خلافات حادة داخل حماس بسبب نظام الأسد.. ماذا يحدث؟

توجد خلافات حادة داخل حماس بسبب نظام الأسد

خلافات حادة داخل حماس بسبب نظام الأسد.. ماذا يحدث؟
صورة أرشيفية

تشهد حركة حماس انقساماً داخلياً كبيراً، بسبب توجه الحركة لإعادة العلاقات مع النظام السوري برعاية إيران وحزب الله، حيث أعلنت مصادر مطلعة خلال هذه الفترة عن وجود خلاف داخل حركة حماس بشأن العلاقة مع نظام الأسد، وبحسب المصادر الحصرية لـ"العرب مباشر"، فإن هناك فصيلا يريد أن يتعامل مع نظام بشار الأسد من جديد، وإعادة بناء قاعدة الحركة الخارجية مرة أخرى في العاصمة دمشق، أما الفصيل الثاني، الذي يعي قمع الأسد لحلفاء "حماس" المحليين، فيريد الابتعاد.

انقسامات حادة

أبرز الداعمين كانا يحيى السنوار قائد الحركة في غزة، وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي، حيث دعما الزيارة المتوقعة إلى دمشق، في حين رفض خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق تلك الزيارة، نقاشات كهذه عادة ما تتم سراً، إلا أنّها خرجت إلى العلن بعد أن استخدم نواف التكروري، أحد مؤسسي "حماس" منصات التواصل الاجتماعي، وهاجم التحرك باتجاه نظام "يواصل استخدام كل أنواع الجريمة والقتل ضد الشعبين السوري والفلسطيني".

ومن جهته، علّق عيسى الجعبري، وزير سابق في حكومة حماس، تعقيباً على قرار الحركة إعادة علاقتها مع النظام السوري، وكتب في سبتمبر الماضي: "إنّي أبرأ إلى الله تعالى ممّا قررته حركة حماس بشأن إعادة علاقتها بالنظام السوري المجرم"، وفي مطلع بيان البراءة، أشار الجعبري إلى أنّ قراره جاء "اقتداء بنهج النبي المصطفى، ﷺ، بالتبرّؤ من الفعل القبيح، لا من الفاعل الذي فيه خير كثير".

علاقات راسخة

من جانبها، أكدت مصادر مطلعة أنّ نظام الأسد قتل الكثير من أهل السنّة في سوريا، إلا أنّ التحالف بين "حماس" والنظام قد يكون مريحاً للحركة حسب البعض، لافتة إلى محاولات النظام السوري، الملطخة يداه بالدماء، للعودة إلى الحظيرة العربية، بعد عزلة طويلة، ولهذا تخوض "حماس" جدالاً مُرّاً داخلها بشأن العلاقة معه، وكانت "حماس" قد غادرت سوريا عام 2012، وأغلقت مكتبها في دمشق احتجاجاً على معاملة نظام الأسد للاحتجاجات الشعبية التي بدأت في مارس من العام 2011.

وهي خطوة أثارت انتقاد أشد المؤيدين لها، بعدما أعلنت حركة "حماس" أواخر الشهر الماضي أنّها ماضية في "بناء وتطوير علاقات راسخة" مع النظام السوري بعد نحو (11) عاما من "القطيعة"، مضيفة أنّها قررت رسميّاً استئناف العلاقات مع دمشق، التي أشارت من جانبها إلى أنّ ذلك لا يعني إيواء قادة حماس على أرضها، وجاء بيان "حماس" عقب زيارة قام بها رئيس الحركة إسماعيل هنية إلى موسكو على رأس وفد شمل نائبه وعضوين من القيادة الأولى في الحركة، بدعوى "تطوير العلاقة مع روسيا"، وإحداث التوازن الإيجابي للدور الروسي لصالح القضية الفلسطينية.

لماذا الآن؟

في السياق ذاته، يرى مراقبون أنّ عودة العلاقات بين "حماس" والنظام السوري لم تكن مفاجئة، بالنظر إلى الاصطفافات الجارية في المنطقة، ومنها توجه القيادة التركية للمصالحة والتقارب مع سوريا واستئناف العلاقة الطبيعية مع "إسرائيل"، وبالنظر إلى المساعي الجارية لإعادة تأهيل النظام السوري، تمهيداً لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، وبالنظر أيضاً إلى الرعاية القطرية التي تمثل القناة الأميركية للحركة من أجل دمجها في الحل الإقليمي، وهذا بالإضافة إلى علاقة الأخيرة مع إيران وحزب الله الذي كشف أمينه العام حسن نصر الله عام 2020 عن وساطة جارية لإعادة العلاقة بين حماس والنظام السوري، وبشّر بقرب استئنافها، غير أنّ الجديد في الأمر هو التقاء المصالح الأميركية الروسية حيال هذه المصالحة، وعودة العلاقات بين حركة حماس والنظام السوري.