مستقل وشامل وشفاف في جميع حالات وفاة العمال الأجانب وإنشاء آلية لتقديم تعويض كاف لأسر جميع العمال الأجانب المتوفين الذين ربما أسهمت أوضاع عملهم في وفاتهم".
ويأتي ذلك بعد أشهر قليلة، مما كشفته صحيفة "جارديان" البريطانية، في فبراير الماضي، بأن أكثر من 6500 عامل مهاجر لقوا حتفهم في قطر منذ 2010، العام الذي حصلت فيه الدولة الخليجية على شرف استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022.
وحينها أثار ذلك التقرير غضب قطر بشدة، حيث حاولت بكل السبل نفي تلك المعلومات، رغم صحتها وتأكيدها دوليا لأكثر من جهة، خوفا من الانتقادات الضخمة التي تتلقاها بسبب ظروف عمل العمال المهاجرين، في مواقع بناء منشآت كأس العالم 2022.