كواليس الانقلاب الأكبر داخل الجماعة.. هل أصبح الإقصاء والقتل مصير إبراهيم منير؟
تتواصل الانقسامات بين صفوف جماعة الإخوان
تتفاقم الخلافات الطاحنة بين صفوف الإخوان، ليصل الأمر حد التناحر، حيث وجهت تهديدات بالقتل إلى إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، لاتهامه بالفشل في قيادة الجماعة وعدم الرضا عن أدائه ودعمه بالفترة الأخيرة.
تهديدات بالقتل
وتلقى إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، تهديدات بالقتل، من أحد العناصر الداخلية المحسوبة على جبهة خصمه القيادي الإخواني محمود حسين، ما اضطره لتعزيز الحراسة الشخصية عليه وعلى أسرته في منزله ومقر عمله بلندن.
وتظهر تلك التهديدات أن الإخوان المسلمين في تركيا يرفضون وجود منير في التنظيم، كونهم غير راضين عنه بسبب عدم تقديم أي دعم لهم في الفترة الأخيرة، لرغبتهم في توسيع ثرواتهم.
كما يرى أفراد الإخوان أن منير سبب سقوط الإخوان في تونس والمغرب وموريتانيا، لذلك يقود الصراع من الطرف الآخر، الإخواني محمود حسين في تركيا الذي يقود الإخوان في تركيا لإسقاط منير وتكوين شخصيات قيادية للإخوان ويكون مقرها تركيا، حيث يستعد لإعلان نفسه قائما بأعمال المرشد.
وتنذر تلك الانقسامات بقرب انهيار الجماعة لتناحر قياداتها، وفشلها الذريع مؤخرا في المنطقة العربية من شرقها لغربها.
انقسامات الإخوان
وترجع تلك الصراعات المحتدة حاليا إلى عدة أسباب، آخرها قرار إبراهيم منير، الأربعاء الماضي، بفصل قيادات عليا بالجماعة سبق أن أعلن إحالتها للتحقيق وآخرين لم يسمهم، لاعتبار "إقدامهم على قرارات لشق الصف وإحداث بلبلة".
وسبق أن قرر منير، إيقاف 6 من أعضاء شورى الجماعة (أعلى هيئة رقابية)، وإحالتهم للتحقيق، وأبرزهم محمود حسين، ومدحت الحداد، وهمام يوسف، وجميعهم خارج مصر، قائلا إن القرارات، دون توضيحها، التي اتخذتها تلك القيادات، "باطلة لمخالفتها اللائحة ولخروجها من غير ذي صفة"، وأن من ساهم فيها "أخرج نفسه من الجماعة".
وتضمن ذلك البيان موافقة 84 بالمئة من أعضاء مجلس الشورى العام، على عزل منير، فيما وافق 78 بالمئة من الأعضاء على إلغاء هيئة كان يترأسها، كبديل عن مكتب الإرشاد المعطل منذ نهاية العام الماضي.
وأفاد موقع الجماعة "إخوان أون لاين" بأن القرارات جاءت خلال عقد مجلس الشورى اجتماعا هذا الشهر، بانعقاد صحيح وبنصاب قانوني، داعيا إلى الالتزام بها، ومعتبرا أنها "معبرة عن الجماعة".
ولم يصدر تعقيب من منير بشأن البيان المنشور على موقع الجماعة الرسمي، إلا أن مقربين منه يقولون: إن "الموقع يديره مؤيدون للمجموعة الموقوفة، والبيان ليس صحيحا ولا يعتد به"، بينما ينفي ذلك فريق آخر من أنصار هؤلاء الموقوفين.
في حين أن صفوف الجماعة تشهد حالة من الغليان منذ إعلان القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، إبراهيم منير، رسميا قرار حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم بإحدى الدول، وكذلك مجلس شورى القطر، في يونيو الماضي، بالإضافة إلى تأجيل ما تسمى الانتخابات الداخلية "الوهمية" التي كان من المزمع إجراؤها خلال أسابيع لاختيار أعضاء ما يسمى مجلس الشورى العام، لمدة ستة أشهر.
تفاقم الأزمات
وتسببت قرارات منير الأخيرة في غضب عدد من قيادات الجماعة التاريخية، الذين أجروا عدة اتصالات وترتيبات خلال الأيام الماضية مع قيادات داخل مصر وخارجها لإقناعهم بإصدار بيان موحد بعزل منير، كخطوة استباقية قبيل إعلان قرار حل اللجنة بشكل رسمي.
بينما أكد منير أن البعض يحاول السيطرة على الجماعة، حيث وجه الاتهامات إلى شخصيات إسطنبول بقيادة محمود حسين، الأمين العام السابق للجماعة.
وتفاقمت الأزمة بين قيادات التنظيم بشدة في منتصف سبتمبر الماضي، بشأن انتخابات داخلية أُجريت، ولم تعترف بها تلك القيادات الموقوفة حيث تؤكد وجود "مخالفات" تبطلها.
وترجع أسباب الصراع الحالي بين قيادات الإخوان، لأسباب مالية وإعلامية، حيث أوقفت الدول الحاضنة لهم دعمهم بعدة طرق، على رأسها الجانب الإعلامي وتحديد أنشطتهم، بجانب تقليص التمويل بشدة، وهو ما أقدمت عليه تركيا بصورة علنية لأجل المصالحة وكسر عزلتها الدولية، وضيقها من أزمات الإخوان.